من الملاحظ أن الأسلوب المتبع في الامتحانات قديم لا يتناسب مع التطور الحادث في وقتنا الحاضر، فما يتبع الآن في الامتحانات هو نفسه الذي كان يطبق على جيل القرن الماضي الذي لا يشتغل إلا بالكتاب والقلم. المتبع في عصر الثورة المعلوماتية الواسعة لا يختلف كثيرا مع الأسف عما كان متبعا في مطلع القرن العشرين إلا اللهم في الأداة التي كانت تستخدم في كتابة أسئلة الامتحانات، بالأمس البعيد كانت تستخدم الآلة الكاتبة، والآن استبدلت بالحاسب الآلي (الكمبيوتر)، وأما بقية الأمور بقيت من دون تغيير ولا تطوير... نقول الامتحان لابد منه ولا أحد يطلب إلغاءه أبدا، فمن المعروف في مدارسنا أن الطالب يمر بمجموعة من الامتحانات التحريرية طوال أيامه الدراسية قصيرة كانت أو شهرية والامتحان الذي يشمل الكفايات التي أخذها الطالب من مطلع العام الدراسي وحتى منتصف الفصل الدراسي ويطلق عليه (امتحان منتصف الفصل)، إذ تحسب للطالب من درجتها نسبة 20 في المئة، وأخذت من درجات أعمال الطالب الصفية ونتائج الامتحانات القصيرة والشهرية نسبة 30 في المئة، وتركت نسبة 50 في المئة لامتحانات نهاية الفصل والذي يجمع المعلم فيه ما تأخر وما تقدم من الكفايات التي درسها الطالب طوال الفصل الدراسي جاعلا الطالب يغرق في متاهات واسعة من المفاهيم والحقائق والتعاريف العلمية والرياضية والجغرافية، وفي الوقت ذاته متعلق بجهاز الكمبيوتر والانترنيت الذي لو قنن لاستطاع توظيفهما بصورة جيدة لخدمة العلم... فقط، يحتاج إلى توجيه وإرشاد للمواقع المفيدة التي تخدم المناهج التي يدرسها، وفعلا هناك الكثير من الطلبة استثمروا الانترنيت وأبدعوا في تصميم البرامج التعليمية الرائعة. العالم اليوم يعتمد على الكمبيوتر بصورة كبيرة، وما أقصده في هذا المجال أن أقول وضمن هذه المتغيرات الكبيرة لابد أن تفكر الوزارة في أسلوب متطور يخرج الطالب من أساليب ما قبل النهضة العلمية والتقنية إلى الأساليب الحديثة التي تناسب هذه الطفرة الكبيرة في التعليم، والسؤال الذي يطرح في كل عام من المعلمين: لماذا يعاد امتحان الطالب في نهاية كل فصل دراسي مرة أخرى في الكفايات التي اجتازها بنجاح في امتحانات منتصف الفصل؟ لماذا لا يكتفى بامتحانه في كفايات ما بعد المنتصف؟ لم تستجب إدارة التوجيه إلى هذا الطلب المهم إلا في مادة الاجتماعيات،... نقول خطوة جيدة وواقعية من هذا القسم ونرجو أن تتبع بخطوات مماثلة من بقية الأقسام والتخصصات، والأمر الآخر الذي يتحدث عنه في أوساط المعلمين، النسبة الكبيرة والمبالغ فيها المقررة في امتحانات نهاية الفصل إذ يرونها مجحفة للطالب، ويتساءلون عن السبب من وراء إعطاء الامتحان النسبة الأكبر على رغم أن الامتحان لم يعد الوسيلة الوحيدة في قياس مستوى الإتقان لدى الطالب، فهناك وسائل أخرى يستخدمها المعلم طوال الفصل الدراسي، إذا كان كذلك فمن المفترض تقليل النسبة من 50 في المئة إلى 30 في المئة وفي المقابل ترفع نسبة أعمال الطالب من 30 في المئة إلى 50 في المئة، وتبقى نسبة امتحان منتصف الفصل كما هي 20 في المئة؟... بهذا نستطيع أن نواكب كل جديد في التعليم ويستطيع الطالب الاستفادة من المواقع التعليمية المتنوعة. والأمر المهم توسيع دائرة المعرفة للطالب بأسلوب يرغب فيه ويهواه، وبهذا في تصوري سيحقق الطالب نتائج أفضل، ما يرفع من نسبة النجاح في جميع المواد... أعتقد أن ما يطلبه المعلم والطالب يتناسب مع الواقع ولا يتقاطع مع متطلبات المرحلة الحالية، وفيه الكثير من المنفعة لكل الأطراف المعنية بالتعليم في جوانب متعددة اقتصادية واجتماعية. نسأل المولى العلي القدير أن يوفق المشتغلين بالتعليم كل توفيق لما فيه خير وصالح الوطن والمواطن... آمين رب العالمين.
سلمان سال
العدد 1210 - الأربعاء 28 ديسمبر 2005م الموافق 27 ذي القعدة 1426هـ