العدد 2991 - السبت 13 نوفمبر 2010م الموافق 07 ذي الحجة 1431هـ

لبنان... البحث عن الحقائق الناصعة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يقف لبنان على مفترق طرق، بعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله، حيث ينذر الوضع بانفجارٍ وشيك.

الخطاب كان طويلاً، وكان نصرالله متبسّطاً وهادئاً في عرضه، وغائصاً في التفاصيل، رغم ما أطلقه من موقفٍ حاسمٍ بقطع أية يدٍ تمتد لتطال أي مجاهد أو قيادي في المقاومة التي قاتلت عشرين عاماً حتى حرّرت لبنان من الاحتلال وطردت الغزاة.

هذا الموقف الحاسم اختار نصرالله أن يطلقه في مناسبةٍ تمثّل شيئاً كبيراً في مشواره النضالي الطويل، المعمّد بالدم والتضحيات. وهو خطابٌ يعكس ما بلغه من يأس في حسن تصرف الطبقة السياسية الحاكمة، التي تتعامل باستخفافٍ غريبٍ مع موضوعٍ يرقص عليه الإسرائيليون طرباً، وهو إشاعة الفتنة وتفجير الوضع اللبناني من الداخل، بتوريط المقاومة بدمٍ سفكوه، وحقٍّ أضاعوه.

الملاحظ في خطابات نصرالله الأخيرة ميله في مواجهة مشروع الفتنة إلى عرض حججه ودفاعه بمختلف الطرق، حتى اضطر قبل أسابيع إلى الكشف عن أحد أسرار المقاومة العسكرية، ببث الصور الخاصة بعملية «أنصارية»، كل ذلك ليفتح ثغرةً في حائط الدخان السميك الذي أقيم للتغطية على جريمة اغتيال الحريري. والغريب للمتابع الخارجي كيف أن «إسرائيل»، (صاحبة المصلحة الأكبر في كل ما جرى)، تُستَبعد تماماً لدى عددٍ من اللبنانيين كفرضية، رغم تاريخها الدموي الطويل في لبنان، من عمليات قتل وتفجير واحتلال واستهداف (من بينها عباس الموسوي سلف نصرالله الذي قضى بتفجيرٍ مماثل للحريري)... فضلاً عن تجنيد تلك الأعداد الكثيرة من المتعاونين مع «إسرائيل».

طلاب العلوم الدينية يكرّرون دائماً أن «من أشكل المشكلات توضيح الواضحات»، وهو ما توحي به خطابات نصرالله الأخيرة. وفي خطابه الخميس الماضي بمناسبة يوم الشهيد، احتاج إلى مقدماتٍ طويلةٍ لإثبات أن الولايات المتحدة لا تهتم بشعب لبنان، ولا تكترث بأي سني أو شيعي، أو مسلم أو عربي... مادام الأمر يتعلق ببقاء وأمن «إسرائيل»، تلك الأيقونة التي تحكم السياسة الأميركية في المنطقة منذ ستين عاماً.

هذه الحقيقة الواضحة كالشمس، يحتاج نصرالله ليقنع بها بعض مناوئيه، إلى الاستدلال برسالةٍ «مفترضة» لوزير الخارجية الأميركي الشهير باستخفافه بالعرب هنري كيسنجر، كتبها صحافي لبناني على لسانه رداً على سياسي لبناني تجرّأ وسأله عن دوره في تدمير لبنان، استناداً على معلومات استقاها من مسئولين لبنانيين بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية.

الرسالة «الأدبية» تؤرّخ لجو العلاقات اللبنانية الأميركية منتصف 1976، ويعترف كاتبها بأن كل ما نقل عنها بشأن السياسة الأميركية صحيح مئة بالمئة. وقد نُشر الكثير من الكتب في العقود الأخيرة عن دور هذا الرجل في إشعال الحرب الأهلية في لبنان، وتحدّث محمد حسنين هيكل عن انتماءاته المزدوجة بين مسقط رأسه (ألمانيا) ومهجره (أميركا) ومهواه (إسرائيل).

في لبنان اليوم فريقان سياسيان يختصمون. فريقٌ ناضل عشرين عاماً، ودفع كلفة عالية حتى حرّر الأرض وطرد المحتل وأعاد الاعتبار للاستقلال والسيادة اللبنانية. وفريقٌ تعاون بعض أقطابه مع المحتل طوال عشرين عاماً، ومن نصّبته رئيساً كان يتفاخر بوجود علاقاتٍ حزبية قديمة مع «إسرائيل» منذ 1958. ويعود ابنه قبل أسابيع للتفاخر بهذه العلاقات التاريخية التي ترسّخت أكثر وقت حصار العاصمة بيروت، ليكونا من دعاة ثورة الأرز وحماة حمى الاستقلال

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2991 - السبت 13 نوفمبر 2010م الموافق 07 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:00 م

      عدنا منهم واجد في البحرين

      المتسلقين والمتزلفين للسلطة على اجساد المضحين والشهداء والذين لا يتوانون لبيع كل شيء من اجل مصالحهم ايا كان هذا الشخص رجل دين، سياسي،رياضي،كاتب صحفي ،معارض سابق

    • زائر 8 | 9:34 ص

      من الذي دعم المقاومة ومن الذي فرض حصار غزة؟

      هذا ليس حكي يا عراب الهزيمة (رقم 5)، انت وامثالك لا ترون الحق ولا تريدون الاعتراف بالوقائع والحقائق. هزيمتين لاسرائيل هي اعترفت بها وعرب الاعتلال المغسولة ادمغتهم لا يعترفون بذلك لانها اكبر ادانة تاريخية لهم. السيد قاسم حسين يتكلم عن وقائع وحقائق،وكلامك متناقض فللايرانيين حسب منطقك لهم كل الفخر لأنهم الوحيدين الذين دعموا المقاومة في فلسطين ولبنان، وتحقق الانتصار على الأقل في لبنان، بينما نحن العرب الذين تعاونا على فرض الحصار والتجويع على اهل غزة.

    • زائر 7 | 9:04 ص

      اروع تجارب النضال والانتصار في زمن الهزائم العربية

      مستغرب من تعليق الزائر 5 وين عايش، الكاتب على الأقل متابع جيد لآخر التطورات ويكتب سياسة، وانت جاي تكتب هرار. شنو منتجات الفرس؟ هذا اللي صار في لبنان أروع تجربة نضالية في العالم العربي منذ 80 سنة، يعني من ايام الحرب العالمية الاولى والنكبة الاولى التي تلتها نكبات. لم يخرجوا العرب من زمن الهزائم إلا على يد هؤلاء الشباب المسلمين المجاهدين. بس هناك اسرائيليين ويهود عرب أشد من اليهود الصهاينة. والله يساعد الكاتب على هذه الأشكال.

    • زائر 5 | 4:22 ص

      تفضل يا عراب

      روج لمنتجات الفرس باسم نصرة المستضعفين و نصرة فلسطين و محاربة الإستكبار ... شبعنا حجي قول له مسيو نجاد ... توك از جيب يقول الإنجليز!

    • زائر 4 | 4:02 ص

      تيتي تيتي

      اليوم كالأمس فريق يدافع عن رسول الله وفريق يتأمر مع المشركين
      وفريق مع من غلب

    • زائر 3 | 1:15 ص

      اشكل المشكلات

      ;كأنك دارس دين سيد، تستشهد بمقولات طلبة العلوم الدينيةز فعلاص من اشكل المشكلات توضيح الواضحاتن خصوصا في السياسة. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    • زائر 2 | 11:36 م

      عندما تشرق الشمس من الغرب

      المضحك المبكي من بعد عرض سيد المقاومة لرسالة كسنجر
      أن العديد من قيادات 14 آذار تداعت لتشكيل فريق من المحامين للدفاع عن كسنجر و نفي الرسالة جملة وتفصيلاً!
      فريق 14 آذار لايريد أن تتهم امريكا أو اسرائيل لأن ذلك لا يخدم أجندتها و لايمكن توظيف الاتهام لمصلحتها ، فهي تسعى جاهدة لتصويب سهام الاتهام باتجاه سوريا و المقاومة .
      و الغريب أن رجل الصدفة (سعد الحريري) لايزال يراهن على قوى اليمين المسيحي في رفض محاكمة شهود الزور والباطل ، لأن في محاكمتهم ستنكشف الأقنعة و ستشرق الشمس من الغرب..

    • زائر 1 | 9:35 م

      الحقيقة الواضحة كالشمس،

      في لبنان اليوم فريقان سياسيان يختصمون. فريقٌ ناضل عشرين عاماً، ودفع كلفة عالية حتى حرّر الأرض وطرد المحتل وأعاد الاعتبار للاستقلال والسيادة اللبنانية. وفريقٌ تعاون بعض أقطابه مع المحتل طوال عشرين عاماً،

اقرأ ايضاً