العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ

نتنياهو... قائد الأمة العربية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحمد لله على ما صرّح به وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، من أنه لا توجد صفقة كبرى مع إيران على حساب العرب، وأن الحوار مع النظام في طهران لم يبدأ بعد!

الحمد لله... فالوضع السياسي الإقليمي والدولي والديمغرافي والبيوغرافي لا يتحمّل مثل هذه الصفقة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا العربية!

فكما يعلم الجميع، أن هذه المنطقة من العالم تواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها التهديدات الكبرى التي تواجه منظومة الأمن القومي العربي، على يد المنظمات الإرهابية الحاقدة، مثل «حماس» و»حزب الله»، التي تعمل على خدمة مصالح الحلف السوري الإيراني!

إن هذا الواقع الجديد، يفرض علينا العمل من أجل إقناع الإدارة الأميركية بتبني مبادرة السلام العربية، لنثبت للعالم أجمع أنها مازالت باقية على قيد الحياة، خصوصا أن بيريز نفسه دعا الرئيس أوباما لتبنيها والبناء عليها.

وإننا في هذه المناسبة التاريخية، نحثّ الأخوة الفلسطينيين على الوقوف صفا واحدا، من أجل إنجاح مبادرة السلام العربية، التي ستضمن لهم استرجاع حقوقهم المشروعة كافة، وفي مقدمتها حق العودة، وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

إننا في سبيل إفشال مخططات أعداء الأمة العربية، علينا أن نمد أيدينا لكل أصدقائنا وحلفائنا، وتقديم التنازلات الضرورية كافة من أجل ضمان عدم حدوث أيّ ميل قلبي أو عاطفي أو رومانسي في السياسة الأميركية، وإفشال مساعي المنظمات الإرهابية التي تحاول نصب الفخاخ لجرجرة دولنا إلى الحرب.

إننا سنواصل مساعينا من أجل استكمال سلام الشجعان مع الجارة العزيزة، رغم شطحات وزير خارجيتها الجديد الأخ ليبرمان، ونلتمس له العذر بتهديد السدود والمنشآت الحيوية، أو تهجمه غير اللائق على رؤسائنا والسخرية منهم بالذهاب إلى الجحيم، فهو جديدٌ على المنصب، وفترة الشهرين لا تكفي لاكتسابه المهارات الدبلوماسية المطلوبة لمنصبه الحسّاس.

إننا سنواصل حتما مساعينا الخيّرة لإحلال السلام دون كللٍ أو ملل، ومهما كانت العراقيل والعقبات. وندعو الفلسطينيين للتجاوب مع ما يطرحه رئيس الوزراء الجديد نتانياهو، من خطةٍ سياسية استراتيجية مهمة، فهو رجلٌ مخلصٌ، ويريد الخير للشعبين العربي والإسرائيلي. فهذا الرجل الذي يتمتع بدرجةٍ عاليةٍ من الكاريزما السياسية، تؤهله فعليا لقيادة الشرق الأوسط الجديد، على خلاف سلفه الضعيف أولمرت، الذي فشل للأسف مرتين، مرة في حرب تموز، ومرة في حرب غزة!

إن نتانياهو رجلٌ قويٌ، سيعوّضنا عن كل التراجعات والانتكاسات السابقة، ويجب أن نتعامل معه بمرونةٍ تامة، بعدما وضع أولويات المرحلة المقبلة، وهي محاربة الخطر النووي الإيراني حتى لو لم يثبت امتلاكها قنبلة نووية بعد. كما انه يجب الاعتراف بيهودية «إسرائيل»، ما الضرر في ذلك؟ ولماذا هذا التشدّد الذي ليس له معنى؟ لنكن واقعيين.

إن السياسة الواقعية تتطلب منا إلغاء العبارات «البائخة» مثل «حل الدولتين» و»الأرض مقابل السلام»، كما يطالب ليبرمان، من أجل التعاون المشترك لمحاربة العدو الأكبر للأمة العربية والإسلامية، و»إعطاء الحكومة الإسرائيلية بعض الوقت حتى تبلور سياستها». وإننا متفائلون كثيرا بما وعد به نتانياهو مرارا، بأنه سيركّز جهوده على تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، الله يجازيه خيرا! ولا داعي لتعكير مزاجه أو إرباك استراتيجيته بالحديث عمّا يسمى بالدولة الفلسطينية إلى جانب «إسرائيل»، فنحن أول المؤمنين بأنه لا يجتمع في غمدٍ سيفان!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2435 - الأربعاء 06 مايو 2009م الموافق 11 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً