العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ

الحقيقة... دائما مؤلمة

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

يتذكر معظمنا ردود الفعل الغاضبة على تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل شهر، حين دعا في مؤتمر استضافته طهران تحت عنوان "العالم من دون الصهيونية"، إلى محو "إسرائيل" من خريطة العالم. وها هو اليوم يعود بتصريحات نارية جديدة أثارت زوبعة سياسية وجدلا وانتقادات عالمية، إذ أعلن أنه إذا كانت أوروبا تشعر بعقدة الذنب تجاه المحرقة اليهودية، فما عليها إلا أن تمنح اليهود دولة في بعض المقاطعات الأوروبية، في ألمانيا أو النمسا أو غيرهما بدلا من إقامة "إسرائيل" في فلسطين. تصريحات أحمدي نجاد الأخيرة لم تعد تدخل في باب الطرائف السياسية أو زلات اللسان العفوية، فهي حقيقة غالبيتنا يؤيدونها، إلا أننا نخشى الإفصاح عنها على الملا. فتلك الفكرة وهذه الجرأة تنتمي إلى لغة الخمسينات والستينات من القرن الماضي التي كانت تتردد في مختلف العواصم العربية والإسلامية. لذلك من المرجح أن كلام أحمدي نجاد، من مكة بالذات، هو محاولة لحماية أو ضمان بأن النهايات المقبلة للصراع العربي الإسرائيلي، لن تكون كما أسلم به القادة العرب والإسلاميين، وكما هو موثق في "خريطة الطريق"، وإنما ستكون النهايات مختلفة. وبقدر ما يحرك كلام أحمدي نجاد الحنين إلى ذلك الخطاب العربي والإسلامي القديم، فإنه يثير الخوف من أن تزداد الضغوط التي باتت تطرق أبواب طهران من جميع الاتجاهات وتهز كيانها القوي. كثير من الكتاب العرب وصفوا أحمدي نجاد بأنه "قذافي هذا القرن"، ومنهم من اعتبر بأن تصريحاته تفتقر للذكاء السياسي الذي يجب أن يتمتع به رئيس دولة ذات سيادة وثقل في الخريطة الدولية. إلا أنهم أغفلوا بأن كلامه هو أقرب إلى حقيقة طالبوا بها منذ زمن بعيد، إلا أنها اليوم وبفضل تغير "النفوس" وبترجيح كفة المصالح على المبادئ، شاخت وعجزوا عن حملها، فأقفلوا عليها الأبواب وأسلموا بالحل البديل. كما أنهم يتعجبون ممن مازلت مبادئه حية، بل ويصفونه بالرجعية، إذ إنه لايزال يؤمن بخطابات الخمسينات والسبعينات والثمانينات

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً