العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ

كلينتون تفتتح «حوار المنامة» وسط ضجة تسريبات «ويكيليكس»

بمشاركة 29 وزيراً ومسئولاً في مقدمتهم العاهل الأردني

هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون

أصبح مؤكداً أن تكون الكلمة الرئيسية لافتتاح المؤتمر السابع لـ «حوار المنامة» في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول المقبل (الجمعة) لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعنوان «دور الولايات المتحدة في مجال الأمن الإقليمي» على اعتبارها الشخصية الأبرز والأرفع على صعيد المشاركين في المنتدى.

وستتحدث كلينتون عن الدور الأمني الذي تلعبه الولايات المتحدة في منطقة تشعر بالقلق إزاء «طموحات إيران النووية»، وهو الحديث الذي سيكون رئيسياً خلال المؤتمر في ظل ضجة تداعيات نشر موقع «ويكيليكس» وثائق كشفت عن رغبة عدد كبير من الدول العربية ودول مجلس التعاون لوقف هذا البرنامج.

ويشهد مؤتمر «حوار المنامة 2010» حضوراً كبيراً وبارزاً على صعيد القيادات السياسية المشاركة فيه منذ سبع سنوات، إذ يعتبر هذا العام الأكثر بروزاً من حيث عدد المشاركين وقوتهم السياسية بـ29 شخصية بارزة من بينهم العاهل الأردني الذي سيلقي الخطاب الرئيسي في اليوم الثاني (السبت) والذي من المتوقع أن يركز من خلاله على التحديات التي ستواجهها منطقة الشرق الأوسط.


ردود فعل متباينة إزاء تسريب «ويكيليكس» وثائق سرية

تباينت ردود الفعل في عواصم دول العالم أمس (الإثنين) جراء نشر موقع «ويكيليكس» ربع مليون برقية أميركية دبلوماسية.

ففي أميركا، قال وزير العدل الأميركي، إريك هولدر إن «تحقيقاًً جنائياً نشطاً ومستمراً» يجرى في ما يتعلق بإعلان «ويكيليكس» وثائق سرية أميركية، مضيفاً أن السلطات ستحاكم كل من تتبين مسئوليته عن ذلك. كما أمر البيت الأبيض بمراجعة الإجراءات الأمنية لتفادي نشر وثائق حساسة مجدداً.

جاء ذلك فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن التسريبات تمثل «هجوماً على المجتمع الدولي». وقالت خلال مؤتمر صحافي مقتضب إن «هذه المنشورات لا تمثل هجوماً على المصالح الدبلوماسية وحسب. إنها تمثل أيضاً هجوماً على المجتمع الدولي».

وأعربت إسرائيل عن ارتياحها ورضاها من الوثائق. كما اعتبر الرئيس الإيراني نشر البرقيات «عمل طائش لا قيمة له»، معتبراً أنها لن تؤثر على علاقات طهران بجيرانها.


المؤتمر سيركز على «مستقبل اليمن» و«علاقات العراق»... وتسريبات «ويكيليكس» ستزيد من سخونته

الكلمة الرئيسية في «حوار المنامة» لكلينتون بعنوان «أميركا والأمن الإقليمي»

الوسط - هاني الفردان

أصبح من شبه المؤكد أن تكون الكلمة الرئيسية لافتتاح المؤتمر السابع لـ «حوار المنامة» في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول المقبل لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعنوان «دور الولايات المتحدة في مجال الأمن الإقليمي» على اعتبارها الشخصية الأبرز والأرفع على صعيد المشاركين في المنتدى.

وستتحدث كلينتون عن الدور الأمني الذي تلعبه الولايات المتحدة في منطقة تشعر بالقلق إزاء «طموحات إيران النووية»، وهو الحديث الذي سيكون رئيسياً خلال المؤتمر في ظل تداعيات وثائق موقع «ويكيليكس» الذي كشف عن رغبة عدد كبير من الدول العربية ودول مجلس التعاون لوقف هذا البرنامج بـ «القوة».

ومن المتوقع أن تتأثر كلمة وزيرة الخارجية الأميركية بشكل كبير وبارز بالتطورات الأخيرة على الساحة السياسية العالمية إثر «الصدمة» الكبيرة التي أثارها موقع «ويكيليكس» بنشره نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية، فجر من خلالها أزمة دبلوماسية في وجه الولايات المتحدة الأميركية في جميع أنحاء العالم، وسارعت كبريات الصحف العالمية إلى نشر أعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الأميركية.

وتأكدت هذه الأخبار في ظل مساعي وزيرة الخارجية الأميركية لامتصاص الضجة العالمية بشأن ما نشره موقع «ويكيليكس» من برقيات دبلوماسية أميركية حساسة من مختلف دول العالم وبالخصوص دول الشرق الأوسط والخليج العربي.

وسيكون مؤتمر «حوار المنامة» ساخناً هذا العام بعد التسريبات لوثائق سرية أميركية وصفت بـ «الخطيرة» ستهدد العلاقات بين عدد كبير من الدول في المنطقة وبالخصوص دول مجلس التعاون وإيران.

وينطلق من العاصمة البحرينية المؤتمر السابع لـ «حوار المنامة» وسط ترقب كبير لما سيدور فيه من مناقشات ولقاءات ثنائية بين أقطاب الخلاف في المنطقة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية بقيادة وزيرة خارجيتها، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة وزير خارجيتها منوشهر متقي، وما سيعقبها بشكل مباشر من انعقاد القمة الخليجية الحادية والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وستشهد أروقة «حوار المنامة» تخصيص جلسات خاصة لمناقشة ملف الأوضاع السياسية في اليمن بعنوان «تأمين مستقبل اليمن»، وكذلك للأوضاع في العراق بعنوان «العراق والمنطقة»، وهو المحور ذاته الذي نوقش العام الماضي، ما يشير إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه القائمون على المؤتمر للأوضاع السياسية والأمنية في العراق وانعكاساتها على أمن المنطقة، وهو ما يؤكد أن المؤتمر لن يركز كثيراً على قضية الملف النووي الإيراني في ظل وجود ملفات ساخنة أخرى فرضت نفسها على المنطقة كتنظيم القاعدة في اليمن والوضع في السودان والعراق.

وسيشهد هذا العام مناقشة المحور الذي نوقش العام الماضي وفي افتتاح اليوم الأول للمؤتمر بعنوان « التعاون الأمني الإقليمي».

كما سيناقش المؤتمر في اليوم الأول إلي جانب «التعاون الأمني الإقليمي» قضية «الصراعات الإقليمية والقوى الخارجية»، و «الاستراتيجية الأمنية وقوة رادعة في المنطقة» و «الإطار الدولي المتغير والأمن الإقليمي».

كما سيبحث المشاركون في المؤتمر وعبر جلسات المجموعات في اليوم الثاني «عمليات الأمن البحري والتعاون الدولي»، وملف «التعاون العسكري في المنطقة» والذي كرر لأكثر من مرة في جلسات «حوار المنامة» في السنوات الماضية.

ويستمر لمدة 3 أيام، المؤتمر السنوي الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية منذ العام 2004 في البحرين وهو بمثابة قمة «غير رسمية» للأمن الإقليمي في المنطقة بحضور مسئولين من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية لـ 25 بلداً لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة.

ويحضر المؤتمر بالإضافة لممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، ممثلون من إيران والعراق واليمن والأردن ومصر وكذلك من أميركا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وروسيا والصين والهند واليابان وتركيا ودول أخرى لها دور في أمن المنطقة.

كما سيكون من ابرز المشاركين في المؤتمر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي سيشارك ممثلاً لبلده لأول مرة منذ انطلاق المؤتمر في العام 2004.

وقد افتتح المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فرعاً دائماً له في البحرين في أبراج المرفأ المالي ومن ثم شرع في تنظيم ندوات لشخصيات مهمة حضرت إلى البحرين وتحدثت بشأن قضايا استراتيجية ودولية، ويستفيد منه المسئولون في مملكة البحرين والسلك الدبلوماسي والمهتمون في مثل هذه القضايا.

وأكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أهمية إقامة منتدى «حوار المنامة» نظراً إلى طرحه العديد من القضايا الأمنية والسياسية المهمة في المنطقة. وقال الوزير الخارجية: «إن المنتدى سيتناول بالبحث هذه المرة العديد من التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها العالم في الوقت الراهن وتأثيراتها على المنطقة».

وأشار إلى أن البحرين تؤيد الجهود الجماعية المشتركة لأجل الوصول إلى حلول وقواسم مشتركة للتخفيف من الأزمات التي يواجهها العالم أجمع، موضحاً أن المؤتمر سيناقش كذلك التعاون الإقليمي والتحديات المستقبلية لأمن المنطقة بما في ذلك الوسائل الكفيلة لإبعاد المنطقة عن شبح سباق التسلح بجميع أنواعه بما في ذلك النووي.

وأوضح أن المنتدى هذا العام سيشمل أطروحات لوجهات النظر من قبل مختلف الفرقاء بالمنطقة وهو ما سيؤدي إلى تعزيز الحوار والتفاهم بينها، ما سيكون له بالغ الأثر في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

ونوه إلى أن التحاور وجها لوجه مطلوب في هذه المرحلة لتبديد سوء الفهم من قبل أي طرف حتى لا يزداد التوتر في المنطقة، وذكر أن المؤتمر سيناقش الدور الذي تقوم به الدول المؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية في أمن الخليج وكيفية تطوير ذلك الدور للوصول إلى الشراكة القائمة على التفاهم والاحترام وذلك من أجل الإسهام في عملية الاستقرار في المنطقة.


29 شخصية بارزة تحضر المنتدى والعاهل الأردني يلقي كلمة افتتاح اليوم الثاني

«حوار المنامة 2010» الأقوى بمشاركة جملة من قيادات العالم السياسية

يشهد مؤتمر «حوار المنامة 2010» حضورا كبيرا وبارزا على صعيد القيادات السياسية المشاركة فيه منذ سبع سنوات، إذ يعتبر هذا العام الأكثر بروزاً من حيث عدد المشاركين وقوتهم السياسية، إضافة إلى الأحداث «الدراماتيكية» التي تتزامن مع انعقاده، ما يجعله تحت الأضواء بشكل ملفت.

ومن بين الحضور الأكثر تأثير وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي ستلقي الكلمة الافتتاحية للقمة مساء الجمعة، والعاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي سيلقي الخطاب الرئيسي في اليوم الثاني (السبت) والتي سيركز من خلالها على التحديات التي ستواجه منطقة الشرق الأوسط.

ويبلغ عدد الوزراء المشاركين في «حوار المنامة 2010»، 29 من وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أركان الدفاع، والأمناء الدائمين والعسكريين وقادة الاستخبارات.

فيما يلي قائمة بكبار المسئولين الحكوميين المشاركين في «حوار المنامة 2010»:

- ولي العهد ونائب القائد الأعلى البحريني سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

- وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون.

- قائد القيادة المركزية الأميركية جيمس ماتيس.

- رئيس أركان الدفاع بالولايات المتحدة الأميركية والتر نيتن شيك.

- العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني.

- وزير الشئون الخارجية بأفغانستان زلماي رسول.

- وزير الشئون الخارجية بأستراليا كيفين رود.

- وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.

- وزير الدفاع الوطني ووزير بوابة الأطلسي الكندي بيتر ماكاي.

- رئيس أركان الدفاع الفرنسي إدوار جيوليود.

- وزيرة الدولة لشئون الدفاع الألماني شميت.

- وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي.

- رئيس الوزراء وحكومة اقليم كردستان العراق برهم صالح.

- وزير الشئون الخارجية العراقي هوشيار زيباري.

- السكرتير البرلماني لوزير الدفاع الياباني هيروتا هاجيمي.

- وزير الخارجية الأردني ناصر جودة.

- نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح.

- رئيس هيئة الأركان العامة الباكستاني وحيد أرشد.

- رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني.

- مستشار ولي العهد السعودي سمو الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود.

- رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية سمو الأمير تركي بن عبدالعزيز بن سعود الفيصل.

- نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السنغافوري هين تشى هيان.

- وزير الخارجية السويدي كارل بيلت

- وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.

- وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

- رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية الملازم ثاني حمد العام الرميثي.

- وزير شئون الدفاع البريطاني ليام فوكس.

- رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز.

- وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي.

ولم يستبعد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية القائم على تنظيم مؤتمر «حوار المنامة» إضافة أسماء جديدة قبل انطلاق أعمال المؤتمر يوم الجمعة المقبل، مؤكداً أن المؤتمر اجتماع أمني إقليمي في الشرق الأوسط وساحة لممارسة الدبلوماسية الإقليمية فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، مع اعتبارها منطقة توفر الفرصة للقادة والحكومات لتقديم بيانات عامة وخاصة، وتيسير الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطر.

وأكد المعهد أن «حوار المنامة» ساعد على تعزيز السياسة الدفاعية الإقليمية، وتحسين التعاون في مكافحة الإرهاب وتسهيل التنسيق مقترحات عدم الانتشار.


أكدوا ضرورة دعوة ممثلي الشعب

شوريون ونواب: تطوير «حوار المنامة» يتطلب مشاركة «المجتمع المدني»

الوسط - مالك عبدالله

اعتبر شوريون ونواب أن تطوير مؤتمر حوار المنامة يتطلب دعوة ممثلي الشعب في المجالس الوطنية إلى المؤتمر، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني من أجل إبداء رأيها فيما يجري.

وأشار عضو مجلس الشورى السيدحبيب هاشم مكي هاشم إلى أن «انعقاد مؤتمر حوار المنامة في البحرين يعزز مكانتها على مستوى المنطقة، فضلاً عنه على الصعيد الدولي»، وبين أن «عقد هذا المؤتمر يتوافق مع توجهات القيادة بالحفاظ على الأمن وخصوصاً في منطقة الخليج العربي»، وتابع أن «وجود أميركا وإيران والدول الخليجية يعطي صورة واضحة عن مجريات الأمور، وهو سيشكل دعماً للأمن في المنطقة من خلال فهم المسئوليات»، ونبه إلى أن «الوضع الاقتصادي في المنطقة من المفترض أن يكون مصدر أمن لأن الخلاف واللااستقرار يجعل من تلك الشركات تهرب من المنطقة».

من جانبه أوضح عضو مجلس الشورى عبدالرحمن جمشير أن «هذا النوع من المؤتمرات مهم للمنطقة والبحرين للتفاهم على الوضع الأمني للمنطقة، وفي الوقت نفسه دراسة المخاطر التي تهدد أمنه»، وتابع «خصوصاً أن ذلك يأتي وسط المشاركة الواسعة من الجميع سواء الدول الكبرى ودول الخليج وهو يفتح قنوات للحوار والتفاهم»، وواصل «وبدلاً من المواجهة يكون هناك حوار ومثال ذلك الملف النووي الإيراني بدلاً من أن تستغله «إسرائيل» لتثبيت مواقف معينة».

وأضاف جمشير «من أجل تطوير المؤتمر أتصور أنه يجب أن تكون هناك مشاركة رسمية من المجالس الوطنية التي تمثل الشعب، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني ولو كمراقبين في البداية على أن يتطور إلى مشاركة فعالة إذ إن أي قرار يتخذ على الصعيد الأمني لابد من موافقة ممثلي الشعب عليه، فالدستور البحريني ينص على أنه لا قرار بحرب هجومية إلا بموافقة ممثلي الشعب».

إلى ذلك قال عضو مجلس النواب النائب جاسم حسين: «إن مؤتمر حوار المنامة فرض نفسه على الأجندة الدولية فهو يتناول مواضيع ذات أهمية كبيرة فيما يخص التنمية والأمن في المنطقة»، ونبه إلى أنه «سيكون هذا العام أكثر أهمية من الأعوام الماضية إذ إن الحضور سيكون أكبر، كما أن هناك طلبات كبيرة للحضور للمؤتمر إلا أنه لا يمكن تلبيتها»، مشيراً إلى أن «الموضوع النووي سيفرض نفسه وسيشهد المؤتمر بحسب توقعي جدلاً أميركياً إيرانياً، وقد نشهد حواراً غير مباشر في أروقة موقع المؤتمر بين الطرفين».


ردود فعل متباينة بين الصدمة والإحراج بعد نشر «ويكيليكس» للوثائق السرية

باريس - أ ف ب

تراوحت ردود الفعل في الأوساط الدبلوماسية في العالم بين الصدمة والإحراج والصمت، إثر قيام موقع «ويكيليكس» بنشر مضمون نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية. وعنونت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس (الاثنين) صفحتها الأولى «تسرب البرقيات الأميركية يشعل أزمة دبلوماسية عالمية».

وكانت «الغارديان» حصلت على هذه الوثائق من الموقع مثلها مثل أربع من كبار الصحف العالمية الأخرى هي «نيويورك تايمز» الأميركية و«لوموند» الفرنسية و«البايس» الإسبانية و«دير شيبغل» الألمانية.

وبخلاف التسريبات الأولى لـ «ويكيليكس»، فإن الوثائق الأخيرة القت الضوء بفجاجة على خلفيات الدبلوماسية الأميركية ووضعت الولايات المتحدة في موقف حرج.

وحاولت الدبلوماسية الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية الحد من الأضرار عبر الاتصال ببعض البلدان لحثها على تفادي أي ردود فعل سريعة. وسارع البيت الأبيض الأحد إلى إدانة العمل «غير المسئول والخطير» المتمثل بنشر هذه الوثائق، محذرا من تداعياته على حياة الكثير من الناس.

وسار حلفاء واشنطن على المنوال نفسه. فدانت بريطانيا «اي نشر غير مسموح به لمعلومات سرية» معتبرة أن هذا الأمر يمكن «ان يعرض الأمن القومي للخطر».

في فرنسا أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، فرانسوا باروان الاثنين أن باريس «متضامنة تماماً مع الإدارة الأميركية» ضد نشر هذه الوثائق الذي قد يشكل حسب قوله «تهديداً للسلطات الديمقراطية».

من جانبها قررت روسيا الإحجام عن التسرع في التعليق على البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي تم نشرها وتصور قادتها بصورة غير لائقة. أما في السويد فقد أكد وزير الخارجية السويدية، كارل بيلدت أمس أن نشر موقع «ويكيليكس» برقيات دبلوماسية أميركية سرية من شأنه أن «يضعف الدبلوماسية». من جهته، ذكر السفير الأميركي السابق في ألمانيا، جون كورنبلوم، أن الوثائق السرية الجديدة التي بحوزة الموقع الإلكتروني «ويكيليكس» زعزعت الثقة في العلاقات الألمانية-الأميركية. وقال كورنبلوم في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني «زد.دي.إف»: «يتعين أن تدار الدبلوماسية على أساس الثقة، وعندما يتم زعزعة الثقة - وهو الحال الآن - يتعين البدء من الصفر مجدداً».

وفضلت الأمم المتحدة عدم التعليق على الوثائق التي تشير إلى طلب الجانب الأميركي جمع معلومات حول كبار موظفيها في العالم، إلا أنها شددت على ضرورة «احترام الدول الأعضاء» لحصانة موظفيها.

في الشرق الأوسط أعلن مسئول إسرائيلي كبير أمس أن إسرائيل تشعر بالارتياح بعدما كانت تخشى إحراجاً جدياً بفعل مضمون الوثائق الأميركية التي تم نشرها.

وقال مسئول حكومي كبير لوكالة «فرانس برس» رافضاً الكشف عن اسمه تعليقاً على ما نشره الموقع حتى الآن «خرجنا بصورة جيدة». من جهته أعلن الموقع أنه أراد بنشر هذه الوثائق إبراز «التعارض» بين الموقف الرسمي الأميركي «وما يقال خلف الأبواب الموصدة».

وكتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية في هذا الإطار أن من واجبها «الاطلاع على هذه الوثائق وتحليلها صحافياً ووضعها في متناول القراء».

جاء ذلك، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن التسريبات تمثل «هجوماً على المجتمع الدولي». وقالت خلال مؤتمر صحافي مقتضب إن «هذه المنشورات لا تمثل هجوماً على المصالح الدبلوماسية وحسب. إنها تمثل أيضاً هجوماً على المجتمع الدولي».

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن «تنديدها» بنشر «ويكيليكس» للوثائق، كما عبّرت عن «أسف الولايات المتحدة العميق إزاء كشف معلومات معدة لتكون سرية». ورأت كلينتون أن التسريبات تشير إلى قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني.

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه «غير مسرور» لنشر موقع ويكيليكس برقيات دبلوماسية أميركية حسب ما صرح روبرت غيبس المتحدث باسمه أمس (الاثنين) للصحافيين. وقال غيبس: «يمكننا أن نقول بكل ثقة إن الرئيس لم يكن مسروراً عندما أبلغ الأسبوع الماضي بنشر» 250 ألف برقية دبلوماسية أميركية قريباً.


التسريبات مصدرها نظام اتصال إلكتروني سري

أفادت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن المراسلات الدبلوماسية التي بدأ موقع «ويكيليكس» بنشرها مصدرها نظام الاتصال المستخدم من جانب وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين.

وأوضحت «دير شبيغل» وهي من بين الوسائل الإعلامية الخمس في العالم التي حصلت على حق نشر هذه الوثائق بالتزامن مع «ويكيليكس» أن قسماً من البرقيات الدبلوماسية مصدره نظام «سيبرنت» (سيكرت إنترنت بروتوكول راوتر نيتوورك) الذي يملك نحو 2,5 مليون موظف في القطاع العام الأميركي حق الوصول إليه، من خلال أجهزة كومبيوتر معتمدة في الدوائر الرسمية يتم تغيير أليات الدخول إليها كل 150 يوماً تقريباً. وأضافت المجلة أن الوثائق المصنفة «سرية للغاية» لا تعبر شبكة سيبرنت إلا أن الوصول إليها ممكن لنحو 850 ألف أميركي.

ومن بين الوثائق التي تم نشرها، 6 في المئة فقط أي 15 ألفاً و652 برقية دبلوماسية مصنفة «أسرار» (دفاعية)، من بينها 4 آلاف و330 وثيقة «يمنع تسريبها إلى غرباء». ونحو 40 في المئة من الوثائق مصنفة «سرية» فيما غالبية الوثائق لا تحمل أي سمة تمنع نشرها.

وباستثناء الوثيقة التي يعود تاريخها إلى العام 1966، فإن غالبية الوثائق الدبلوماسية تم إرسالها بين العام 2004 ونهاية فبراير/ شباط 2010 وهو التاريخ الذي توقف مصدر «ويكيليكس» عن تزويد الموقع بالوثائق لأسباب مجهولة.

وأبدت المجلة الألمانية حذراً شديداً حيال هذه الوثائق المسربة لأنها لا تعلم «الظروف التي تمكن فيها مخبر موقع ويكيليكس من نسخها» ولا إذا ما كانت الوثائق تمثل كامل المراسلات الدبلوماسية الصادرة أم أنها تقتصر على «وثائق مختارة بحسب معايير نجهلها».

إلى ذلك، فإن غياب وثائق مصنفة «سرية للغاية» يمكن تفسيره إما لكون مخبر الموقع لم يتمكن من الوصول إليها أو أنه لم يرغب في ذلك لقطع الطريق أمام إمكانية انكشاف هويته على سبيل المثال. وإذا ما كانت المراسلات الدبلوماسية مفهومة لدى الجميع لأن كتابتها لم تحصل بشكل عام على نحو عاجل، إلا أن دقتها تبقى غير مؤكدة. وأوردت مجلة «دير شبيغل» أن «كتبة (الوثائق) لم يتوانوا عن نقل أدنى تسريبة أو همسات في الأروقة» الدبلوماسية عبر هذه الوثائق التي تمت صياغتها مع الاعتقاد بأنها لن تنشر قبل 25 عاماً.

العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:03 م

      على الرغم من غدر الجيران

      إيران متسامحة مع جيرانها إلى آخر الحدود وقالت إن وثائق ويكيليكس لن يؤثر على علاقتها بجيرانها .. يعني ستقابل الغدر والظلم من 30 سنة بالعفو والغفران .. يطبقون أخلاق الرسول (ص): اللهم إهدي قومي فإنهم لا يعلمون وكأن نجاد يقول لهم: إذهبوا فأنتم الطلقاء.

    • زائر 10 | 1:04 م

      بذور حرب

      ربما يكون هذا صحيح و لاكن كيف سمحت امريكا بذالك انما هي طريقه جديده لبذر ارض الخليج لحرب جديده لستنزاف الاموال والتخلص من العجز في الاقتصاد الامريكي ومن ايران ايضا

    • mustang woman | 1:00 م

      وتستمر البروبغندا الأمريكية

      إلى متى تستمر أمريكا بالضحك على الذقون وإمتطاء العقول المقيده بوهم عظمتها العنكبوتية الواهنه
      ويكي ليكس مصيده لفئران تجاربكم لإعاده توزيعها من جديد تبعا لمقتضيات مصالحكم بالمنطقة وإثارة الفتن في إقليمنا تمهيدا لجز الصوف وذبح الخروف
      كوني على يقين ياجامعة ولايات الارهاب والدمار إن أدمغه الشعوب العربية ليست كأدمغه حكامها
      منا من تعلم الدرس ومنا من يتعلمه الآن

    • المشهداني | 5:42 ص

      الغرب

      صدق المثل القائل: مايجي من الغرب ويسر القلب المشهداني

    • زائر 8 | 1:11 ص

      دول مجلس التعاون

      السعوديه*الامارات*البحرين

    • زائر 7 | 1:07 ص

      ضربة موجعة

      اليوم انفضحت امريكا كليا تقريبا وباقي ردود الافعال اتجاهها وخاصة من قبل ايران الخصم الاكبر واحنه هني في الخليج وش بتكون ردة الغعل؟؟؟؟؟؟ 1
      & 2 انا اايدكم

    • زائر 6 | 12:20 ص

      رغبة عدد كبير من الدول العربية ودول مجلس التعاون لوقف هذا البرنامج.

      ويقولون ان ايران هي التى تتدخل في شؤونهم عجب من بعض رؤساء العرب يطالب بحرب مع ايران ووقف البرنامج لماذا كل الدول سوف تملك التقنيه النووية ومجلس التعاون ماهو الا طامه على أبناء الخليج ولم يفلح حتى في توحيد العمله!!

    • زائر 3 | 11:31 م

      «دور الولايات المتحدة في مجال الأمن الإقليمي»

      اي امان هي سبب الدمار .....
      امريكا ما تبيي دولة عربية او اسلامية تكون قوية او متطورة ، واذا امريكا تبيي الامان عليها اول شي ان تمحو اسرائيل
      امريكااااا عدوة الاسلام والسلااااام

    • زائر 1 | 9:26 م

      ماذا يجب على ايران ان تفعله

      تداعيات وثائق موقع «ويكيليكس» الذي كشف عن رغبة عدد كبير من الدول العربية ودول مجلس التعاون لوقف هذا البرنامج بـ «القوة».
      وتقول الوثائق انهم قالوا لأميركا ، عليك بقطع رأس الحية .. وقال احدهم : على أميركا ان تضرب ايران والا ستتحمل عواقب ان يكون عندها قنبلة نووية ..
      كم هذه الدولة صبورة على ظلم الغرب وعنتريته ، وصبورة على غدر الجيران ونكثهم بالعهود والمواثيق
      وجب على الجمهورية ان تحاسب هولاء المجتمعين ومن بعدها تنسحب الى غير عودة ، فليس فيهم فائدة ابداً

اقرأ ايضاً