العدد 1184 - الجمعة 02 ديسمبر 2005م الموافق 01 ذي القعدة 1426هـ

الأقلام المستعبدة

المنامة - محمد البوفلاسة 

02 ديسمبر 2005

منذ فترة ليست قصيرة شرعت في كتابة نص جديد، مطلعه:

عقب ما شفت انا الساحه عميقه كلها اهوال

عرفت ان الشعر هذا بلا دين وبلا ذمّه

ولكن منذ فترة قريبة استوقفني هذا البيت، واخذت اسأل نفسي: لماذا أحمّل الساحة الشعرية ذنب انتكاسة الشعر والشعراء؟

فالساحة لا تملك سوى انها ساحة احتضنت الجميع (شعراء ومستشعرين، مواهب وشوائب). فوجدت ان الذنب هنا على الشعراء الذين سمحوا لتلك الآفات بالدخول بينهم، ناهيك عن النفوس المريضة والحاقدين.

في يوم من الأيام أطل علينا أحد معدي الصفحات الشعرية بصفته الباهتة والمحتضرة والتي عادة ما تكون القصائد الموجودة فيها غير موزونة (مكسورة) وأشدد على مكسورة لأن صاحبنا المعد لا يتقن الوزن.

وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً على أهل الاختصاص في تلك الصحيفة وهو: على أي اساس اخترتموه معداً للصفحة يا جماعة؟ لا نريد أن نخوض في موضوع ذلك المعد لأن «البلاوي» كثيرة والحمد لله.

أطل علينا هذا المعد بأحد تلك الأعمدة الخاوية التي تحمل في اطارها فكرة انقاذ الساحة وإصلاح ما يمكن اصلاحه، والأدهى من ذلك أن صاحب ذلك العمود أخذ يوزع النصائح الأخلاقية وكأنه واعظ، فتارة يحدثنا عن الغرور وأضراره وتارة عن التناقض في حين انه شديد التناقض، ومتورط فيه، إذ إنه أخذ يبجل ويعظم من شأن شاعر من الشعراء، وبين ليلة وضحاها «بكل قوة عين» أخذ يوجه اللوم والشتائم إليه.

ولكن صاحب العمود «ما ينلام» لأن «أخونا» الشاعر «صك التلفون في وجه صاحبنا (معد الصفحة) معذور! المهم أن صاحبنا (صاحب العمود) ما لبث أن انكشف غطاؤه وزال قناعه واتضحت الصورة أنه ليس إلا مستعبداً فكرياً ومسخراً لمعد تلك الصفحة يوجهه لأهوائه ويسخره لغاياته ويمارس عليه سياسة «حوحو» «قيص قيص».

أخي صاحب العمود...

عندما تكون صاحب قلم قوي وأميناً ولكنك مستعبد فكرياً فإنك تكون «رقاصا»... نعم رقاص... كالراقصة التي تعيش صراعاً نفسياً بين العقيدة والمبادئ والقيم وبين اغواء الشيطان لها والحاجة إلى المال وضغوط الحياة ومتطلباتها. فأنا هنا لا أملك سوى أن أتضرع الى الله عز وجل أن ينور بصيرتك.

يبدو أن عدم القدرة على اتقان الوزن في القصائد أصبح مرضاً شائعاً هذه الأيام، والأخطر من ذلك أنه معْدٍ لأنه انتقل وبطريقة غريبة وعجيبة من أخينا معد الصفحة إلى صاحبنا «الرقاص»، إذ إنه وفي أعداد سابقة أخذ يستدل بقوة القصائد مستنداً إلى أبيات مكسورة لبعض من اخواننا المستشعرين.

والأعظم من ذلك أنه أخذ يدعو الشعراء الى الاقتداء بهديهم والسير على نهجهم «المكسور» طبعاً.

أضحكني بعد أن فاجأني صاحبنا المعد عندما أطل علينا كعادته بالتافه والعقيم من الأعمدة إذ أطل علينا بعمود مذيل باسم «بنت الويحاني - السوق الشعبي» المقاصيص. والتي يبدو أنها «ما لها بالغنم تيس».

دخلت وأخذت توزع الزغاريد وتنشد الأناشيد وترفع اعلام النصر لأخينا «الرقاص» وكأنه ابتكر بحراً من بحور الشعر.

أنا لا أدعو أصحاب تلك الأعمدة إلى مناظرة فكرية ثقافية... فالفرق شاسع بيني وبين أناس لا تميز الفرق بين الاعتزاز بالنفس والغرور. إنما ادعوهم إلى التفكر في هذين البيتين، لعايض القرني:

واذا خلت لريبة في ظلمة

والنفس داعية الى الطغياني

فاستح من نظرة الله وقل لها

ان الذي خلق الظلام يراني

«وان عدتم عدنا»...

العمود المقبل سيكون عن «مستشعرة فقدت عذريتها الوطنية

العدد 1184 - الجمعة 02 ديسمبر 2005م الموافق 01 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً