العدد 1153 - الثلثاء 01 نوفمبر 2005م الموافق 29 رمضان 1426هـ

المدرسون بين مطرقة إداراتهم... وسندان طلبتهم!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لم تكن علاقات المدرسين مع الطلبة في حالة من السوء في السابق كما هي الآن، وحديثنا اليوم هي ما لا تتوقعه عزيزي القارئ... فشكوى كثير من المدرسين المساكين وصلت الى أوجها وبلغ فيها السيل الزبى، عندما يتذاكى الطلبة على الادارات ويا للأسف عندما تمر القصة عليهم من اعتداء المدرس على الطالب بالضرب والشهود موجودون وتحكمهم الزمالة في الفصل والفزعة مثلا!

كثيرة هي القصص التي صرنا نسمعها من الضحايا المدرسين، من ضرب المدرسين للطلبة بهتانا وزورا، وكبيرة هي في حق المدرس عندما تلجأ الادارة وبسبب خوفها من أن يصل الامر الى الصحافة ومنها الى المسئولين في الوزارة أن تتعامل بصلافة لا تتناسب ومرتبة المعلم الذي «كاد أن يكون رسولا» من إهانة وتهديد ووعيد وتوقيع تعهدات الهدف منها أحيانا حماية الادارة من أي إجراء مستقبلي!

إذ يشتكي بعض المدرسين من وقوعهم بين مطرقة الادارة التي تتأثر كثيرا (خوفا أحيانا) من أولياء الامور بحسب مراكزهم ومراتبهم ومصالحهم المتبادلة، وبين سندان الطالب الذي يراه المدرس ويرى ظله ممن يقف خلفه.

إذ أصبحت هيبة المدرس من الماضي والتي وصل بها الحال بأن يمد الطالب أو الطالبة يدها عليهم وكأنهم في (حوطة عذاري)! فماذا تتوقع من مدرس يظل مقابل الطلبة طوال اليوم الدراسي وأبناؤنا في رقبته وهو مغبون مظلوم تارة من نصاب حصص وتارة من نقص كادر يتحمله هو وتارة من تصرفات الادارات معهم من تمييز يفرق بين بعضهم بعضاً كلا بحسب ولائه وارتباطه وجنسيته وأصله وفصله وهداياه عندما يأتي من إجازة الصيف!

عندما نجلس مع أصدقائنا المدرسين لا نسمعهم يتكلمون عن تطوير مخرجات التعليم وتطوير أدواته وأساليبه، لا نسمعهم يتكلمون عن حجم الابداع الموجود بين طلبتهم، ولا نسمعهم يتكلمون عن خطط وبرامج مستقبلية وتبني مواهب، بقدر ما نسمع تذمرهم من إدارات مدارسهم على وجه الخصوص... والتمييز بينهم وبين زملائهم المدرسين لأسباب سبق ذكرها ... ولكن هل يظل حالهم يتجه إلى الاسوأ هكذا بعد أن كانوا ذا هيبة في المجتمع في السابق!

فنحن نطالب باحترامهم بالقدر الذي يناسبهم ويحفظ كرامتهم ويقدر جهودهم في إخراج جيل فاهم واعٍ مدرك لما حوله متفائل... ولا نصل الى تطبيق «فاقد الشيء لا يعطيه»... ولا نطالب بعودة الايام السوداء التي عشناها في مراحلنا الابتدائية والاعدادية من عنف مفرط ضد الطلبة ويضربون وكأنهم (بايقين) حلال المشرف! لا نطالب بعودة الفطور الصباحي الذي كنا نتلقاه من المشرف الاجتماعي في مدرسة إبن سينا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي في رأس الرمان عندما يظل (يضربنا) في الطابور أو يهددنا بتحميمنا في بركة الزراعة في عز الشتاء أو يهددنا بالحبس الانفرادي في غرفة الناطور الى العصر، ولا نطالب بعودة تلك الخيزرانة الملفوفة (بتيب الكهرباء) أو هوز الماء الاسود أو بعقاب الجحيشة وكأننا في غوانتنامو... باختصار فإننا نطالب بالمعقول وما يخدم الطرفين... المدرس والطالب ... وإلا ويش رأيكم

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1153 - الثلثاء 01 نوفمبر 2005م الموافق 29 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً