العدد 2972 - الإثنين 25 أكتوبر 2010م الموافق 17 ذي القعدة 1431هـ

انتخابات اليوم... أمل الغد

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

أثبت البحرينيون الذين تقاطروا على مراكز الاقتراع في المحافظات الخمس منذ الصباح الباكر، حبهم الجم لوطنهم وحرصهم على المشاركة في عملية التصويت لإنجاح التجربة الديمقراطية وإعطائها زخماً أكبر، حتى وإن كان ما تحقق على مستوى التشريع البرلماني خلال السنوات الماضية دون الطموح.

خرجوا من بيوتهم وتركوا أعمالهم وارتباطاتهم وفي صدورهم هموم تنهك الجبال، على أمل أن يكون واقعهم ومستقبل أبنائهم أكثر إشراقاً، بعيداً عن كل الشعارات واستمالات الحاجة والعوز.

وقفوا في طوابير طويلة، قد تكون مملة بالنسبة لهم ومرهقة لأعصابهم لو كانوا بصدد إنجاز معاملة أو قضاء حاجة ملحة، ولكن حبهم لوطنهم هو من أسرهم وجعلهم يتحملون كل المشاق وربما تحمل عناء استخدام وسائل النقل العام، والجلوس على كرسي متحرك والاتكاء على عكاز ريثما تتاح لهم الفرصة للإدلاء بأصواتهم.

وكم هي مُرة تلك اللحظات التي حاول فيها ناخبون الإدلاء بأصواتهم في يوم لا يتكرر سوى مرة واحدة كل أربع سنوات، حين أخبروا أنهم غير مقيدين في جداول الناخبين، وكم هي مؤسفة علامات الحسرة على وجوههم وهم من كانوا حريصين على تقدم الصفوف.

برهنت الممارسة المكثفة لحق الانتخاب على رغم دعوات المقاطعة، مدى أصالة هذا الشعب بجميع طوائفه وانتماءاته، فلم تحرك دعوات التشطير وحملات الإعلام المشوه شعرة واحدة من وعيه وإدراكه لأهمية المشاركة لصنع واقع مغاير يستشرف من خلاله تحقيق آمال وطموحات طالما عاشت في قلبه ولم تبارحه يوماً.

حق على النواب وأعضاء المجالس البلدية المنتخبين أن يردوا الجميل لهذا الشعب الكريم، وأن لا يخذلوه بحثاً عن بطولات وهمية وأدوار لا تصلح حتى لممثلي الكومبارس على خشبة المسرح.

أصاب الناس الضجر من الانشغال في السياسة ومحاولة الصعود على أكتاف الوزراء بتوجيه سؤال أو التهديد باستجواب، فما يأملوه حقاً أن ينشغل النواب في توفير السكن الملائم، وزيادة رواتب الفئات الدنيا، ووقف التعدي على السواحل، وتوظيف الجامعيين، وتحسين الخدمات الصحية لمواكبة الطفرة السكانية الكبيرة.

أيها السادة الأفاضل النواب المستقلين والمنتمين لكيانات سياسية، البحريني أحوج اليوم إلى كلمة تلملم الشتات، ودعوات تلجم أقلام الفتنة الطائفية، وقلوب تجتمع على خدمته ورعايته والاهتمام بملفاته الكبيرة التي طرحتموها في برامجكم الانتخابية، فلا تأخذكم الكماليات والامتيازات والرواتب المغرية فتنسيكم من تعهدتم لهم في خيامكم الانتخابية بالعمل على الارتقاء بهم وإيصال صوتهم إلى المسئولين للقضاء على المشكلات المؤرقة التي يعانون منها منذ سنوات.

نوابنا الأعزاء، لا تجعلوا من تباين توجهاتكم السياسية والفكرية واختلاف خطكم العام طريقاً للاختلاف والتباين، فوحدة الكلمة هي السلاح الأوحد أمام كل التحديات والظروف القاهرة التي تعصف بهذا البلد، ولا يمكن للوطن أن يستذكركم بخير بعد 4 سنوات إلا حينما تثبتون أنكم أهلاً للثقة التي منحت لكم.

ربما لا تدركون معاناة رجل كبير في السن أعياه الزمن وهو يبحث عن من ينقله إلى مركز الاقتراع للإدلاء بصوته فيضطر للذهاب ماشياً، أو امرأة تركت أطفالها وبيتها لتخرج في حرارة الشمس لتدعمكم وتوصلكم إلى ما أنتم فيه، ولكن عليكم أن تعلموا أن هناك رقيباً عتيداً يحصي ما تتفوهون به وما تعملون، وأنكم محاسبون عن كل نفس تمثلونها إن أحسنتم إليها أو أسأتم، فليكن ذلك دستوركم ومنهاجكم لتقديم أفضل ما لديكم لمصلحة الجميع.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2972 - الإثنين 25 أكتوبر 2010م الموافق 17 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:38 ص

      أبن المصلي

      نعم بكل تأكيد عندما خرجنا وتركنا ورائنا اعمالنا لم نخرج عبثا وأنما كان في اعتبارنا أن هذا البرلمان ستكون له اولويات منها معانات الموطنين والتي باتت تؤرق المجتمع برمته ومنها ملف التجنيس يجب عليهم فتحه بكل شفافية وملف البطالة ويجب عليهم مناقشته بكل شفافية ايضاً وملف التمييز وهذا الملف له من الأهمية بمكان فيجب عليهم تناوله واصدار قوانين تجرم من يمارس هذه الجريمة المنتهكة لحقوق الأنسان عليهم فتح ملف تحسين أوضاع المواطنين ومنها الأسكان والتعليم والصحة وتعديل الوضع المعيشي للمواطن المغلوب على أمره

    • زائر 1 | 5:20 ص

      خليل

      أي أمل أي خرابيط دائرة فيها 18 ألف و دائرة 700 شخص عشان بس المعارضة ما تصير أغلبية !

اقرأ ايضاً