أكد مدرب المنتخبات الوطنية لكرة السلة الكابتن سلمان رمضان ومدرب المنتخبات للفئات العمرية علي حسين ضرورة الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة في كرة السلة سواء في الأندية أو المنتخبات للعمل على تطوير كرة السلة البحرينية.

وأوضح رمضان وحسين في حوار مطول مع «الوسط» برامج لجنة المنتخبات الوطنية للارتقاء بمستوى اللاعبين الناشئين والعمل على اكسابهم المهارات المطلوبة مع الاتجاه إلى اكتشاف المواهب التي تتميز بالإمكانات الجسمانية المناسبة للعبة كرة السلة.

وبيّن رمضان أن لديهم برنامج لأخذ اللاعبين الصغار الذين يلعبون في مراكز مختلفة وتدريبهم بحيث يجمع اللاعبين المطلوبين في مركز معين ويتم تدريبهم على متطلبات المركز الذي يلعبون فيه، مبيناً أن هذا البرنامج الذي سيعمل به بحاجة إلى تعاون الأندية الوطنية في هذا المجال والسماح بتفريغ اللاعبين لمثل هذه التدريبات المتخصصة.

وأشار رمضان إلى أن هدف هذا البرنامج تطوير المهارات الفردية للاعبين الصغار وإكسابهم مهارات جديدة.

كما تطرق المدربان في حديثهما الخاص لـ «الوسط» إلى التأثير السلبي للمحترفين في الدوري البحريني على المنتخبات الوطنية، ففي الوقت الذي اعترض فيه علي حسين على وجود المحترفين من الأساس طالب سلمان رمضان بتقليلهم إلى محترف واحد فقط لكل فريق في الدوري.

برنامج اكتشاف المواهب

وأوضح مدرب المنتخبات للفئات العمرية علي حسين أن برنامج اكتشاف المواهب الذي عمل عليه الاتحاد البحريني لكرة السلة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والذي سمح له بدخول مدارس المملكة الابتدائية أثمر عن اكتشاف الكثير من المواهب الصغيرة، وقال: «وزعنا العام الماضي ما يقارب 800 لاعب ناشئ على الأندية المحلية، ولكن الكثير من هؤلاء اللاعبين أصابهم الإهمال، ما أدى إلى ابتعاد الكثير منهم عن مزاولة اللعبة».

وأثنى حسين على أن وزارة التربية والتعليم متعاونة في هذا البرنامج، ولكنه أبدى أسفه على المستويات غير الجيدة لمدرسي التربية الرياضية الذين لا يستطيعون تنمية المهارات الفردية لدى اللاعبين الصغار».

وطالب علي حسين خلال حديثه من الأندية عدم استعجال النتائج لأن العمل مع الفئات العمرية يحتاج إلى الكثير من الوقت ولا تظهر نتائجه على المدى القريب، مبيناً أن الاستمرارية هي التي تخلق الإنجازات، وقال: «منتخب الشباب مثلاً الذي حقق البطولة الخليجية الأخيرة تم إعداده على مدى عامين متواصلين من خلال المشاركة في دوري الدرجة الأولى والذهاب إلى معسكرات خارجية، لذلك أثمر في النهاية عن تحقيق البطولة».

معسكرات للمنتخبات العمرية

وأشار حسين إلى البرامج التي يقيمها الاتحاد البحريني إلى اللاعبين الصغار، وقال: «في العام الماضي عسكرنا في دبي مع لاعبي منتخب الأشبال، وهذا العام عسكرنا في الأردن مع منتخب البراعم، وذلك من أجل تعويد اللاعبين الصغار على أجواء المعسكرات الخارجية وللاستفادة من هذه المعسكرات في تطوير مهارات المواهب الصغيرة».

وبيّن علي حسين أنهم في لجنة المنتخبات يطمحون إلى منتخب في كل فئة من الفئات العمرية يتدرب ويتجمع بشكل مستمر.

من جهته، أوضح مدرب المنتخبات الوطنية لكرة القدم سلمان رمضان أن البرنامج المستقبلي موجود لإعداد اللاعبين الصغار، مبيناً أن منتخب الناشئين مثلاً يتجمع كل خميس من كل أسبوع للتدرب، وأضاف «مع تقديرنا لتعاون وجهود الأندية معنا في هذا المجال، ولكن مع ذلك نتمنى أن يتساعدوا معنا أكثر في عملية الاعداد».

مشكلات اللاعبين الصغار

وانتقلنا بالحديث مع المدربين سلمان رمضان وعلي حسين إلى المشكلات التي يعاني منها اللاعبون الصغار، إذ أوضح علي حسين أن من أهم المشكلات التي يعاني منها اللاعبون هو قلة المدربين الأكفاء في الفئات العمرية إضافة إلى النقص الشديد في الجهاز الفني للفرق وعدم توافر المواصلات الكافية للاعبين، ما يتسبب في انقطاع الكثير منهم عن التدريبات.

استغلال العطلة الصيفية

وطالب علي حسين خلال حديثه بضرورة استغلال العطلة الصيفية من أجل العمل على إعداد اللاعبين الصغار وتنمية مهاراتهم مبدياً استغرابه من توقف الأنشطة في العطلة الصيفية، وقال: «يجب على الأندية استغلال العطلة الصيفية بأفضل شكل ممكن من خلال إقامة البرامج التدريبية للاعبين الصغار في كرة السلة»، وهنا تدخل سلمان رمضان، قائلاً: «على الأندية أن تتعاقد مع مدربي الفئات العمرية طوال العام ليدربوا اللاعبين الصغار بشكل مستمر وليس التعاقد معهم لفترة الموسم فقط».

تخصيص 5 مراكز لاكتشاف المواهب

وأبدى حسين رغبة لجنة المنتخبات في تخصيص 5 مراكز في المحافظات الخمس من أجل اكتشاف وتنمية المواهب السلاوية، وقال: «نتمنى أن نتوصل إلى افتتاح 5 مراكز متخصصة في محافظات البحرين الخمس يكون هدفها العمل على تطوير المواهب الصغيرة واكتشافها».

إقامة المهرجانات للاعبين الصغار

وأشار علي حسين إلى المهرجانات التي ينظمها الاتحاد البحريني لكرة السلة بشكل مستمر وتخصص في كل مرة لفئة من الفئات، وقال: «نأمل في أن تقام هذه المهرجانات بشكل شهري لما لها من فائدة على اللاعبين والأندية على حد سواء».

وأضاف «نهدف من هذه المهرجانات إلى جمع اللاعبين في يوم واحد وإعطائهم مجموعة من التدريبات ومحاولة تصحيح الأخطاء التي يقعون فيها إضافة إلى إعطاء التعليمات لمدربي الفرق عن مستويات لاعبيهم ونقاط الضعف التي يعانون منها».

وأقيم المهرجان الأخير لفئة (الميني باسكت) بينما سيقام المهرجان المقبل في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لفئة الأشبال والمهرجان الذي يليه سيكون لفئة تحت البراعم في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

تكثيف المباريات للاعبي البراعم

وأثنى علي حسين على قرار الاتحاد البحريني لكرة السلة بتكثيف المباريات للاعبي البراعم من خلال إقامة الدوري من دورين بدل دور واحد، وقال: «في السابق كان الدوري يقام من دور واحد فقط ويختتم خلال شهر إلى شهر ونصف ما يعني أن لاعب البراعم لا يمارس كرة السلة إلا لفترة قصيرة في السنة لكن الآن فإن اللاعب يمارس كرة السلة لفترة طويلة تقترب من الستة أشهر».

اعتراض على عدد المحترفين

وأبدى المدربان سلمان رمضان وعلي حسين اعتراضهما الشديد على كثرة اللاعبين المحترفين في دوري السلة البحريني، مؤكدين أن وجودهم سيؤثر بشكل كبير على المنتخبات الوطنية في المستقبل.

ففي الوقت الذي طالب فيه حسين باستبعاد اللاعبين المحترفين بشكل نهائي طالب رمضان بتقليل عدد المحترفين إلى لاعب واحد فقط بدل اثنين، وقال علي حسين: «من وجهة نظري يجب منع اللاعبين المحترفين بشكل نهائي من اللعب لأن تواجدهم يسهم في القضاء على الكثير من المواهب الشابة ويؤدي إلى تقليل الفرص أمام اللاعبين الصغار».

وأضاف «كم تتكلف الإدارات لجلب اللاعبين المحترفين؟!، طبعاً تصرف الأندية مبالغ كبيرة على ذلك كان من الأجدى لو استثمرتها على اللاعبين المواطنين الصغار لإعدادهم بالشكل الأمثل وصقل مواهبهم».

بينما قال رمضان: «يجب الاقتصار على محترف واحد فقط في كل فريق بدل محترفين لإتاحة الفرصة أمام اللاعبين المحليين»، مبيناً «أعتقد أن لاعبين محترفين سيؤثران بشكل كبير على المنتخب على المدى الطويل»، وأضاف «فقد الكثير من اللاعبين المميزين الفرصة في أنديتهم حتى أن بعضهم كانوا يلعبون في المنتخب الوطني أكثر مما يلعبون في أنديتهم!».

وفي ختام حديثهما لـ «الوسط» أعرب المدربان عن شكرهما للاتحاد البحريني لكرة السلة ولوزارة التربية والتعليم على تعاونهما في برنامج اكتشاف المواهب