العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ

استمرار القتال في أفغانستان رغم الحديث عن إمكانية السلام مع «طالبان»

رجل شرطة أفغاني في موقع هجوم انتحاري في هيرات  استهدف قافلة للشرطة الأفغانية           (أ.ف.ب)
رجل شرطة أفغاني في موقع هجوم انتحاري في هيرات استهدف قافلة للشرطة الأفغانية (أ.ف.ب)

لا يزال القتال في أفغانستان مستمراً ولا يزال المدنيون يعانون من عواقبه الوخيمة على الرغم من أن الحديث عن محادثات السلام مع قوات «طالبان» يشهد زخماً لم يسبق له مثيل.

وكان الرئيس حامد قرضاي قد أقر بدخوله في اتصالات مع قادة حركة «طالبان»، كما قام بتعيين مجلس للسلم من 68 عضواً بقيادة أمراء حرب وشخصيات معروفة مناهضة لـ «طالبان»، بهدف تسهيل التوصل إلى اتفاق سلام مع المتمردين الذين يشكل البشتون غالبيتهم. غير أن حركة «طالبان» رفضت الدخول في اتصالات رسمية مع كابول مشيرة إلى أن العملية لا تعدو كونها «دعاية غير مجدية». كما كررت الحركة مراراً تعهدها بعدم المشاركة في أية مفاوضات قبل مغادرة جميع القوات الأجنبية لأفغانستان.

ويتحمل المواطنون الأفغان العاديون عبء القتال الدائر في أفغانستان أكثر من غيرهم. إذ أسفر الصراع الدائر في البلاد عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين على مدى السنوات القليلة الماضية، وفقاً للأمم المتحدة.

وتحدث الناطق باسم البرنامج الوطني للسلام التابع للحكومة، بريالاي هلالي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن المبادرات الحكومية في هذا المجال قائلاً: «لقد حافظنا على باب السلام مفتوحاً منذ العام 2002». وأشار إلى أن جهود السلام السابقة عانت من «بعض العيوب». ومن المفترض أن يتولى البرنامج الوطني للسلام تنفيذ قرارات مجلس السلم والمساعدة في إعادة إدماج المسلحين الذين يتخلون عن أسلحتهم.

من جهتها، أصدرت مجموعة من العلماء الأميركيين، تطلق على نفسها اسم مجموعة دراسة أفغانستان، تقريراً في شهر سبتمبر/ أيلول أشارت فيه إلى أن «الحرب الأميركية في أفغانستان تشكل أطول حرب في تاريخنا، وهي تكلف دافعي الضرائب الأميركيين نحو 100 مليار دولار سنوياً... إن متابعة الحرب في أفغانستان أمر غير ضروري لأمن الولايات المتحدة».

وعلى الجبهة المقابلة، يبدو أن ثقة «طالبان» تتزايد. فقد قالت الحركة في بيان صادر عنها مؤخراً: «إننا نبشر الأمة الإسلامية بقرب النصر، فالعدو يسعى يائساً للخروج». أما منسق فريق الأمم المتحدة لمراقبة تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، ريتشارد باريت، فيرى أن الحركة «بدأت تبحث عن بدائل للقتال».


نقطة الخلاف - الملا عمر

تخلت الحكومة عن مصطلح «»طالبان المعتدلة» الذي كان يستخدم في جهود السلام السابقة، ودعا الرئيس قرضاي لمحادثات السلام جميع عناصر «طالبان» بما في ذلك قائدهم الأعلى الملا محمد عمر. غير أن واشنطن رفضت أي دور للملا عمر في عملية السلام، حيث قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، للصحافيين يوم 14أكتوبر/ تشرين الأول: «لا أستطيع أن أتخيل قيام الملا عمر بدور بناء في أفغانستان... إن تركيزنا على الملا عمر، من وجهة نظر الولايات المتحدة، قائم على أساس تورطه في دعم تنظيم القاعدة الذي أدى إلى مؤامرة 9/11».

ويُزعم أن عمر، الذي لم يتم تصويره أو رؤيته على شاشات التلفزيون أبداً، يرأس حركة ـ مجلس «شورى كويتا» الواقع مقرها في إقليم بلوشستان الباكستاني.

من جهته، أفاد وحيد مجاهدا، وهو محلل أفغاني ومسئول سابق في حركة «طالبان»، أنه «لن يكون هناك سلام أو محادثات سلام دون الملا عمر»، مشيراً إلى أن كل الجهود المبذولة لعزل وتهميش عمر باءت بالفشل.

من جهتها، ترى المديرة المشاركة لشبكة محللي أفغانستان، مارتين فان بيجليرت، وهي مؤسسة فكرية مقرها بكابول، أن «مصير عمر يشكل مسألة خلاف بين الرئيس قرضاي وأنصاره الأميركيين».

وقال المتحدث باسم البرنامج الوطني للسلام، هلالي أن الحكومة مستعدة لضمان سلامة عمر إذا اختار المشاركة في محادثات السلام.


الكلام مقابل العمل

في الوقت الذي لا يزال فيه الجدل مستمراً بشأن محادثات السلام، تعرض أكثر من 300 قائد من قادة «طالبان» للقتل أو الاعتقال خلال الأشهر الثلاثة الماضية ضمن العملية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة التمرد، وفقاً لديفيد بتريوس قائد القوات الأجنبية في أفغانستان. كما شهد العام 2010 زيادة في الضربات الجوية ضد المواقع المزعومة لـ «طالبان» بأكثر من 150 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وهناك حوالى 150 ألف جندي بالقوات الأجنبية، معظمهم من الولايات المتحدة الأميركية، في أفغانستان- وهو ما يفوق أي عدد للقوات الأجنبية في البلاد منذ بدء الحرب ضد «طالبان» في أواخر العام 2001. وقد علقت بيجليرت من شبكة محللي أفغانستان على ذلك بقولها: «يريد الأميركيون إعاقة حركة التمرد وإضعافها وبالتالي إجبار «طالبان» على المشاركة في محادثات السلام من موقف ضعف».

ويرى الخبراء أنه على الرغم من تعرض حركة «طالبان» دائماً للهزيمة في المعارك المفتوحة، إلا أنها تتمكن من إعادة تجميع صفوفها. إذ شهدت هجمات «طالبان»، بما فيها التفجيرات الانتحارية، ارتفاعاً حاداً خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقاً للأمم المتحدة وغيرها من منظمات رصد الصراع.

ويتساءل المسئول السابق في حركة «طالبان»، مجاهدا، قائلاً: «كان القادة العسكريون الأجانب يقولون في العام 2005 أن عدد متمردي «طالبان» يبلغ 10 آلاف شخص ولكنهم يقولون في الوقت نفسه أنهم قاموا خلال الخمس سنوات الماضية بقتل ما يزيد عن 20,000 عنصر من عناصر «طالبان»، فأين نحن الآن؟».

وحسب بيجليرت، فإن «محادثات السلام عادة ما تتطلب بناء الثقة بدلاً من زيادة العمليات العسكرية».


تشكيك النشطاء

أعرب الرئيس قرضاي عن تفاؤله بتمكن مجلس السلم الذي شكله من التوسط لاتفاق سلام مع حركة «طالبان»، ولكن الناشطين في مجال حقوق الإنسان يرون أنه من غير المحتمل أن ينجح المجلس في ذلك. ويتهم بعض الخبراء قرضاي باستخدام مجلس السلم كرشوه لخصومه السياسيين، الذين يشارك العديد منهم في المجلس، لضمان بقائه السياسي، و خصوصاً بعد انسحاب القوات الأجنبية. وحسب مجاهدا، فإن «المجلس يفتقر لثقة قرضاي وحركة «طالبان» على حد سواء».

وترفض الحكومة هذه الانتقادات، مؤكدة على أن الوقت قد حان للسلام والمصالحة. غير أن حركة «طالبان» لا تبدو مستعدة في الوقت الراهن للانخراط في هذه العملية.

العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:04 ص

      يا...زائر 2

      الله ينصر الاسلام والمسلمين ويدمر امريكا وكل من يعادي المسلمين ويغتصب ارضهم

    • زائر 2 | 3:16 ص

      سؤال ؟؟؟؟؟

      ليش امريكا ما تستعمل الكيماوي ضد المجرمين من امثال القاعده والطالبان مثل ما استعمل صدام الكيماوي ضد الاكراد والايرانين من الشعوب؟؟؟؟

    • زائر 1 | 12:29 ص

      هنيئا للشهداء

      التاريخ يشهد بان كل من يقاتل في افغانستان خاسر . لكن ناس ما تتعلم من التاريخ . الأفغاني يسعى للأستشهاد . و لا تهم الدنيا . و هم يحتفلون بالشهيد اكثر من احتفالهم بالمولود .عجبا ناس باعت الدنيا بالأخرة و ناس تتكالب عليها . فهنيئا لمن يطلب الشهادة و خاب اهل الدسائس .

اقرأ ايضاً