العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ

المعقول واللامعقول في السياسة العربية

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

نعم صدق الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته التي وجهها إلى الشعب السوري أمس عندما وصف الظرف الذي تمر فيه المنطقة بأنه «حرب على مراحل سننتقل فيها من أزمة إلى أخرى». ولكن الأسد شأنه شأن معظم القادة العرب لم يتطرق للأسباب التي تجعل هذه المنطقة بؤرة للحروب وتصفية الحسابات الدولية.

وبعد الأخطاء التي ارتكبها النظام العراقي المخلوع وقادت إلى دخول المحتل الأجنبي لأرض الرافدين، تكرر سورية الأسد أخطاء أخرى منها سياستها الخربة التي اتبعتها في لبنان وقادت أخيرا إلى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وهي القشة التي قصمت ظهر البعير وقدمت سورية على طبق من ذهب لأعداء الأمة الذين حولوا ملف الأزمة إلى مجلس الأمن تماما كما حدث لحكومة بغداد قبل الغزو وإن اختلف الوضع في البلدين لكن يبقى الهدف واحداً.

إذا كانت الأمة العربية جمعاء تعلم أنها مستهدفة في أرضها وقوميتها ودينها ومقدساتها فلماذا لا ترعوي قياداتنا وتمارس دورها المنوط بها وهو قيادة هذه الأمة لما فيه الخير والتقدم لها بعيدا عن مطامح ومطامع قلة من أصحاب النفوذ لا يفكرون سوى في السلطة وانتفاخ الجيوب حتى لو أدى ذلك إلى خلق شرخ بين القيادة والشعب وهو الجحر الذي تلدغ منه الدول العربية ولدغت أكثر من مرة لأنها لا تؤمن بحق شعوبها في الحياة والمشورة.

فمن أزمة فلسطين المحتلة مرورا بحرب الإرهاب وتهديدات «القاعدة» إلى احتلال العراق واستهداف سورية ولبنان لم تفلح السياسة العربية في تحقيق نجاحات لأنها ترهن قرارها لمن يصادق عدوها ويعتبره حليفا فيما نمده نحن بالنفط ونساند أوضاعه الاقتصادية نرى المواطن العربي يبحث عن لقمة العيش الشريفة، وهام الملايين منه في بقاع الأرض يلتمسون الحرية والعيش الرغيد وصاروا الآن مطاردين أيضا بحجة دعم الإرهاب والإرهابيين. فمتى يتحدث قادتنا بلغة المعقول؟ واللامعقول طبعا هو أن يتحدثوا عن كل شيء إلا الأخطاء التي يرتكبونها وتصير ذرائع يتشبث بها الأعداء ليتكالبوا علينا

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً