العدد 1165 - الأحد 13 نوفمبر 2005م الموافق 11 شوال 1426هـ

الصبر في زمن تعقدت فيه الحياة

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

سألني أحد الزملاء ذات مرة عن سبب ميلي للنقد ومس الجوانب السلبية بعيدا عن المديح والثناء عند طرحي لموضوع ما في المقالات التي أكتبها بين الحين والآخر، فسألته من جهتي: هل أنت بحريني؟ قال: نعم، وهل أنت على دراية بحال المجتمع المحلي والهموم الذي تقض مضجعه؟ أجاب بنعم، وهل مر عليك يوم لم تسمع فيه قصة أسرة حزينة سقط عليها بيتها الآيل، أو حكاية فقير لا يتجاوز راتبه في أحسن الأحوال 150 دينارا، أو رواية أم قضت سنينا بانتظار ابنها المعذب في معتقل في غوانتناموا؟ وعند إكمالي لآخر حرف من جملتي الأخيرة وجدت علامات تعجب على وجهه ولم أجد إجابات. من السهل أن يجلس مواطن في أحد الأقطار العربية، لم يحظ بفرصة زيارة البحرين أو دول الخليج العربي، أن يحكم على المجتمع البحريني كأحد عناصر وأقطاب خليج الذهب الأسود، وأن يرسم في ذهنه صورة قريبة نوعا ما من خيال المواطن الأوروبي أو الأميركي، الذي ينتهي إلى أن الخليجيين يركبون الجمال ويهيمون في البراري ولدى كل واحد منهم حنفية نفط في منزله يدير مفتاحها وقتما شاء، فهم في ثراء فاحش تتناثر عليهم الأموال كالرمال ويباتون ليلهم ويقضون نهارهم في حسابها. ربما يقول القارئ إن كلامي ضرب من الخيال، غير أن ما أقوله أستند فيه على زياراتي لبعض الأقطار العربية التي لا يعرف مواطنوها حتى موقع البحرين أو شكلها سوى أنها دولة غنية بالنفط، فضلا عن ملاحظات بعض الأصدقاء الذين يكملون دراستهم العليا في أوروبا، غير أن من يعيش بين قرى البحرين ويتنفس هموم السواد الأعظم من مواطنيها البسطاء يرى العجب العجاب، ولن أطرح في هذا الصدد أية أمثلة فيكفي أي فرد أن يقطع مسافات بسيطة حتى يقف عند أبسط شرفة متصدعة ربما تنهار اليوم أوغدا في إحدى القرى. لست الوحيد من يتعجب، فسمو ولي العهد عندما زار قرية المقشع قبل أعوام لم يصدق ما رآه، فكان ثمرة الزيارة المكرمة الملكية ببناء وحدات المقشع البالغ عددها 91 وحدة، وتبع ذلك مكرمة جلالة الملك لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، وهو أمر ينم عن مدى تحسس القيادة السياسية لحاجات المواطنين ورغبتها في تذليها، بيد أن هناك مآس تعيشها أسر أخرى لم تسنح لها الفرصة لإيصال مشكلتها إلى القيادة الرشيدة، وهي تلوذ بالصبر بانتظار الفرج.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 1165 - الأحد 13 نوفمبر 2005م الموافق 11 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً