العدد 1121 - الجمعة 30 سبتمبر 2005م الموافق 26 شعبان 1426هـ

التطبيع: لا كرامة، لا استقلال، لا سيادة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

انتظرنا كثيرا، متألمين ومتأملين، ردا أو توضيحا من الخارجية البحرينية على الفعاليات الرافضة للتطبيع، إلا أنه لا مجيب، وفي نظر الخارجية البحرينية فإن هذه الجموع الرافضة من مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية والكتاب والصحافيين ومختلف فعاليات المجتمع المعبرة عن الرأي العام، لا تستاهل هذه القطاعات جميعها ردا أو توضيحا من هذه الوزارة الهرمة؟! لا نشعر كبحرينيين بالتزام حكومتنا البحرينية بمراعاة مشاعرنا الحزينة والشعور بالغبن من استلاب إرادتنا في رفض ما لا نريده وقبول ما نريده، وهذه إحدى نكبات العصر بالنسبة إلى البحرينيين، وهي أن يكونوا في حال عجز تام عن صنع قرارهم الوطني ومستقبل علاقاتهم الدبلوماسية مع الدول الأجنبية. الإرادة الشعبية هي ما تعبر عنه القطاعات والفعاليات المختلفة في الدولة "مؤسسات أهلية وقادة رأي وسياسيون ونواب ومثقفون وكتاب" ذلك تأسيسا على مبدأ الشعب مصدر السلطات جميعا! فأين نحن كمواطنين من هذا المبدأ وعلى أية قاعدة تقف حكومتنا البحرينية في علاقاتها التطبيعية تلك؟! عار على البحرينيين أن يقفوا مكتوفي الأيدي قبال هذا الاستهتار الحكومي بالرأي العام والإرادة الشعبية شبه الجامعة، فالرفض الشعبي وفضح المتلاعبين بمشاعرنا والمستخفين بعقولنا واجب علينا جميعا؛ فبالله عليكم أيعقل أن يتم التطبيع وإلغاء مقاطعة البضائع الإسرائيلية وبعد ذلك يصرح وزير الخارجية السابق ويعلن بأن العلاقات الدبلوماسية ستكون منسجمة مع القرارات العربية بهذا الخصوص! هل أبقيتم بعد ذلك قرارات يا سعادة الوزير!؟ هل هذه قصة أو رواية جديدة للضحك على ذقون أفراد الشعب البحريني؟! وفي مسلسل متتابع للذل الذي نعيشه كعرب ومسلمين، قام السفير الأميركي، والذي لا أعرف اسمه أو كنيته، سوى أنه سفير معتقل "إكس - راي" لحرية الشعوب وحقوق الإنسان! هذا السفير يقوم بكل صلافة بالاتصال بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف السنية للحصول على قائمة بأسماء خطباء المساجد! والجماعة في الأوقاف، ارتعدت فرائصهم... وسريعا أرسلوا مطالب سعادة السفير! سيادة الدول تنتهك، والقرار الوطني أصبح بيد السفير الأميركي في البلاد، هل يحق لنا أن نحتفل بأعياد الاستقلال والأعياد الوطنية؟! سفير معتقل "إكس- راي" لا يفقه أبسط قواعد التعامل الدبلوماسي مع الدول، فهو يخيل إليه بأنه يعيش في حضيرة "كاوبوي" في تكساس! على سفير معتقل "إكس- راي" أن يحترم مشاعرنا كعرب ومسلمين، وعلى الحكومة البحرينية أن ترفع رأسها عاليا في مجابهة عربدة السفير... وإلا فإنه ينطبق عليها المثل الشعبي: "أبوي ما يقدر إلا على أمي". إن ما يقوم به السفير هو انتهاك لكل الأعراف الدبلوماسية واحترام سيادة الدول... وبتنا نعيش اليوم بلا كرامة وبلا سيادة وبلا استقلال... بعد أن تغنينا طويلا بالكرامة والسيادة والاستقلال!

عطني إذنك...

بعض المسئولين العرب لديهم ارتباطات مع منظمات مشبوهة بعضها على علاقة بالماسونية العالمية والآخر بالحركة الصهيونية مباشرة، ولذلك فإن جميع القرارات المتخذة من قبلهم لا تخرج عن كونهم منفذين للأوامر. أميركا لا تحمي أصدقاءها بل تحمي مصالحها، أيا كان هذا الصديق... على الحكومة أن تتصالح مع شعبها، وأن تقوم بإنفاق المال العام والثروة في البلاد على الناس وبما يحفظ ماء وجوههم من ذل السؤال والحاجة لكي يلتفوا حولها ويحموا كيانها ووجودها، فالشعوب هي المتكأ النهائي والأخير لأية حكومة وأي نظام سياسي

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1121 - الجمعة 30 سبتمبر 2005م الموافق 26 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً