يعرض "مهرجان دبي السينمائي الدولي" ضمن برنامج "الليالي العربية" 41 فيلما تتناول مختلف القضايا الساخنة على الساحة العربية، وذلك في دورته الثانية التي تقام في الفترة من 11- 71 ديسمبر / كانون الأول 5002. وستقدم هذه الأفلام، التي تم اختيارها من مختلف دول المنطقة، مجموعة من أفضل ما أنتجته صناعة السينما العربية في الآونة الأخيرة. وتشمل الأفلام المختارة لهذه الدورة، فيلم "المذبحة"، وهو دراسة سياسية نفسية تشخص أيديولوجية مقترفي مجازر مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين العام 2891؛ وفيلم "71 أكتوبر 1691"، الذي يسلط الضوء على إحدى مراحل حرب الاستقلال في الجزائر؛ وفيلم "القمر الأخير"، وهو من إنتاج تشيلي وتدور مجرياته حول قرية فلسطينية في فترة الحرب العالمية الأولى وما بعدها؛ وفيلم "لا تقبلني"، وهو نظرة معاصرة إلى واقع المرأة في المجتمع المصري. وأوضح عضو اللجنة التنظيمية العليا المسئولة عن إعداد برامج المهرجان ومدير برنامج "الليالي العربية" مسعود أمر الله العلي، أن الأفلام المختارة تتناول أبرز القضايا المثارة في العالمين العربي والإسلامي، التي تحظى باهتمام دولي كبير. وقال أمر الله: "تتناول هذه الأفلام شئون العالم العربي، لكن مضامينها تعد مهمة للبشرية جمعاء. وفي حين تتنوع الأفلام في برنامج "الليالي العربية" بين المسلية والمثيرة، فإن كلا منها يهدف إلى تثقيف وإمتاع الحضور في آن معا". وأشار أمر الله إلى أن عرض هذه الأفلام اللافتة، والمثيرة للجدل أحيانا، يجسد خطوة مهمة على طريق مد جسور التواصل بين الشعوب، وهو من الأهداف الرئيسية للمهرجان. وأضاف قائلا: "لكي نتمكن من التواصل مع الشعوب الأخرى، لا بد من مراجعة الماضي والاستفادة من دروسه لبدء حوار فاعل وتقريب وجهات النظر، لأن الخطوة الأولى نحو التسامح تبدأ مع فهم الحوادث والأسباب الكامنة وراءها". وأشارت المدير التنفيذي لقطاع الإعلام بالمنطقة الحرة للتكنولوجيا أمينة الرستماني، إلى أن تنوع الأفلام العربية المشاركة وجودتها العالية هما من أهم ما يميز مهرجان دبي السينمائي الدولي. وقالت أمينة: "يشكل برنامج "الليالي العربية" مبعث فخر لنا باعتبارنا أبناء للأمة العربية، كما أنه إنجاز نفتخر في دبي بتقديمه إلى العالم". وعلق المدير والرئيس التنفيذي للمهرجان نيل ستيفنسون، بالقول إن هذه الأفلام ذات المستوى الفني الرفيع الذي يقارب العالمية تقوم بدورين أساسيين، إذ تقيس المهارات السينمائية في المنطقة وتوفر نافذة ثقافية فعالة للإطلاع على أفكار ومشاعر الإنسان العربي. وأضاف ستيفنسون: "يأتي برنامج "الليالي العربية" في صلب استراتيجية المهرجان الرامية إلى تقديم نخبة النتاج السينمائي العربي إلى العالم، مع محاولة مد جسور التواصل بين مختلف الشعوب. وسيكون مرضيا بالنسبة إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي أن تنقل هذه الأفلام بانطباع أعمق وأفضل عن العالم العربي ولو إلى نصف جمهور المهرجان من الجنسيات المختلفة". وتابع ستيفنسون قائلا: "لقد حالفنا حظ كبير بانضمام شخص خبير مثل مسعود أمر الله إلى فريق منظمي البرامج، إذ أنه يتمتع بموهبة فذة وقدرة لا مثيل لها على انتقاء أفلام مثيرة ورفيعة المستوى وقادرة على فتح باب النقاش والحوار بين جمهور السينما". وفي الوقت الذي تتسم فيه غالبية هذه الأفلام بالجدية، فإننا نجد فيها من وقت لآخر لمحات طريفة. ونأخذ على سبيل المثال الفيلم الجزائري "بوابة الويب"، الذي يصور شابا مفلسا ومتهورا غريب الأطوار وهو عالق في غرف الدردشة على الإنترنت. وتروي قصة الفيلم المواقف الطريفة التي يواجهها الشاب حين تقبل سيدة فرنسية دعوته لزيارة الجزائر بعد أن تعرف عليها عبر الإنترنت. وأضاف سيتفنسون: "لقد جعلت حوادث 11 سبتمبر / أيلول الجميع ينظرون إلى العالم العربي من زاوية ضيقة واحدة. وفي حين تسلط بعض الأفلام التي يتضمنها برنامج "الليالي العربية" الضوء على الأزمات السياسية الكثيرة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، فإن بعضها الآخر يحاول إظهار الوجه الآخر للعالم العربي الذي غالبا ما يغيب عن الجمهور بسبب الأحكام المسبقة والجائرة في كثير من الأحيان". ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الأفلام المشاركة ضمن برنامج "الليالي العربية" في 72 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، أي بالتزامن مع الكشف عن أسماء الأفلام والضيوف المتوقع وصولهم إلى المهرجان، وافتتاح شباك التذاكر. وستجري أحداث الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي للعام الحالي خلال الفترة من 11- 71 ديسمبر الجاري، بمشاركة 001 فيلم تتراوح بين الأفلام القصيرة والروائية الطويلة. وينقسم المهرجان بدورته الحالية إلى 21 برنامجا رئيسيا، تشمل 5 برامج جديدة يركز كل واحد منها على فئة معينة من الأفلام.
العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ