العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

رفقاً بهذا الشعب

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

مرة أخرى يتجدد الحديث عن توجه الحكومة لرفع الدعم عن أسعار المحروقات، ومعه تتصاعد دقات قلوب المواطنين الضعيفة، وتتزايد الأمنيات بألا يكتب لهكذا توجه أن يخرج إلى النور حتى لا يسلبهم بعض النقود التي يدخرونها لمواصلة ما تبقى من أيام الشهر، هذا إذا افترضنا أن متوسطي ومحدودي الدخل يمكنهم ادخار شيء حتى منتصف الشهر.

هذا الشعب الطيب المسالم الذي عرف بالكرم والسماحة، يتقاضى الكثير من أبنائه أجوراً زهيدة - لا يمكن مقارنتها بدول مجاورة تعيش حالة من الرفاهية - بالكاد تصمد أمام متطلبات الحياة وتعقيداتها المتشعبة، وفي أحيان كثيرة تسقط بالضربة القاضية من الجولة الأولى، فيتشتت صاحبها بين متاهات الديون.

في هذه الأرض، يجلب الأجنبي من أقاصي الأرض ليتم تدريبه على أيدٍ بحرينية ومن ثم يتم إحلاله بدلاً عنه براتب خيالي ومسكن مدفوع وتأمين صحي وسيارة تحت تصرفه على مدار الساعة.

أما المواطن فمطالب بدفع إيجار مسكنه وتصليح سيارته وتزويدها بالوقود ودفع أقساطها، والبقاء لساعات في المستشفيات العامة حتى يوشك أن يدنو منه المرض ليفتك به، وملزم بالصبر لسنوات طويلة لا تقل عن 18 عاماً حتى يحصل على منزل الأحلام ذي الفناء الخارجي والغرف الواسعة، ليفاجأ بشقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 200 متر مربع، ويشاركه في الأرض المقامة عليها حشد من الملاك، وإذا ما توفي لا يستطيع توريث أبنائه سوى وثيقة ملكية مشاعة.

وعلى أمل تخفيف حرقة الديون وحصار حزمة الالتزامات الثقيلة، يلهث بكل طاقته للحصول على علاوة الغلاء التي لا تتجاوز 50 ديناراً، وبعد شد وجذب وتمحيص قد يصل لأشهر يرفض طلبه لأنه يملك سجلاً غير مفعل أو عمل حر، وما بين هذه الصحيفة وتلك يطرق أبواب المسئولين آملاً منهم التجاوب مع مشكلته، طارحاً مستندات تثبت حقه في نيل الدعم، فيما دول قريبة سبقتنا لإقرار ضعف هذا المبلغ كمخصص لمواطنيها عن كل ابن من أبنائهم، فضلاً عن المساعدات المادية وتخصيص أراضٍ بالمجان للمقبلين على الزواج، وإعانتهم لبناء منزل المستقبل.

قد تكون الأسباب التي جعلت من مضي الحكومة في هذا الطريق تفوق طاقتها على التحمل، في مقابل عجز كبير في الموازنة العامة، ولكن الشعب يترقب شيئاً من الرفق بحاله، والتحرك بموازاة ذلك لرفع مستوى الأجور، لا أن تتصاعد أمواج الأعباء فتجره إلى حافة الهاوية.

وزير المالية يؤكد في تصريح نشر يوم أمس (الإثنين) أن «خفض مستويات الدعم الحكومي ستشمل القطاعات المقتدرة والشركات وغير البحرينيين، وأنها لا تشمل بأي حال من الأحوال ذوي الدخل المتوسط والمحدود»، وهو تطمين غير كافٍ لنزع الخوف من نفوس المواطنين، وخصوصاً أن الخوض في هذا الموضوع تكرر أكثر من مرة، وبعد احتجاجات ومسيرات شعبية وتلويح نيابي بالاستجواب وحجب الثقة، تراجعت الجهات الرسمية عن المضي في مسعاها، وأطلقت حينها تصريحات صحافية أعادت الهدوء إلى الشارع، واليوم يتكرر السيناريو من جديد.

النواب أمام اختبار حقيقي لقدراتهم على إثبات الذات، فبعد الصهيل والعويل تحت أضواء الخيام الانتخابية، عليهم أن يخرجوا من نشوة الفوز وغمرة الانتصار إلى ساحة الدفاع عن مصالح الشعب، من خلال الجلوس على طاولة الحوار مع السلطة التنفيذية لإيجاد مخرج لهذه الأزمة بعيداً عن التسلط واستعراض العضلات، فبعض الملفات تفشل حين يسودها الشد والجذب من كلا الطرفين، ولا يخرج البحريني منها إلا خاسراً.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:33 ص

      رسالة الى الحكومة

      رفع الدعم عن السلع و الخدمات وفرض ضرائب يقابله تمثيل سياسي كامل ودمقراطية كاملة ومملكة دستورية
      هذا مستقبل البحرين الحضاري

    • زائر 8 | 3:25 ص

      ياسادة يانواب احذروا احذروا .....

      ياسادة يانواب احذروا احذروا ان تتحملوا اخفاقات غيركم وان تكونوا سببا في تضييق العيش على المواطن اصلحوا ما عجز عنه الاخرون لكن لا تتحملوا وزر اخفاقاتهم اطلبوا ايرادات الدولة ومصروفاتها بكل التفاصيل فهناك ما هو غير واضح وهو سبب ما نحن فيه من ضيق العيش وتعطل مشروعات الاسكان وتردي الخدمات الصحية والتعليمية ...

    • زائر 7 | 3:18 ص

      رفقا بأثرياء الشعب لا بفقرائه

      الرفق مطلوب لاثرياء الشعب لا فقرائه لان الفقراء تعودوا الفقر وعاشوه أما الأثرياء فانهم يخافونه كما يخافون الأسود الضارية فهم لايتحملون فرض ضرائب على دخلهم وعاشوا لسنوات يأخذون ولا يعطون وسارعوا الى فرض الضرائب عليهم فالوضع لا يتحمل مزيد من العفاء لهم فهم رغم دخولهم العالية يقاسون الفقراء الدعم الحكومي للسلع الضرورية ...

    • زائر 6 | 2:59 ص

      النواب الاعزاء

      الموالين للحكومة اكثر من ان يهزهمهم من انتخبهم الشعب ولا عزاء لك يا شعب البحرين و المجلس لن يعقد الا بتعقيد الامور وتمرير القوانين المجحفة بحق الشعب . وكل عام وانتم بخير

    • زائر 5 | 2:23 ص

      معروفة يبون يضيعون الوقت والجهد على صغائر الامور

      الحين ويش درى عامل محطة البترول اني بحرينية أو هندية أو اني أشتغل في شركة كبيرة والله صغيرة يعني لازم أطلع له سلب الراتب علشان يرأف بحالي ويعطيني البترول المدعوم ويش هالافكار ياحكومة الهم. بدل ما تطعون الدعم أموال الدفن والاراضي تكفينا الى مائة عام قدام

    • زائر 4 | 1:41 ص

      رفقا بهذا الشعب

      رفقا بهذا الشعب و رفقا و رفقا .. !!
      رفقا بنا يا ليت استغاثاتنا تصلهم

    • زائر 3 | 12:45 ص

      إلى متى؟

      ي هذه الأرض، يجلب الأجنبي من أقاصي الأرض ليتم تدريبه على أيدٍ بحرينية ومن ثم يتم إحلاله بدلاً عنه براتب خيالي ومسكن مدفوع وتأمين صحي وسيارة تحت تصرفه على مدار الساعة.

    • زائر 2 | 11:55 م

      لا لخفض الدعم

      الدعم يبعث على الأمن الإجتماعي ، لذلك ليس من العدل الغاء الدعم عن الشريحة الفقيرة أو المتوسطة لأنه يمثل الحياة لهم.

    • زائر 1 | 10:56 م

      بهلول

      لا تصيرون قوارير و ما راح تحتاجوا الرفق ! بس بتصيرون عظام هشة راح يكسرونكم بعدما يمصونكم

اقرأ ايضاً