العدد 1131 - الإثنين 10 أكتوبر 2005م الموافق 07 رمضان 1426هـ

دعوة للوحدة في مقاومة التطبيع

محمد حسن العرادي comments [at] alwasatnews.com

حين تتلف البوصلة يضيع الربان، ويبدو أن بوصلة الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية أصابها العطب والتلف، فتاه ربانها وأخذ يوجه سفينته إلى ميناء التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب للقدس والمقدسات، وصرنا ننام على مذلة ونصحو على خنوع. وأغرب ما في الأمر، هو أن الصهاينة يختارون مواعيدهم بدقة وعناية، لا ينسون أو يتناسون ما حدث لهم، في مثل هذه الأيام من شهر رمضان الذي يتوافق هذا العام مع أكتوبر/ تشرين الأول ليعيد لنا ذكرى أمجاد العاشر من شهر رمضان السادس من أكتوبر ،1973 حين عبرت القوات العربية البطلة على الجبهات المصرية والسورية تحصينات العدو الصهيوني، وألغت إلى الأبد أسطورة الجيش الذي لا يقهر. في هذه الأوقات المفعمة بالعزة والكرامة، يقدم لنا بعض الساسة العرب والمسلمين نظرتهم المتخاذلة على طبق أميركي مليء بالمنغصات والسموم، ويدعوننا إلى تناول لحم أبنائنا وأشقائنا في فلسطين، بعد أن ذبحتهم الصهيونية على أيدي المجرمين والقتلة من أمثال مجرم الحرب شارون سفاح صبرا وشاتيلا، وقاتل الأسرى المصريين ومدمر المئات من بيوت اخوتنا في فلسطين. يريدون لنا بأن نصافح هذه اليد القاتلة المجرمة، وأن نطبع علاقتنا مع هذه الدولة اللقيطة المغتصبة لحقوقنا الثابتة في فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر، ويقدمون لنا هذه الدعاوى بأشكال شتى وأحابيل ما أنزل الله بها من سلطان. يريدون لنا أن نهضم الأكاذيب وأن نسير مغمضي العيون، في قطار الذل والهوان، قطار الاستسلام والتطبيع مع العدو، بحجة أن اتفاق التجارة الحرة مع أميركا ينص على ذلك. حسنا، نحن لم نستفت على هذا الاتفاق، ولم نوافق عليه، ولم يشر أحد من المسئولين في البلاد طوال الأشهر الماضية التي تم الترويج فيها لهذا الاتفاق إلى هذه النصوص المرفوضة فيها، ثم إن من حقنا أن نتساءل: لماذا يكون علينا أن ندفع ثمن توقيع اتفاق مع أميركا إلى العدوة "إسرائيل". لماذا يكافأ هذا الجزار شارون ونظامه المتآكل الذي انسحب من غزة مدحورا تحت ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة، كما انسحب من لبنان قبل ذلك صاغرا، منكفئا على نفسه، يجر وراءه أذيال الهزيمة والفشل، لماذا نكافئه على شيء لم يفعله؟ هل نكافئه على تنفيذ الجدار العنصري العازل، الذي حول المناطق العربية إلى سجون وكانتونات معزولة، أم نكافئه لأنه لايزال يقصف بالطائرات الأميركية اخوتنا في فلسطين ويغتال قياداتهم المناضلة كل صباح ومساء، أم نكافئه لأنه يخطط لتهويد القدس وإزالة قبة الصخرة وهدم المسجد الأقصى، مسرى الرسول ومعراجه إلى السماء؟ إنها لمصيبة كبرى تلك التي نواجهها، في حال أصرت الحكومة على التطبيع مع العدو الصهيوني، وليس أمامنا سوى التضامن والوقوف في وجه هذا الانهيار العربي المخزي، وأن نضع أيدينا متشابكة ونرص صفوفنا في وجه طوفان التطبيع. من هنا أناشدكم جميعا، باسم الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، بأن تقفوا وقفة رجل واحد، وتقولوا: لا للتطبيع، ثم نقرن أقوالنا بالأفعال، فنقف جميعا ضد أي تاجر أو رجل أعمال أو مؤسسة، تسول له نفسه أن يتعامل مع العدو الصهيوني، وأن يبيعنا بضائعه ومنتجاته. جميعا وبروح واحدة مخلصة سنقول لكل الدنيا: "كلنا ضد التطبيع"، ولستكون المعركة طويلة والطريق شائكا، فلا تتركوا اليأس يتسلل إلى نفوسكم، واعلموا جميعا بأن النصر قادم لا محالة، مهما طال ليل الانتظار وازدادت الظلمة سوادا. نحن في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، ندعو جميع الجمعيات والفعاليات الوطنية والإسلامية في مختلف مناطق البحرين إلى الوقوف في وجه موجة التطبيع حتى تنكسر هذه الموجة. كما نوجه نداءنا إلى الجمهور إلى اليقظة والحذر من المخططات المشبوهة التي تحاك في الظلام من أجل النيل من مقدساتنا وثوابتنا الوطنية والإسلامية، ونطالب الجميع بالاستنفار ضد هذه التحركات المستسلمة، المرتمية في أحضان العدو، كما نطالب بتعزيز التحركات الشعبية والالتفاف حول القضية التي تربط الجميع، قضية فلسطين. إن صمود شعبنا في فلسطين ضد العدو الصهيوني هو الذي سيفشل هذا المخطط المصنوع بأياد أميركية آثمة، ولابد من تجديد الدعوة لمقاطعة البضائع الصهيونية والأميركية، وسد كل المنافذ أمامها حتى لا تتمكن من اختراقنا بأكثر ما نحن مخترقين. كما أجدد الدعوة للجميع للوقوف صفا واحدا ضد التطبيع بكل أشكاله ومسمياته. * رئيس جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني

إقرأ أيضا لـ "محمد حسن العرادي"

العدد 1131 - الإثنين 10 أكتوبر 2005م الموافق 07 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً