العدد 1174 - الثلثاء 22 نوفمبر 2005م الموافق 20 شوال 1426هـ

الجمهور العربي المسكين وانتفاخ الوهم

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

جماهيرنا العربية بحاجة الى من ينقذها مما هي فيه. لقد استنزفت في الشوارع والمظاهرات والاعتصامات حتى التافهة منها بدلاً من تأهيلها في برامج تنموية تعود عليها بالنفع كما هو متبع من اساليب تأهيلية من الاحزاب الغربية تجاه جماهيرها. سؤال مهم: لماذا الاحزاب العربية والقوى السياسية لا تتذكر الجماهير الا عند الصدامات او استعراض العضلات السياسية؟ هل هناك حزب عربي قدم مشروعات عمرانية وتنموية لجمهوره؟ لماذا لا يذكر الجمهور الا عند عقد بيوت العزاء؟ الفقر يأكل الجماهير، وابناؤهم ينقلون من محرقة الى اخرى، سجون ومناف وحرمان واذا جاءت ساعة توزيع الغنائم فهم اقل حظوة في ذلك، أليس صحيحا ان الحرب يبدأها الاغنياء ويكون وقودها الفقراء وهم اقل حظوة ساعة توزيع الغنائم؟ سؤال آخر: لماذا ابناء الرموز الحزبية تدرس في الجامعات الكبرى مثل جامعة اكسفورد وجورج تاون وكمبرج وابناء الفقراء يدرسون في جامعة السجون على طريقة «السجن مدرسة الاجيال»؟ أعرف عددا كبيرا من مثقفينا العرب يشتمون الغرب في المظاهرات وهم يحرصون على تعليم أبنائهم في أميركا وغيرها بل يجتهدون لان تنجب زوجاتهم في دولة غربية بل هناك من يتعاطى في مشروعاته الخاصة التجارية مع الشركات الكبرى (الملعونة من دول الكفر) على حد تعبيرات مثقفنا الثوري، هل هي البراغماتية الثورية ام ديماغوجية الشعارات؟ لماذا احزابنا لا تطعم الجماهير سوى الشعارات؟ الا تحتاج الى خبز وسكن وتعليم؟لماذا التركيز لا يكون الا على الديمقراطية السياسية وينسى الاصلاح الاقتصادي؟ اليس البطون الجائعة ليس لها آذان والفقر يجلب الكفر؟ دلوني على زعيم حزب عربي انتخب بأسلوب ديمقراطي؟ اكثرهم يبقون سنين على كرسي الحزب ويمارسون التصفية مع الرفاق ايضا. وغالبيتهم يكفرون بالحرية ساعة وصولهم الى مقاليد الحكم. ولنا امثلة في انظمتنا الثورية التي حكمت. ان من احزابنا لو ترأس ادارة مزرعة دواجن لقمع الناس. لا ملائكية في السلطة والمال وكلنا شركاء في خطيئة الاقصاء. نعاني من هذيان نرجسي. هل رأيتم حزبا عربيا او قائدا عربيا اعتذر بسبب خطأ في تقدير الموقف السياسي؟ هل اعتذر الاخوان المسلمون عن موقفهم في سورية عندما اخطأوا في موقفهم في حماه وقد انتقدهم النفيسي في كتابه الحركات الاسلامية ثغرات في الطريق؟ هل رأيتم حزبا عربيا اسلاميا او ليبراليا او اشتراكيا او قوميا اعتذر إلى الجمهور عن حدث ما؟ اذاً ما الفرق بيننننا وخطأ النظام العربي؟ هل اعتذر الشيخ صبحي الطفيلي عن خطأ انطلاق واداء حركة ثورة الجياع في لبنان؟ ماذا حققت الحركات في المواجهات المسلحة؟ انا اعلم أن هناك ظلما عربيا لكن هل الحل بالقاء الجماهير في المحارق؟ الجمهور العربي يناقش ­ بفضل اوهام النخب ­ قضايا السياسة بالشعوذات والاساطير وتحليلات كتب الاحلام والسحر، يضحكني بعض المحللين من أرخوا لسقوط واشنطن خلال السنوات القريبة المقبلة، نصبر ونشوف وان عشت اراك الدهر خبلا. لا غريب ففي العالم العربي يوجد اكثر من 70 مليون أمي غالبيتهم من النساء. فلا عجب ان تصوت النساء ضد النساء في الانتخابات التشريعية. أليست المرأة العربية ضد نفسها؟ العقل السياسي العربي يعاني من مرض الزهايمر والخرف. نستعرض بالمظاهرات وليس في جيبنا درهم واحد، نتعاطى مع السياسة بالفتاوى بدلا من وضع الاستراتيجيات. نحلل بما نتمنى ونشتهي والعقل يستخدم للتبرير بدلا من النقد والتحليل فالحريري قتله عنترة بن شداد خرج من قبره ثم عاد، مسيرات تخرج ضد حق المرأة السياسي لكن لا يخرج شخص واحد ضد تعيين وزير فاسد، مازلنا نعيش على احلام الاندلس وعودة الخلافة العثمانية الخ من الاوهام. نسبُّ الغرب حتى في ايجابياته ونحن نتعالج في مستشفياته ونركب طائراته ونستخدم انترنيته وكتبه والادوية والمناهج العلمية من عنده ثم نذهب يوم الجمعة ونخطب في شزفرينيا حادة لنعلم الاطفال والجمهور الشر الغربي المطلق، سؤال: لماذا لا نستفيد من الغرب كما استفادت اليابان وسنغافورة وماليزيا؟ كفاية مزايدات ونرجسيات .خذوا ايجابياته واتركوا سلبياته. ارحموا الجماهير من الشعارات والاوهام ومن العنتريات التي ما قتلت ذبابة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1174 - الثلثاء 22 نوفمبر 2005م الموافق 20 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً