العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

اتفاق الحد الأدنى بين مجموعة العشرين لن يطفئ «حرب العملات»

أظهرت القمة أن التوصل إلى حل جماعي يبدو صعب المنال
أظهرت القمة أن التوصل إلى حل جماعي يبدو صعب المنال

رأى محللون، أن اتفاق الحد الأدنى الذي انتهت إليه قمة مجموعة العشرين في العاصمة الكورية الجنوبية (سيئول) لن يطفئ «حرب العملات» المشتعلة بين الاقتصادات الكبرى؛ بل إن هذه الحرب قد تستعر أكثر وتطيح بجهود فرنسا لإصلاح النظام النقدي العالمي.

وتعهدت مجموعة العشرين التي تضم كبرى الدول الصناعية والناشئة في قمتها التي عقدت الخميس والجمعة في العاصمة الكورية الجنوبية، بمراقبة الاختلالات التي تهدد الاقتصاد العالمي والامتناع عن أي «تخفيض تنافسي» لقيمة عملاتها الوطنية و»تشجيع أسعار الصرف التي تلعب السوق دوراً أكبر في تحديدها».

ولكن القمة لم تتمكن من التوصل إلى أي إجراء عملي بسبب تشبث الولايات المتحدة والصين بنموهما ورفضهما أي خطوة قد تضر به.

حل جماعي

وتعليقاً على ما انتهت إليه القمة قال الخبير الاقتصادي في معهد بروكينغز في واشنطن، إيسوار براساد، إن «القمة أظهرت أن التوصل إلى حل جماعي يبدو صعب المنال».

ولكن الانتقادات التي كانت توجه في السابق إلى بكين بالتلاعب بقيمة عملتها الوطنية لجهة خفض سعرها تشجيعاً للصادرات الصينية، باتت اليوم توجه أيضاً إلى الولايات المتحدة المتهمة بدورها بتعميق الاختلالات المالية العالمية بسياسة الدولار الضعيف التي تنتهجها.

وقال الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد، جوزف ستيغليتز، إنه «في نظر الولايات المتحدة، وخلافاً لباقي العالم، فإن هذا ليس خفضاً تنافسياً» لقيمة الدولار، مشيراً إلى أن «واشنطن تعتبر، وهي محقة في ذلك، أنه إذا كان الاقتصاد الأميركي بخير فإن هذا الأمر سيستفيد منه باقي العالم، ولكن هذا الأمر يصح فقط إذا لم يكن هذا النمو ثمرة تخفيض تنافسي لقيمة» الدولار.

أما بالنسبة إلى الأستاذ في جامعة بوكوني في ميلانو، فرانشيسكو جيافاتزي فإن «الوضع لن يتغير ما دامت الولايات المتحدة تدير مطبعة الأوراق النقدية. ولكن لا أحد يمكنه التأثير على السياسة الداخلية الأميركية».

وفي نظر الاقتصاديين الذين التقتهم وكالة فرانس برس فإن غياب الحلول العملية في قمة العشرين ليس مفاجئاً.

وفي هذا قال أستاذ الاقتصاد في معهد الدراسات العليا الدولية والتنمية في جنيف، تشارلز فيبلوز، إنه «من القمة تخرج كلمات جيدة وقرارات جيدة، ولكن لا يمكن الوصول إلى شيء محدد لأن التباينات الاقتصادية بين المشاركين قوية جداً».

ومن هنا فان المهمة تبدو صعبة على فرنسا التي تسلمت الجمعة رئاسة مجموعة العشرين لمدة عام. وقد وعد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بالعمل على إصلاح النظام النقدي العالمي، معترفاً في الوقت نفسه بأنه هدف «طموح».

ولكن إيلي كوهين من المركز الدولي للأبحاث العلمية في باريس يقول، إن هذا الهدف ليس طموحاً فقط بل «لا يمكن بلوغه».

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً