العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ

السعودية تخطو بحذر نحو لعب دور في المحادثات الأفغانية

يقول دبلوماسيون ومحللون إن السعودية تتجه نحو الانضمام إلى جهود التوصل لتسوية للحرب الأفغانية على رغم إحجامها عن الانخراط الشديد مع المتشددين الإسلاميين الذين كانت تدعمهم ذات يوم.

لكنهم يقولون إن السعودية لن ترغب في التوسط رسمياً في أي محادثات للسلام. وعلى غرار الدول الأخرى المعنية تريد المملكة أن يأخذ الأفغان بزمام المبادرة فيما يضطلع اللاعبون الخارجيون بتسهيل العملية. وقال دبلوماسي كبير في كابول «الجميع لهم تجربة سيئة جداً في جهودهم للوساطة بين الأفغان». وأضاف «المسألة بسيطة جداً. إذا حاولت التوسط بينهما سيحاول كل جانب تحقيق أكبر قدر من المكاسب وستنهار (المحادثات). صدقني ستنهار. الطرف الثالث لا يستطيع الحفاظ عليها».

ولم تعلق السعودية علناً على نداء من كابول للمساعدة في التوسط في المحادثات مع المتشددين لمحاولة إنهاء الحرب المستمرة منذ 9 سنوات في أفغانستان. لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إن من المتوقع أن تقع المملكة التي استضافت محادثات سرية مع «طالبان» في مكة 2008 تحت ضغط من الولايات المتحدة لمساعدة واشنطن في العثور على إستراتيجية للخروج من حرب لا تحظى بشعبية.

وتتمتع السعودية بقدر لا بأس به من النفوذ في العالم الإسلامي لوضعها كموطن لأقدس المواقع الإسلامية فضلاً عن نفوذها المالي بسبب عائدات النفط. وقال دبلوماسي غربي في الرياض «هناك الكثير من الضغط على السعوديين من الولايات المتحدة للتوسط في أفغانستان». وتقول مصادر رسمية إنه للمرة الأولى تبحث جميع الأطراف الرئيسية المعنية من الحكومة إلى المتشددين ومن واشنطن إلى باكستان بجدية عن سبل للتوصل إلى اتفاق للسلام.

وأشارت هذه المصادر للمرة الأولى إلى السعودية وتركيا والإمارات كوسطاء محتملين إلى جانب باكستان فيما لاتزال حتى الآن محادثات أولية «عن إجراء محادثات». وقال الدبلوماسي الكبير في كابول «السعودية والإمارات وباكستان تستطيع إثارة الضجة المناسبة بقولها (نحن ندعمها) وأعتقد أن هذا سيحدث فرقاً».

وقال مصدر مطلع على المحادثات بشأن أفغانستان إن الرياض ربما تكون أكثر ميلاً للمساعدة من ذي قبل لأن جهود السلام الآن تحظى بدعم واشنطن وهو ما كان غائباً في العام 2008. ودعمت السعودية فضلاً عن باكستان والولايات المتحدة الإسلاميين الذين كانوا يقاتلون السوفيات في أفغانستان في الثمانينيات ثم أصبحت المملكة واحدة من ثلاث دول فقط اعترفت بحكومة «طالبان» التي حكمت أفغانستان من العام 1996 إلى العام 2001.

لكنها تحجم عن أن يرتبط اسمها عن كثب بمحادثات السلام بعد أن عملت جاهدة للتخلص من أي اعتقاد جماهيري بارتباطها بصلات بالتشدد الإسلامي. وكان 15 من جملة 19 مهاجماً نفذوا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة سعوديين.

ويقول دبلوماسيون إن مبعوثين غربيين عملوا منذ العام الماضي على حشد تأييد المملكة للمساعدة في التوسط لكنها لاتزال حذرة بعد أن انتهت محادثات العام 2008 من دون التمخض عن شيء. وقال دبلوماسي غربي كبير «السعوديون قد يتوسطون لكنهم يريدون أن يسمعوا من الفصائل الأفغانية أولاً وبشكل علني أنها جادة بشأن المحادثات هذه المرة». وأضاف «إنهم لا يريدون المجازفة بسمعتهم بدعم مشروع للسلام قد لا ينجح». وعبر دبلوماسيون أفغان عن أملهم في أن تتدخل الرياض.

وقال القائم بأعمال السفير الأفغاني في الرياض، سعيد أنور شاه غفاري «السعودية لها دور كبير ونأمل أن تلعب السعودية في أفغانستان دوراً مهماً كما فعلت فيما مضى في أفغانستان وفي دول أخرى». وأضاف «المملكة لها ثقلها في العالم الإسلامي ونحن ننظر إليها كشقيق أكبر».

وفي الأسبوع الماضي أشار الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودي السابق الذي تعامل مع «طالبان» من قبل إلى جهود المصالحة فيما مضى كعلامة على الدعم السعودي لأفغانستان لكنه لم يشر إلى العودة للمحادثات.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إن على «طالبان» ألا توفر ملاذاً لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن قبل أن تتدخل المملكة كوسيط. وبدأ متشددون يستخدمون اسم «القاعدة» في شن هجمات في السعودية في العام 2003. وجمدت الرياض علاقاتها بـ «طالبان» في العام 1998 لرفضها تسليم ابن لادن الذي أسقطت عنه الجنسية السعودية لأنشطته التي استهدفت الأسرة الحاكمة في المملكة.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن السعودية ستتأثر بشدة بنهج باكستان التي ترتبط معها بتعاون عسكري ومخابراتي وثيق. وقال المحلل الأفغاني هارون مير «إذا دعمت باكستان محادثات السلام فإن السعودية ستساعد لكنها لا تريد الانخراط أكثر من اللازم».

العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً