العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ

بدء قمة كانكون للمناخ: قادة العالم يهدفون إلى تحريك مفاوضات المناخ

تهدف حكومات العالم إلى تحريك المباحثات الدولية المتوقفة طويلاً بشأن التغير المناخي حيث بدأوا قمة للأمم المتحدة تستغرق أسبوعين في المكسيك أمس (الإثنين). وبعد قمة الأمم المتحدة في كوبنهاغن ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث أنهارت مباحثات بشأن التوصل لاتفاقية جديدة للتغلب على ارتفاع درجة حرارة الأرض، قال مفاوضون إنهم يأملون في أن تكون مدينة كانكون المنتجع المكسيكي هي المكان الذي يشهد بعض التقدم الملموس الذي قد يساعد على استعادة الثقة. وكان المفاوضون أوضحوا أنه لن تكون هناك معاهدة دولية جديدة متفق عليها في كانكون، ولكنهم يتوقعون صفقات بشأن بعض الموضوعات الجانبية الكبرى مثل الحد من عمليات إزالة الغابات والمشاركة في التكنولوجيات وإنشاء صندوق عالمي لمساعدة الدول النامية على التعامل مع تأثير تغير المناخ. إلا أن هناك قدر من التفاؤل ، مع بعض المخاوف من أن عملية الأمم المتحدة ذاتها لا تزال معلقة.

وقال وزير البيئة الألماني، نوربيرت رويتجن لمجلة «دير شبيغل» الأحد إنه يجب أن نكون سعداء بأن العملية «تتحرك خطوة خطوة» ولكنه أعترف بأنه لا تزال هناك فرصة بأن المباحثات قد تفشل». وفي بؤرة الأحداث الولايات المتحدة والصين وهما معاً ينتجان انبعاثات غازية تبلغ حوالي 40 في المئة من إجمالي الانبعاثات الغازية في العالم والتي أدت خلافاتهما العميقة إلى إفشال مؤتمرات مناخ سابقة.

ويرى الرئيس الأميركي، باراك أوباما أن سياسته الخاصة بالمناخ قد أحبطت هذا العام بفشل الكونغرس في تمرير تشريع يفرض تخفيضات على الانبعاثات الصناعية. وواجه حزبه الديمقراطي أيضاً خسارة مؤلمة في الانتخابات البرلمانية هذا الشهر أمام الجمهوريين وهم كمجموعة أكثر تشككاً في عملية ارتفاع درجة حرارة الأرض. إلا أن أوباما قال إنه متمسك بالتزام أميركي بخفض الانبعاثات إلى نسبة 17 في المئة عن مستويات العام 2005 بحلول العام 2020. ويمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً شديدة من أجل تخفيضات أكثر طموحاً من جانب القوى العالمية. وقال كبير مفاوضيه أرتور رونجي ميتزجر أمس الأحد إنه كان على ثقة بأن «تقف الولايات المتحدة بحزم وراء» إلتزاماتها السابقة. وحازت الصين على إشادة للاستثمار بدرجة كبيرة في الطاقات البديلة في العام الماضي في الوقت الذي فاقت فيه الولايات المتحدة كأكبر مصدر للانبعاثات الغازية في العالم. إلا أن القوة الآسيوية الناشئة ظلت رافضة لقبول مطالبات لها بأن توقع على اتفاقية عالمية ملزمة للحد من التلوث لديها.

وأقترح مارتين كيسر مدير سياسة المناخ الدولية بمنظمة جرينبيس بأن الحكومات مطالبة بالسير قدماً في طريق اتفاق طموح، وحذر من استخدام عدم التحرك الأميركي مبرراً للتحرك ببطء. وقال كيسر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الولايات المتحدة ستواجهها عقبات لسنوات ولهذا يجب علينا بالفعل أن نواصل المفاوضات دونها». وأضاف «لا نستطيع أن نتخفى وراء الولايات المتحدة وإلا سنشهد عقبات لمزيد من السنوات». وتحث الجماعات البيئية الحكومات على إعادة المباحثات الدولية إلى مسارها قبل فوات الآوان محذرين من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض مستمر دون توقف.

وفيما لا يمكن ربط أحداث مناخية فردية مباشرة بالتغير المناخي، فإن جماعة التنمية أوكسفام أشارت في تقرير نشر أمس إلى الفيضانات في باكستان والموجة الحارة في روسيا كبوادر على أن أشياء في سبيلها للحدوث. وهناك عنصر آخر للاستعجال في كانكون حيث أن بروتوكول كيوتو وهو أول اتفاقية بشأن المناخ سينتهي في العام 2012 مع عدم وجود اتفاقية حالياً تحل محله. وسوف تكون نقطة البداية في المباحثات التي تستمر أسبوعين اتفاق كوبنهاغن وهو وثيقة غير ملزمة صيغت في الأيام الأخيرة من قمة العام الماضي. و

شهدت الوثيقة قيام أكثر من 130 دولة بوضع خططها الوطنية للمساعدة في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، ولكن الوثيقة لم تتم الموافقة عليها من قبل مجموع الأعضاء في الأمم المتحدة. وتتوقع الحكومات أن الاتفاق سيكون جزءاً من صفقة حزمة «متوازنة» في كانكون يمكن أن تتبناها كل الدول ومن ثم الحفاظ على بقاء المباحثات الدولية على قيد الحياة. وهناك آمال بأن أعضاء الأمم المتحدة سيوافقون على الالتزام بالاتفاق بالإبقاء على درجة حرارة الأرض لا ترتفع أكثر من درجتين مئويتين فوق المستويات قبل الصناعية.

العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً