العدد 1201 - الإثنين 19 ديسمبر 2005م الموافق 18 ذي القعدة 1426هـ

الساسة... والحب النيتشوي

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

(1) «أحب جميع من يشبهون القطرات الثقيلة التي تتساقط متتالية من الغيوم السوداء المنتشرة فوق الناس، فهي التي تنبئ بالبرق وتتوارى. ..». هكذا تكون السياسة مجرد لعبة وقت، ليس من المهم أن تصنع شيئاً بقدر ما يهم الساسة أن يصنعوا من اللاشيء شيئاً، فيعيش الناس شهوة الأمل، ويصبحون على واقع الفقير البالي. يلخص هؤلاء حقائقهم بأن بقاء كل شيء على ما هو عليه هو التغيير الذي يطمئنون له ويسعون لإنجازه، (2) «إنني أحب من لا غاية لهم في الحياة إلا الزوال، فهم يمرون إلى ما وراء الحياة». ثمة ساسة مواطنتهم في الآخرة، وهم في غنى عن تحقيق أي من وعودهم، ثمة ساسة يحملون الناس على الذهاب قدما وبكل طاقات عقولهم المسربلة للوراء أو لأمام لا يتوقف ولا يتحدد، هكذا هي ما بعد الحداثة بتمثلها الديني لدى البعض، إذ المواطن مجرد عابر سبيل، والمواطنة الحقيقية هي هناك، إذ يقام الاحتفال بمهمتين، إما قيادة سيارة مفخخة أو الولاء والالتزام والطاعة وما تقتضيه مجمل هذه المهام الكبرى هو افظع وأخوف، (3) «أحب من لا يريد الاتصاف بعديد الفضائل، اذ في الفضيلة الواحدة من الفضائل اكثر مما في فضيلتين، والفضيلة الواحدة حلقة ترتبط فيها الحياة». الهتلريون أخلاقيون، لا شك في ذلك، حين يهدد اكتمال أي منظومة سياسية متمائلة ألفاً أو ألفين، مليونا أو مليونين، لا فرق... فقاعدة التخلص من المزعجين اللاأخلاقيين تبيح، وكما يقول ماركس «إن طريق الجنة تزداد على جانبيه طوابير من الجثث،». (4) «أحب من تحرر قلبه وتحرر عقله حتى يصبح دماغه بمثابة احشاء لقلبه، غير أن قلبه يدفع به إلى الزوال». الزوال... ساستنا فلسفتهم الزوال... ونحن ­ بسعادة ­ من سيطبق علينا حكم الإزالة، إنهم الباقون، ووظيفتنا الرحيل..

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1201 - الإثنين 19 ديسمبر 2005م الموافق 18 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً