العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ

طريق آمن وأسرة آمنة...

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن هذه الشعارات التي وضعت منذ أيام في شوارع البحرين الرئيسية ومن طريقة وضعها تبدو أنها تتوجه إلى التزيين، تزيين الشوارع بالألوان. ولاشك أن ألوانها جذابة، وهي أنيقة الصنع! لنر أولا ما دور هذه الكلمات أو الشعارات من أمن وأمان... ووطن وامرأة ونصف المجتمع! إن الأمن والأمان في الوطن هما كلمتان متلازمتان. ومن أبسط شروطهما أن تتوافر الأجواء الاجتماعية وأن تكون متناغمة، من حيث الاحتياجات الأساسية للإنسان من مأكل وملبس ومسكن. والأهم من ذلك هو العمل الثابت والمردود المنظم بما يتناسب مع عصر الانفتاح ومع عائدات الدخل القومي للبلاد. إنه في حال توافر هذه الأشياء، وخلق طبقة وسطى مرتاحة ماديا، بحيث تقبر الفقر وترتقي إلى طبقة تعيش وتتمتع بالحياة وما يتناسب مع المستوى العصري للإنسان... إذا تمكنا من خلق هذه الطبقة المتوسطة واستطعنا حماية هذه الطبقة من العودة إلى الفقر، قمنا بتحقيق هدف جبار مازال مجتمعنا يعاني أشد المعاناة للوصول إليه. وقد يستغرق هذا سنوات عدة، ولكن بذلك نكون قد نجحنا في تنفيذ كلمات الشعارات من أمن واستقرار. في هذه المرحلة الأولى، سيكون الفرد في توافق أمني ممتاز، وبعدها لا حاجة إلى التذكير بأن هنالك أمانا للأسرة وللوطن، لأننا قمنا فعلا بالغرض الأساسي وأمنا حقوق المواطنين الأساسية بتوفير الاحتياجات التي تلزمهم للحياة الكريمة فيشعر المواطن أوتوماتيكيا بالأمان. إن تسطير الشعارات قبل التغلغل في أعماقها ودراستها دراسة كافية ومعرفة أبعادها السياسية والاجتماعية والنفسية هي ذات أهمية كبرى لممارستها ومحاولة تأثيرها على المواطنين سلبا أو إيجابا، بحيث تكون لها جذور عميقة. إن التوجيه الفعلي للمواطنين يتأثر كثيرا بالوفرة المادية والعيش المريح في هذه الحياة ومن دون المعاناة اليومية للحصول على أبسط الحقوق الإنسانية في العيش الكريم. وبمعادلة بسيطة إذا ما تم توفير القيمة النقدية التي تصرف على هذه الإعلانات وعلى الكثير مما يصاحبها من مظاهر الترف التي تسود مجتمعنا هذه الأيام والتي لا تؤدي إلى أية أغراض نفعية حقا، وقمنا بصرفها على العائلات المتواضعة ماديا، فذلك قد يجلب لها الكثير من السعادة والفرح. كما أنها كفيلة أيضا بإيصال معنى هذه الشعارات، وسيشعر المواطنون حتما بالأمان الحقيقي، وبتواصل الاجتماعات مع الأهداف الحقيقية في تطبيق ما يصبون إليه من دون أدنى شك. وإذا حددت الهدف ستعرف إلى أين ستصل ومتى، أما إذا لم يحدد فسوف لن نعرف متى سنصل وسيضيع الطريق. * كاتبة بحريني

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً