العدد 1127 - الخميس 06 أكتوبر 2005م الموافق 03 رمضان 1426هـ

مهرجان القدس وتقلص "اسرائيل"

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مساء الخميس الماضي، كانت جزيرة النبيه صالح على موعد تجدد خلاله حبها وإخلاصها وعشقها للقدس، في مهرجان تنظمه للعام الخامس على التوالي في ذكرى انتفاضة الأقصى المبارك. كان الخطيب الرئيس في المهرجان هو الشيخ علي سلمان، الذي لفت إلى أن الكيان الصهيوني آخذ بالتقلص جغرافيا عبر طرق مختلفة. الطريقة الأولى كانت في أعقاب اتفاق "كامب ديفيد" الذي فرض عليه الانسحاب من شبه جزيرة سيناء. الطريقة الأخرى للتقلص الاسرائيلي هو نهج المقاومة الذي أدى إلى اندحاره من جنوب لبنان، أما الطريقة الأخيرة فما شاهدناه من انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة. وعقب سلمان انه ليس هناك ما يمنع من زوال الاحتلال من الضفة الغربية في المستقبل، فنحن أمام حتمية واحدة بشرنا بها القرآن الكريم، وهي زوال هذا الكيان الظالم. وختم الشيخ بضرورة استمرار الدعم الشعبي للقضية الذي أخذ بالتراجع، بينما يقوم المال العربي الخاص للأسف الشديد بتمويل عمليات تفجير السيارات المفخخة وقتل الأبرياء في العراق، ما يكلف ملايين الدولارات يوميا، بينما القضية التي يحتضنها وجدان وضمير كل عربي ومسلم، يتم بيعها بالتقسيط، من السادات إلى بقية حكومات العرب التي تتحرك في طريق التطبيع، مقابل عدم الضغط عليها وتباطؤها في تنفيذ الإصلاحات. في المهرجان أيضا، قام النائب حسن بوخماس بتقديم درع تذكاري إلى عائلة شهيد القدس البحريني محمد جمعة، الذي قضى يوم السابع من أبريل/ نيسان ،2002 على إثر إصابته برصاصة في مظاهرة الاحتجاج على موقف السفير الأميركي، الذي طلب ذات يوم من المشاركين في ندوة داخلية الوقوف دقيقة واحدة حدادا على أرواح الجنود الصهاينة! مهرجان القدس السنوي، له لجنة تنظيمية عليا تتفرع إلى عدة لجان، إحداها اللجنة الإعلامية التي أصدرت كتيبا صغيرا، تضمن فيما تضمن كلمات للإمام الخميني "ره"، من بينها قوله: "ألم يدرك القادة بعد، ان المفاوضات السياسية مع الساسة المحترفين والجناة التاريخيين، لن تنقذ القدس ولبنان، وانها تزيد الجرائم والظلم". الكلمة ربما قيلت قبل عشرين عاما، ولكنك تجد مصداقها فيما حدث في لبنان، وفيما يعيشه العالم العربي والإسلامي من ضياع وإذلال وتقهقهر أمام زحف الغزاة، بما يخرج القضية من الإطار الوطني القاتل إلى الفضاء الانساني الرحب، ونعود مرة أخرى لكلمات الخميني نقرأها لنذكر من جديد: "إن مسألة القدس ليست مسألة شخصية، وليست خاصة ببلد ما، ولا هي خاصة بالمسلمين في العصر الحاضر، بل هي قضية كل الموحدين والمؤمنين في العالم، السالفين منهم والمعاصرين واللاحقين". كلام من رجل خبر العالم، وكان شاهدا على عصر مرير، يمتد لأكثر من سبعين عاما. ربما ما نحتاجه اليوم هو التذكير بهذه الثوابت بعد أن أصبحت القضية في مهب الريح، مجرد "حاجز نفسي" يعملون على هدمه رويدا رويدا، كأن كل الدم الفلسطيني، و"التغريبة" الفلسطينية، وكل العذاب الفلسطيني الممتد لأكثر من نصف قرن، يمكن أن يباع في سوق السمسرة الدولية

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1127 - الخميس 06 أكتوبر 2005م الموافق 03 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً