العدد 1211 - الخميس 29 ديسمبر 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1426هـ

كل العرب ويّاك يا سيّد «موراليس»،

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نقلت وكالات الأنباء قبل أيام خبراً لم تهتم له الصحف العربية من المحيط إلى الخليج، لأنه خبرٌ تافهٌ جداً ولايستحق النشر، الخبر يتكلم عن إعلان رئيس بوليفيا المنتخب حديثاً ايفو موراليس عن انه سيخفض راتبه بنحو النصف عندما يتولى منصبه رسمياً الشهر المقبل. الخبر المكوّن من أقل من 350 كلمة، أي أصغر من حجم هذا العمود، يتكوّن في كل فقرة منه على لغم أرضي، يخيف سلطات الرقابة على امتداد الوطن العربي الكبير، موراليس، الذي كان زعيماً للمعارضة الاشتراكية في بوليفيا، أضاف ان الوزراء الأعضاء في حكومته سيتبعونه في هذه الخطوة أيضاً، وطبعاً مثل هذا الخبر لا يسرّ الوزراء في العالم العربي كله، وخصوصاً الذين يحصلون على مكافأة سنوية قدرها 100 ألف دينار، (تم توفيرها من قوت الفقراء والمحتاجين)، لتقدّم إلى أصحاب السعادة «عطيّةً ما من وراها جزِيّة»، الرئيس الملعون يخطّط أيضاً لخفض قيمة المخصّصات التي يحصل عليها أعضاء البرلمان البوليفي المقدّس، وطبعاً مثل هذا الخبر لا يسرّ ثمانين عضواً برلمانياً في إحدى دول الخليج الصغيرة، وبالذات الأعضاء «المنتخبين» الذين عجزوا عن إصدار قانون واحد لمصلحة الشعب، لكنهم مازالوا يتصارعون مع الحكومة للحصول على راتب تقاعدي يضمن لهم الخلود في الدنيا والآخرة، على أن الرئيس البوليفي اللعين أوضح أن الأموال التي سيتم توفيرها من تبذيرات الوزراء وأعضاء المجلس، نواباً وشيوخاً، ستستخدم في مجالات اجتماعية نافعة، خصوصاً التعليم. وعلّق موراليس على سياسته قائلاً: «في بلد فقير مثل بوليفيا يجب أن يشارك الرئيس وأعضاء حكومته في تحمّل جزء من الأعباء». موراليس أعلن أيضاً أن فريقاً من الخبراء يدرس حالياً سبل زيادة الضرائب على الأثرياء، في إطار تغيير للنموذج الاقتصادي الذي تسير عليه بلاده، على خلاف القاعدة المعروفة في «بعض من البلدان»، إذ تزيد الضرائب على الفقراء، ويعفى الأغنياء من دفع فاتورة الكهرباء، المعروف أن موراليس ينتمي إلى السكان الأصليين من الهنود الحمر في بوليفيا، وهو يعيش حالياً في منزل مستأجر يشاركه فيه آخرون. وسبق أن قاد احتجاجات واسعة للمطالبة بتأميم صناعة الغاز التي تمثل أحد أهم مصادر الدخل في بوليفيا. موراليس المعجب جداً بالرئيس اليساري فيدل كاسترو، اختار كوبا لتكون أول بلد يزورها، ضمن جولة تشمل أوروبا والصين وجنوب إفريقيا والبرازيل، قبل أن يتولى منصبه رسمياً بعد ثلاثة أسابيع. وكان موراليس قد فاز بنسبة 54 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي أجريت قبل أسبوعين. الشعب البوليفي يعلق آمالاً كبيرة على موراليس، في تحقيق آماله الواسعة، وإذا لم يفلح، فعلى الأقل سيوفّر على موازنة الدولة نصف راتبه، مع مبالغ أخرى مهمة من رواتب وزرائه، وأعضاء برلمانه المقدّس. ندعو لك من قلوبنا بالنجاح في سياستك، والنصر المؤزّر على أعدائك، بدءًا بأصحاب السعادة الوزراء والنوّاب الأماجد...و... «كل العرب ويّاك يا سيّد موراليس»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1211 - الخميس 29 ديسمبر 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً