العدد 1183 - الخميس 01 ديسمبر 2005م الموافق 29 شوال 1426هـ

قلب «السيف» يتوقف بعد مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين

الغريفي يحذر من توريط الساحة بالتشتت والفشل

عاشت ضاحية السيف (قلب الحي التجاري في العاصمة) الليلة الماضية أجواء من الاحتقان الأمني الذي بدأ منذ الساعة السابعة والنصف مساء حتى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل. وبدأت المواجهات بعد مسيرة للعاطلين وأنصارهم انطلقت في الساعة السابعة والنصف مساء من أمام مطعم «مرمريز» متجهة نحو إشارات السيف. وأثناء رجوعها إلى نقطة الانطلاق أطلق رجال مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين. وأثناء ذلك، تفرق المتظاهرون إلى اتجاهات مختلفة، إذ دخل البعض في قريتي الديه والسنابس المحاذيتين لموقع الحادث. وأحكمت قوى الأمن الموجودة بكثافة السيطرة على محيط المنطقة، بعد أن أغلقت كل المداخل المؤدية إلى الضاحية. وفي هذه الأثناء، تجمع عشرات الشباب الملثمين الذين كانوا يحملون إطارات سيارات، بالإضافة إلى حاويات القمامة وأشعلوا النيران في سيارة. وشوهدت سيارات الإسعاف مهرعة لنقل شابين أصيبا في المواجهات إلى مجمع السلمانية الطبي. ونقل شهود عيان أن رجل أمن أصيب أيضاً. وأدت المواجهات التي استمرت لأكثر من ست ساعات متواصلة إلى شل الحركة التجارية بالكامل في المنطقة، وأغلقت المجمعات والمحلات التجارية أبوابها، بينما سمع دوي انفجار سبع اسطوانات غاز في محيط منطقة السنابس بالتزامن مع مناوشات ساخنة دارت بين مجموعات شبابية (احتوت بعض صغار السن) ورجال الأمن. وسببت المواجهات حوادث مرورية نتيجة إغلاق الشوارع الرئيسية أثناء الاصطدامات. واضطر عدد كبير من أهالي المنطقة المحاذية للمواجهات إلى الخروج من منازلهم إلى أماكن أكثر أماناً، وعلى رغم ذلك لم تثن المواجهات المحتدمة عرساً في إحدى صالات المنطقة. من جهة أخرى، تلقت النيابة العامة يوم أمس إخطارات من بعض مراكز الشرطة للتحقيق في قضية التوتر الأمني في وقت لايزال التحقيق في مزاعم الاعتداء على أحد أعضاء لجنة العاطلين جارياً. وعلى صعيد متصل، علمت «الوسط»، أن اجتماعاً عاجلاً لعلماء الدين عقد في الدراز مساء أمس وشارك فيه الشيخ عيسى قاسم والسيد عبدالله الغريفي والشيخ علي سلمان. وقالت مصادر إن اجتماعاً سيعقد يوم غد (السبت) يضم نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة مع عدد من كبار العلماء، غير أن مصدراً رفيعاً في الوزارة نفى لـ «الوسط» علمه بالاجتماع. وفي أول تعليق له على حوادث اليومين الماضيين، قال السيد عبدالله الغريفي: «إن خيار التشظي ليس هو الحل»، محذراً من توريط الساحة «في مزيد من التشتت والتبعثر والفشل».


في أول تعليق له على التطورات في الساحة

الغريفي: حذارِ من الإصغاء إلى خطابات تحرك الجماهير بعيداً عن بصيرة الدين

الوسط-حيدر محمد

دعا عالم الدين السيد عبدالله الغريفي إلى ترشيد حركة الجماهير وفق «رؤى الشرع وعلمائه». وانتقد الغريفي في كلمة له بمسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول خطابات التصعيد سواء «الصادرة من السلطة أو من قوى الشارع»، وحذر من تحول تنوع الرؤى إلى صراعات تؤدي إلى مزيد من الفشل. وقال الغريفي: «إن خيار التشظي ليس هو الحل، أن يختلف إخوة الدرب الواحد في رؤى السياسة والعمل وفي القناعات أمر لا يبعث على القلق مادام الجميع تحكمهم منطلقات وأهداف واحدة، ربما تكون في التعدد والتنوع خصوبة ومرونة وحيوية وإثراء لحركة العمل السياسي وتنشيط، ولكن أن يتحول الاختلاف والتعدد وتتحول هذه الرؤى إلى تشظيات وانقسامات وصراعات وعداوات فمسألة في غاية الخطورة، وهي لا تعبر عن وعي ولا بصيرة ولا تعبر عن صدق ولا إخلاص، ولا تعبر عن ورع ولا عن تقوى». وأضاف الغريفي «ما أخطر أن يفقد العمل السياسي الوعي والبصيرة (...) إن هذا العمل يتحول إلى تخبط وتشتت وتبعثر وتشرذم ويتحول إلى تيه وضلال، من حق الإنسان أن يصنع خياره السياسي وفق قناعاته السياسية مادامت هذه القناعات قد تأسست من خلال: رؤية فقهية بصيرة تعطي لهذا الخيار شرعيته ورشده الديني، رؤية موضوعية صحيحة تعطي لهذا الخيار صوابيته وقدرته وفاعليته، فمن الضروري أن تتزاوج هاتان الرؤيتان ليمتلك الخيار السياسي شرعيته ورشده وصوابيته وفاعليته». واسترسل قائلاً: «لقد أصبحنا نسمع في خطابات بعض العاملين في الساحة السياسية وممن ينتمون إلى الدين مقولات تحاول أن تنفي الحاجة إلى الغطاء الشرعي في العمل السياسي باعتبار أن هذا العمل يحدده أصحاب الكفاءات السياسية وأصحاب الخبرات العملية في هذا الميدان، فهم الأقدر والأبصر بوضع المشروع السياسي وبصوغ الخيار السياسي وبإنتاج القرار السياسي، فلا شأن للفقهاء وعلماء الدين بهذه المساحة التي يجب أن تحكمها الرؤية الموضوعية المتخصصة في الشأن السياسي، وليس الرؤية المتخصصة في الشأن الفقهي، أنا لست هنا أمام خطاب علماني يرفض الدين جملة وتفصيلاً، أنا هنا مع خطاب أناس ينتمون إلى الدين ويؤمنون بضرورة تحكيم شريعة الله سبحانه، ومع ذلك فإن هذا الخطاب قد وقع في إشكال مفاده أن العمل السياسي في بعده الموضوعي والحركي لا يحتاج إلى إمضاء فقهاء أو علماء دين مادام هذا العمل ملتزماً بالحدود الشرعية». ومضى الغريفي قائلاً: «لكي ننطلق سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً فنحن في حاجة إلى بصيرة الدين، فحذارِ من الإصغاء إلى خطابات تريد للجماهير أن تتحرك بعيداً عن بصيرة الدين وبعيداً عن العودة الى الفقهاء والعلماء، قد يقال: أليس في هذا وصاية على حركة الأمة من قبل علماء الدين؟ أليس في هذا تجميد وتعطيل لدور النخبة السياسية؟ أليس في هذا اعاقة لانطلاق الجماهير والقواعد الشعبية؟ لكن المسألة ليست وصاية وهيمنة بمقدار ما هي استنهاض لدور الدين في حركة الأمة واستحضار للرؤية الشرعية في كل المسارات والنشاطات والفعاليات، وليس في هذا الاستنهاض وهذا الاستحضار تجميد وتعطيل وإنهاء لدور النخبة السياسية، إنما تنشيط وتحريك لهذا الدور، كونه يستلهم قدرته وقوته وحضوره من قوة الدين». وأكد الغريفي «من الواضح أن الجماهير التي تملك بصيرة الدين وتنطلق من توجيهات رموز الدين وقياداته هي الأكثر فاعلية وحركية ونشاطاً وهي الاقوى ثباتاً وصموداً وعنفواناً، وهي الأصدق عطاء وبذلاً وتضحية وفداء (...) إن الذين يراهنون على خيارات التشظي والانقسام مخطئون كل الخطأ، ويجب أن يراجعوا كل الحسابات لكي لا يورطوا الساحة بمزيد من التشتت والتبعثر والفشل». من جانب آخر، طالب الغريفي بفتح تحقيق حيادي بشأن مزاعم الاعتداء على عرض أحد شباب لجنة العاطلين، قائلاً: «لقد انتشر بين الناس أن بعض العناصر اختطفت أحد الشباب من منطقة العكر واعتدت عليه جسدياً ونفسياً بسبب نشاطه ضمن حركة العاطلين، فإذا صح هذا الخبر ­ ونتمنى ألا يكون صحيحاً ­ فهو عمل مشين جداً، وسلوك متخلف يتناقض تماماً مع شعار الإصلاح والحرية والديمقراطية. إن هذا النمط من الممارسات والذي ينتهك حرية المواطن، ويتعدى على كرامته لو ثبت صدوره فستكون له تداعياته الخطيرة والمدمرة على أمن هذا البلد واستقراره وهدوئه، إننا نستنكر بشدة أي عمل يسيء إلى كرامة المواطنين ويعبث بأعراضهم ويهدد حرياتهم، كما نطالب بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في هذه القضية، فإذا ثبت تورط بعض العناصر في مثل هذا العمل المشين فيجب أن ينالوا جزاءهم العادل». وأضاف «اننا نتابع هذه المسألة باهتمام بالغ وبقلق شديد، واستنكار كبير، وهذا لا يعني اننا ندفع باتجاه التصعيد والتأجيج وتوتير الأوضاع، فذلك مضر كل الضرر بأمن هذا البلد واستقراره، ونحن إذ نستنكر أي عمل يصادر حقوق المواطن وكرامته فنحن نرفض كل الممارسات التي تدفع باتجاه التصعيد وتأجيج وتوتير الأوضاع سواء صدرت عن السلطة أو من قوى الشارع، وفي الوقت ذاته نؤكد حق المواطنين في التعبير السلمي المدروس عن مطالبهم المشروعة، كما نؤكد ضرورة أن تبادر السلطة إلى معالجة ملف البطالة والعاطلين معالجة جادة وبطريقة تطمئن المواطنين، وإلا ستبقى أمثال هذه الملفات مصدراً للتوتر والاضطراب وتفجير الأوضاع».


الحوادث الأمنية أثرت سلباً على البورصة

المنامة ­ علي الفردان

قال وسطاء أسهم في سوق البحرين للأوراق المالية ومحللون ماليون: «ان بورصة البحرين شهدت خلال الأسبوع الماضي موجة تصحيح قوية للأسعار بعد أن ارتفعت في الآونة الأخيرة أسهم قطاع الاستثمار، التي واصلت ارتفاعها خلال الشهر الجاري مدعوماً بالنتائج المالية الجيدة التي حققتها بعض الشركات مثل شركة الخليج للتعمير (تعمير) وشركة استيراد الاستثمارية». وأبلغ الوسطاء «الوسط» أن الحوادث الأمنية الأخيرة التي شهدتها المنامة ساهمت في إحجام المستثمرين عن الشراء خلال الأيام القليلة الماضية، ما ساعد ­ إلى جانب التصحيح ­ على هبوط الكثير من الأسهم بسبب إقدام بعض المستثمرين على عمليات بيع. وقال مدير الوساطة في شركة الأوراق المالية والاستثمار (سيكو) فاضل المخلوق«ان أسهم قطاع الاستثمار ارتفعت بشكل سريع خلال فترة قصيرة وان هذا الارتفاع قد يكون مبالغاً فيه في السوق وهو ما أدى بدوره إلى حركة تصحيحية في الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي واستمرت حتى الأسبوع الجاري»، مضيفاً أن «الحوادث الأمنية الأخيرة ساهمت بشكل ما في تراجع بورصة البحرين».


بسبب ارتفاع أسهم قطاع الاستثمار والحوادث الأمنية الأخيرة

حركة تصحيحية تجتاح بورصة البحرين والمحافظ الاستثمارية تعيد ترتيب أوراقها

المنامة-علي الفردان

قال وسطاء أسهم في سوق البحرين للأوراق المالية ومحللون ماليون ان بورصة البحرين شهدت خلال الأسبوع الماضي موجة تصحيح قوية للأسعار بعد أن ارتفعت في الآونة الأخيرة أسهم قطاع الاستثمار، الذي واصل ارتفاعه خلال الشهر الجاري مدعوماً بالنتائج المالية الجيدة التي حققتها بعض الشركات مثل شركة الخليج للتعمير (تعمير) وشركة استيراد الاستثمارية. وأبلغ الوسطاء «الوسط» أن الحوادث الأمنية الأخيرة التي شهدتها المنامة ساهمت في إحجام المستثمر

العدد 1183 - الخميس 01 ديسمبر 2005م الموافق 29 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً