العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

الاتحاد الإفريقي: شمال السودان وجنوبه سيتقاسمان «حدوداً مفتوحة»

قال الاتحاد الإفريقي أمس (الاثنين) إن شمال السودان وجنوبه سيتقاسمان «حدوداً مفتوحة» سيتم رسمها بعد الاستفتاء على مصير الجنوب، أياً تكن نتيجة التصويت، وذلك من أجل إتاحة انتقال السلع والأشخاص.

وأعلنت لجنة الاتحاد الإفريقي حول السودان التي يقودها رئيس جنوب إفريقيا، تابو مبيكي أمس التوصل إلى اتفاق إطاري بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن سلسلة من الملفات الخلافية من أجل تأمين عملية انتقالية سلمية بعد الاستفتاء.

وينص هذا الاتفاق الإطاري على التزام الجانبين على أن ترسم «فوراً» الحدود البرية المتنازع عليها والتي تمتد على طول 2100 كيلومترات بين المنطقتين. وأكد الاتحاد الإفريقي في بيان أن «الجانبين تعهدا بالإبقاء على (حدود مفتوحة) ستسمح بإقامة اقتصاد بدون عقبات ونشاطات اجتماعية وتبادل فعلي»، موضحاً أنها «أمور أساسية للرخاء الاقتصادي والانسجام بين الشمال والجنوب». وتابع النص أنه في حال انفصال جنوب السودان، ستقوم سلطات الخرطوم في الشمال وسلطات جوبا عاصمة الجنوب «بمواصلة التعاون وتبادل المعلومات» الاستراتيجية.

وأضاف البيان أنه إذا أصبح الجنوب مستقلاً، يمكن للجنوبيين الذين يقيمون في الشمال والشماليين في الجنوب البقاء في أماكن إقامتهم.

وكان مبيكي الذي أجرى محادثات الأحد الماضي في الخرطوم مع نائبي الرئيس السوداني، علي عثمان طه ورئيس المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي حاليا في الجنوب، سلفاكير ميارديت صرح أن الخلاف بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها سيعهد به إلى مؤسسة الرئاسة في البلاد.

وستجتمع هذه المؤسسة التي تضم طه وكير والرئيس السوداني، عمر البشير، فور عودة الأخير من السعودية حيث يؤدي مناسك الحج.

ودعا سلفاكير مواطنيه في جنوب السودان إلى الإقبال «بكثافة» على التسجيل على اللوائح الانتخابية للمشاركة في الاستفتاء التاريخي بشأن تقرير مصير المنطقة الذي سيجرى في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وبعد تأخير لثلاثة اشهر، لم يعد كثيرون متفائلين بإجراء الاستفتاء في موعده. لكن حملة تسجيل الناخبين على اللوائح التي تستمر حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بدأت صباح أمس (الاثنين) بأجواء احتفالية في جنوب السودان، لكن وسط لامبالاة في الشمال الذي يستعد لعيد الأضحى. وتوجه سلفاكير بنفسه إلى مركز في جوبا، حيث قام بتسجيل اسمه على لوائح الناخبين، ليكون قدوة للآخرين. وقام بهذه الخطوة بعد زيارة إلى ضريح الزعيم التاريخي للحركة الشعبية، جون قرنق الذي توفي بعيد توقيع اتفاق السلام مع الشمال في 2005.

وصرح سالفاكير أن «الاستفتاء لا يحصل إلا مرة واحدة. يجب أن يخرج السكان بكثافة وإلا سيعني ذلك أن الناس حاربوا وقتلوا بدون أي سبب».

وقال صحافي من وكالة «فرانس برس» إن مئات من الجنوبيين ينتظرون دخول هذا المركز لتسجيل أنفسهم بعد مرور سلفاكير.

وبدت الأجواء احتفالية نسبياً في جوبا حيث تجوب الشوارع سيارات مزودة بمكبرات للصوت تدعو الناخبين إلى تسجيل أسمائهم بكثافة على اللوائح وسط أناشيد حماسية، تقول «نتوجه إلى أرض الميعاد». وفي الخرطوم بحري شمال العاصمة، فتح مركز للتسجيل في مدرسة خالد بن الوليد لكن لم يحضر أحد للتسجيل، كما ذكر صحافي من «فرانس برس». وجلس جون أشوا الجنوبي البالغ من العمر 25 عاماً على بعد خمسين متراً من مدخل مركز آخر شرق العاصمة الخرطوم وهو يحتسي كوباً من الشاي ويدخن سيجارة وغير عابئ بالمركز. ورداً على سؤال عما إذا ذهب لتسجيل اسمه للمشاركة في الاستفتاء، قال ضاحكاً «لا علاقة لي بهذا الأمر. المشغولون به عليهم القيام بذلك».

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً