العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ

البحرين الدولة الوحيدة التي لا يوجد فيها سجين سياسي واحد

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

يحتاج العالم العربي إلى عملية قيصرة، كي يخرج من أوجاعه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتشخيص المرض. الأرقام مرعبة وتحتاج إلى ألف مؤتمر «مستقبل» ومستقبل. قرأت تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 سابقاً، ورجعت إليه اليوم، أصبت بالرعب وأنا أشاهد أرقامه المرعبة التي تدلل على وجود أمراض عربية تحتاج إلى معالجة نرجسيتنا المرعبة وانتفاخنا الاديولوجي القومي والثوري والهمي التي تحتاج إلى جرعات مهدئة ومسكنة ابتداء من مثقفينا، إذ العاجية المفرطة مروراً بجماهيرنا المسكينة وليس انتهاء بنظامنا العربي المسكون بفوبيا الإصلاح ورهاب التجديد.

دعونا نقرأ الأرقام بعيداً عن الرتوش والغيبوبة الفكرية والمكياج الذي أعمى بصيرتنا عن رؤية الأخطاء، ولنعقد مقارنة بيننا وبين الدول النامية: يوجد أقل من 18 حاسوباً لكل 1000 شخص في المنطقة العربية مقارنة مع المتوسط العالمي (78 حاسوباً لكل 1000 شخص).

انفاق الدولة في الوقت الراهن على البحث والتطوير لا يتجاوز 2 في المئة من إجمالي الدخل المحلي الذي يدفع غالبيته كرواتب. إذاً، أين الانفاق على التقانة والتطوير والتخطيط والجودة والمواكبة والتحديث؟ أكثر موازناتنا العربية يذهب للرواتب والاحتفالات أو لشراء الأسلحة الفاسدة. هناك أمية قاتلة، وخصوصاً في صفوف النساء، والمرأة مازالت تستخدم مطية للنزاعات القائمة لنظام المصالح.

اما في الاستثمار، فالتحرير يورد رقما مرعبا: البلدان العربية استثمرت أكثر من 2500 مليار دولار بين العامين 1980 و1997 في بناء المصانع والبنى التحتية بشكل أساسي، إلا أن معدل الناتج المحلي لإجمالي الفرد انخفض فعلاً. نعاني من بناء مشروعات كبرى بلا بنى تحتية وبلا خدمات، نعتمد على المصادفة والحظ، لا يوجد تخطيط، لا توجد استراتيجية، لا توجد رؤية واضحة. أموال بالملايين تهدر بسبب تغيير الوزراء... يبدأ الوزير بخطة وترصد لها الأموال وتصرف، ثم يأتي الوزير الجديد «المزهوك» لينسف كل ما طرحه الوزير السابق بلا مراعاة للخسائر، وهكذا.

نعاني من بناء مصانع بلا موارد علمية بشرية، وبين العامين 1998 و2000 غادر أكثر من 15000 طبيب عربي إلى الخارج. المفكر في العالم العربي ليس له تقدير، وكذلك المثقف والأكاديمي. ما الذي يجعل 15000 طبيب عربي يغادر بلداننا؟ عندنا وزراء مخلصون، لكنهم لا يعلمون ماذا يجري في وزراتهم. هناك ألغام! مسئولون يحاصرون الوزير بمعلومات خاطئة.

استضافة البحرين للمؤتمر دليل على أن عجلة الإصلاح في تقدم ونحن نفخر كبحرينيين أن الحريات العامة في المملكة أفضل من السابق، ففي الوقت الذي تضج السجون العربية بالسجناء السياسيين لا يوجد سجين سياسي واحد في البحرين. على رغم بعض التلكؤات فبحرين اليوم أفضل من بحرين الأمس

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً