العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ

البيئة والاستدامة في تقرير التنمية البشرية 2010

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا العام تقريره العشرين بعنوان «ثروة الأمم الحقيقية: مسارات إلى التنمية البشرية». هذا التقرير أعاد إلى الأذهان علامة فارقة من التاريخ حين نجح فريق عمل بقيادة الاقتصادي الباكستاني الراحل الدكتور محبوب الحق من تطوير مؤشر جديد لقياس التنمية البشرية لا يعتمد على مؤشرات اقتصادية مجردة مثل الناتج القومي الإجمالي بل يسبر أغوار قطاعات أخرى في طول العمر، والتعليم الأساسي، والحد الأدنى من الدخل.

في مقدمة التقرير الجديد بقلم الهندي الدكتور أمارتيا سنغ وهو الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد في العام 1998 وزميل الدكتور محبوب الحق أشار إلى حاجة صانعي القرار إلى مؤشر عملي وشامل لشئون الحياة من الفقر والحرمان إلى عدم المساواة وانعدام الأمن. أشار سنغ إلى التطور المستمر لمؤشر التنمية البشرية وزيادة تعقيده وهذا واضح في زيادة أعداد الجداول في ملاحق التقرير بالإضافة إلى خلق مجموعة من المؤشرات المبتكرة لإثراء تقييم مؤشر التنمية البشرية في ظل زيادة التحديات مثل المحافظة على البيئة وخلق المجتمعات المستدامة.

البيئة كانت إحدى المرتكزات الرئيسية في تقارير التنمية البشرية السابقة فهي نبهت إلى التهديدات البيئية التي واجهها أو سيواجهها الإنسان مثل أزمة الماء في العالم وتغير المناخ. الإصدار الأول من التقرير في العام 1990 دافع عن حق المجتمع الحر في الحصول على الهواء

النقي والماء النظيف والغذاء. أما في العام 1994 فقد ناقش التقرير الأمن البيئي، أما في العام 1998 فقد اعترف التقرير بأن المجتمعات الأقل تطوراً هي التي تدفع ثمن الأضرار البيئية من العالم المتقدم مثل المطر الحمضي وثقب الأوزون والتغير المناخي. أما في العام 2006، فقد كان الموضوع الرئيسي هو أزمة الماء العالمية واستنتج أن الماء العذب أرخص للفرد في الدول المتقدمة من الفرد في الدول الإفريقية. أما في العام 2007، فقد كان الموضوع الرئيسي هو تغير المناخ وقضية الاحتباس الحراري.

لابد من الإشارة إلى تشديد تقارير التنمية البشرية بأن مفهومي الاستدامة والتنمية مترادفتان وليستا منفصلتان حيث إن التنمية البشرية تعني تمكين الإنسان من التمتع بحياة صحية مع زيادة في المعدل العمري والحصول على تعليم مناسب بينما التنمية البشرية المستدامة تعني أن الأجيال القادمة تمتلك نفس الفرص وبالتالي تصبح التنمية قاصرة في حال انعدام عنصر الاستدامة.

التقرير الجديد قام بتقديم العديد من علامات الاستفهام بالنسبة لموضوع الاستدامة. فعلى سبيل المثال، تساؤل التقرير عن دور الاستدامة في التنمية البشرية وكيفية يتم إنجاز تقييم وقياس هذا الدور؟ ومن ثم كيف يمكن معالجة زيادة اتساع الهوة بين مؤشر التنمية البشري والمؤشرات البيئية؟ وماهي متطلبات المجتمع والاقتصاد الأخضر؟ وكيف يمكن لهذا الاقتصاد الأخضر أن يسرع من خطى التنمية؟

تقارير التنمية البشرية هي إحدى الأدوات التي يستخدمها أصحاب القرار لتوسيع المدارك ومعرفة التحديات ومن ثم القيام بتعديل خطط التنمية القطرية في للعمل نحو خلق مجتمعات مستدامة.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:15 ص

      تضارب مؤشرات التنمية والاستدامة

      مبدأ التنمية المستدمة يعني بشكل مبسط تنمية بلا تدمير ويعني بشكل فعلي تحقيق التنمية التي تضمن تمكين الجيل الحاضر في العيش الكريم دون الاخلال بمصالح وحقوق الاجيال القادمة في العيش الامن.
      وعلى العكس من ذلك فان مؤشرات مخرجات مشاريع التنمية في بلداننا لاتجسد جوهر ذلك المبدأ كما انه ليس هناك افق لتغيير ذلك المسار وما هو جار تنفيذه من مشاريع تنموية يستنقص بشكل فعلي من حقوق الاجيال القادمة في الامن المعيشي والغذائي والصحي والمائي وتحقيق مؤشرات الامن الانساني في مظهره العام.
      باحث بيئي

اقرأ ايضاً