العدد 2430 - الجمعة 01 مايو 2009م الموافق 06 جمادى الأولى 1430هـ

زيجات المشاهير تبحث عن التنافس والترف والغرابة

ليلة العمر بأرقام خيالية...

كثر هم النجوم والفنانين الذين يحاولون اليوم إبهار الجمهور ووسائل الإعلام، بغريب تصرفاتهم وترف حياتهم، ووصولهم إلى حدود مستهجنة وغير مألوفة في تقديم أنفسهم وخصوصياتهم. ولعلنا بتنا نعتاد ظهور الفنانين من مختلف بقاع العالم، ومن بينهم المشاهير العرب طبعا، في المقابلات والحفلات العامة والخاصة، بأزياء وحلي تصل قيمتها إلى آلاف الدولارات. كما أنه لم يعد من الغريب قراءة خبر عن نجوم يقيمون حفلات أعياد ميلاد بأرقام خيالية.

غير أن الموضة الأخيرة التي تستهوي المشاهير اليوم، هي ترف حفلات الزفاف، التي تبدأ أسعار وكلف إقامتها بعشرات الآلاف من الدولارات، وقد تصل في كثير من الأحيان إلى ملايين الدولارات، كما هو الحال مع المغنية الاستعراضية اللبنانية المثيرة للجدل هيفاء وهبي، التي تصدر خبر حفل زواجها منذ أسابيع عناوين الصفحات الترفيهية، والمجلات الفنية، فلقد أشيع أن وهبي التي عقد قرانها على الثري المصري أحمد أبوهشيمة، قد أنفقت على حفل زفافها ما يقارب 9 ملايين دولار أميركي، يتضمن ثوب زفاف من أرقى دور أزياء فرنسا، وعددا كبيرا من رجال الأمن لمنع تسرب أية صورة للعرس من دون موافقة الزوجين، و150 طائرة خاصة تصل إلى مطار بيروت تحمل على متنها المدعوين من مشاهير الفن والسياسية والمجتمع.

غير أن وهبي التي أنفقت ما أنفقت على حفل زفافها، لم تكن الوحيدة أو الأولى في مجال بذخ وترف الأعراس، فلقد بات من المعروف أن عددا كبيرا من النجوم العرب والأجانب ينفقون أرقاما نسمع بها فقط، أو نقرأ عنها، وقلة منا هم من رأوها ولمسوها وصرفوها على حفلات زواجهم. فالأثواب المرصعة بالألماس، التي تصل أسعار بعضها إلى ما يزيد على 10 إلى 20 مليون دولار أميركي، وقوالب الحلوى (الكعكة) التي عرض بعضها مرصعا بالألماس أيضا في أحد معارض كماليات حفلات الزفاف... ما هي إلا جانب من الترف الذي يمارسه البعض.

فبالإضافة إلى الأطعمة التي تحضر وتجلب من دول أخرى بالطائرة يوم الزفاف، ينفق النجوم مبالغ كبيرة على فريق الأمن الذي سيحمي العرس من المتطفلين، وخصوصا المصورين. ويأتي ذلك لكون النجوم يستردون جزءا من نفقات الحفل من خلال بيعههم لصور حصرية وخاصة لحفل الزفاف لبعض وسائل الإعلام الكبيرة.

ولعل تزايد هذه الظاهرة وتطورها لم يعد يعير انتباه للرقم الذي أنفقته الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان على حفل زفافها، الذي بلغت قيمته 250 ألف دولار فقط، ولا لحفل زواج لاعب كرة القدم الإنجليزي ديفيد بيكهام وزوجته المغنية فيكتوريا أدمز الذي قارب المليون دولار، وخصوصا أنه يشاع حديثا أن الأمير وليام، نجل الأميرة الراحلة ديانا والأمير تشارلز، سيعقد قرانه في يوم ذكرى زواج أمه من أبيه، على خطيبته كيت ميدلتون، بحفل قد تصل كلفه إلى ما يقارب 65 مليون دولار، لكي يحاكي الزفاف الأسطوري الذي أقامه والداه، الذي وصلت كلفه إلى مليوني دولار آنذاك.

وإذا كان الترف هو الصبغة الرئيسية التي تتلون بها هذه الإعراس، فإن الساعين للغرابة باتوا يجدون ضالتهم في منظمي حفلات الزواج الذين يسعون لتنفيذ المتطلبات الخيالية والمترفة لزبائنهم بأرقام خيالية. فالعرائس اللواتي تطلبن أن يصلن إلى ما يعرف بـ «الكوشة» عبر قناة ماء تحاكي قنوات الماء في مدينة البندقية الإيطالية، وأخريات يطلبن تحويل مكان الزفاف إلى مزرعة، أو البعض ممن يرغبون في زراعة 50 ألف وردة، أو إنارة عشرات الآلاف من الشموع، بالتأكيد لا يمتلكون معلومات كافية أو دقيقة حول قضية ارتفاع كلف الزواج والمهور التي باتت تثقل كاهل الشباب، وتدفعهم إلى تأخير الارتباط، وتزايد حالات العنوسة والطلاق بسبب تراكم ديون مصاريف حفلات الزواج.

وإن كان البعض لا يستطيع الزواج من نصفه الآخر إلا بحفل ينفق به الأخضر واليابس، ويأكل فيه قطع الألماس، فإن كثيرا هم المحبين الذين يحققون أجمل أحلامهم وأكبر أمنياتهم بوضع خاتمين بائسين في يديهما.

العدد 2430 - الجمعة 01 مايو 2009م الموافق 06 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً