العدد 1209 - الثلثاء 27 ديسمبر 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1426هـ

الريادة الداخلية

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

كثيراً ما يدور ويتكرر الحديث حول موضوع الريادة الفردية (Entrepreneurship)، ولكن بالأهمية نفسها لدينا الريادة الداخلية (Intrapreneurship). فالشركات المعروفة والبارزة يجب عليها مواصلة المحاكاة والتفكير بطريقة جدية عن مدى صلابة نموذج عملها ودخلها. والريادة الداخلية أكثر ضرورية في هذه الأيام مع انفتاح أبواب السوق أمام المستثمرين المتعاملين في شتى القطاعات، ورقي الثقافة الاستهلاكية وقابلية المستهلك لاحتضان المنتج أو الخدمة الجديدة. عادة ما تبدأ الشركة كبذرة مزروعة ومغروسة بالكثير من الإبداع والنشاط والحب. لكن مع استمرار الوقت وبلوغ مرحلة النضوج من ناحية الأعمال، هناك خطورة الاتكال على إنجازات الماضي وكثرة التركيز على الشئون الإدارية بدلاً مما يمكن تسميته بـ »الإنتاج الإبداعي«. وهنا لا نتحدث عن قصة فيلم أو لوحة فنية، بل عن ذلك الإمكان والقدرة على الابتكار كما وجد في بادىء الأمر عند تأسيس الشركة. نرى بأن الإبداع والنشاط والحب من صفات رائد الأعمال الذي اكتسب فكرة بادر إلى تنفيذها بنجاح. لكن السؤال هو كيف يمكن للشركة الناضجة أن تستمر على هذا النمط الذي بدأت به؟ بحسب »مركز الإدارة العالمي« الجواب يمكث في عدة أسئلة موجهة للعاملين بالشركة لاستكشاف مدى ريادتهم داخل الشركة وحبهم لتطويرها» وخصوصاً أن المنافسة دائمة التواجد وفي تصاعد: 1- هل لديك شغف قوى نحو ما تفعله في الشركة؟ 2 هل تخطر على بالك أفكار جديدة عند ذهابك إلى العمل في الصباح أو حتى عند الاستحمام؟ 3 هل تتورط أحياناً بسبب تجاوزك حدود مسئوليتك؟ 4 هل أنت قادر على عدم التفوه بأفكارك إلا بعد دراسة قابلية النجاح ووضع خطة تنفيذ؟ 5 هل كانت هناك عقبات محددة كافحت على تذليلها وإنجاز العمل بنجاح؟ 6 هل لديك معجبون بقدر ما لديك نقاد لعملك ولأفكارك؟ 7 هل يمكنك تعدي رغبتك الفطرية للإتقان في تنفيذ أفكارك بنفسك، والعمل ضمن فريق؟ 8 هل لديك الرغبة في مقايضة بعض راتبك بفرصة تجربة فكرتك إذا كانت المكافأة في حال النجاح كافية؟ الرائد الداخلي هو من يرد بنعم على معظم الأسئلة الموجهة. ولكن كيف يمكن للشركة أن تكثر من الريادة الداخلية؟ لدينا الكثير من الطرق، فبعض الشركات تقوم بزرع جو يرحب بالتفكير خارج نطاق ما هو متوافر حالياً، ومحاولة البحث عن مشروعات جديدة تساهم في بناء الشركة واستمرارها مهما كانت المنافسة. وهذا يتأسس عن طريق الدورات المخصصة لتشجيع الموظفين على إبراز أفكارهم ومحاولة إثباتها للقيادة العليا، وأيضا عبر تشييد فرق متخصصة في »الاستكشاف الحر« متعاونة مع الكليات والجامعات. وعبر المساهمة في البحوث الأكاديمية، يمكن للمؤسسة أن تستفيد وتفيد في الوقت نفسه. ربما يرى البعض أن هذا الكلام مناسب للمؤسسات العالمية الكبرى، لكن الشيء نفسه يوجب على المؤسسات المحلية. فالريادة الداخلية هي طريقة مهمة للحصول على التنويع في نماذج الدخل للشركة، ما يقلل من الخطورة في الاعتماد على نموذج دخل تقليدي. ومثالاً على هذا، فإن مع كثرة دور نشر الصحف المحلية، يجب على تلك الراغبة في الاستمرار بأن تستكشف وتحتضن أفكاراً جديدة لتوسيع نشاط أعمالها ومواصلة نموها بمختلف الأعمال والخدمات المبنية أو المشتقة من كونها شركة توفير مع

العدد 1209 - الثلثاء 27 ديسمبر 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً