العدد 1122 - السبت 01 أكتوبر 2005م الموافق 27 شعبان 1426هـ

مجلس "الكتلة الواحدة"

مجلس النواب يكمل اليوم عامه الثالث، ويبدأ عامه الرابع. ولد ضعيفا، هش العظام، حرص على لفه جيدا بالقماط، حتى كاد يصاب بالكساح. عاش ثلاثة أعوام مترددا خائفا. علق عليه البعض بعض آمالهم، وأخرجه البعض الآخر من قلوبهم. ولادته كانت متعسرة، وهرول البعض لاقتناص مقعد في زمن الرخاء والغنائم، بينما تحاشاه آخرون زهدا على طريقة البهلول. ومن هذه الفجوة تسلل "الأذكياء"، فاستطاع الحصول على الـ "بي ام" من لم يحلم بسياقة الحنطور! عندما زار أهالي إحدى الدوائر الانتخابية ممثلهم ليحرك لهم ملف الاسكان أجاب بكل "شفافية" ووضوح: "هل تظنون أنكم الذين انتخبتموني؟ أنا الذي اشتريت هذا الكرسي بما دفعته إلى منافسي فتنازلا ورضيا بالمال"! إقليميا كان هناك من يشكك ويحذر "لئلا تتورطوا في لعبة أكبر منكم"، ولكن اللعبة استمرت لتثبت أنه حتى اللعب فيه جد كبير. ومن البداية أيضا، خرجت من المنامة تقارير إلى عواصم كبرى: "القاعدة وصلت إلى البرلمان في دولة صغيرة تقع وسط خليج النفط اسمها البحرين"! في بداية أيام المجلس، اتصل أحد الزملاء ببعض النواب مستفسرا عن برامجهم وخططهم، وعن تكتلاتهم النيابية، فرد أحدهم مستنكرا: "أعوذ بالله منكم! ليس عندنا كتل ولا تحزبات! كلنا كتلة واحدة". الوليد الصغير أخذ يتعلم كيف يتكلم وهو في قماطه، ثم تجرأ على النقاش، وأخيرا بلغ مرحلة الأسئلة، وإن كان على استحياء. وبسبب خجله الزائد أخفق في أهم الاختبارات: التأمينات والإسكان ومساءلة الوزراء الكبار. في العام الأخير، أصبح مرآة تعكرها احتقانات المجتمع وإفرازات الوضع الإقليمي والدولي، فدخلت على خطه نانسي عجرم ومكبرات الصوت وإطالة اللحى ومدن الحلة والفلوجة والأنبار. ووسط ضجيج الشتائم، مر قانون الجمعيات! عندها انتبه الجالسون على الرصيف إلى خطورة هذا الوليد الهش الملفوف بالقماط

العدد 1122 - السبت 01 أكتوبر 2005م الموافق 27 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً