العدد 3012 - السبت 04 ديسمبر 2010م الموافق 28 ذي الحجة 1431هـ

كلينتون وتوطين الديمقراطية

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

«الديمقراطية ليست محطة نهائية، إنها عملية مستمرة، نحن في الولايات المتحدة لانزال نعمل على تطوير ديمقراطيتنا».

هذا ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اللقاء الشبابي الذي تحدثت فيه مع عدد ليس قليلاً من الشباب البحريني الذي استفاد على مدى السنوات الطويلة الماضية من برامج التبادل الثقافي والأكاديمي الذي تعرضه وزارة الخارجية الأميركية لشباب المنطقة، وذلك ضمن برنامج حافل لها أثناء زيارتها للبحرين لحضور فعاليات منتدى حوار المنامة 2010.

كلينتون التي لم تزر البحرين مسبقاً علقت بجملتها تلك على سؤال طرحه عليها أحد الحضور الشبابي عن رأيها في المستوى الذي وصلت إليه الديمقراطية في البحرين. وأشارت إلى أن التحديات أمام النظام الديمقراطي كثيرة والطريق إليه طويل بحسب رأيها، والمهم هو محاولة تطويره التي يجب ألا تتوقف.

ما تحتاجه دولنا بالفعل هو محاولة جادة وفعلية لتوطين الديمقراطية التي تتحدث عنها كلينتون، فقد أثبتت التجارب الطويلة في تبني النظام الديمقراطي كنظام سياسي في دول المنطقة بأن خللاً ما كبيراً كان أم صغيراً لابد أن يأتي في درب الديمقراطية الطويل كما وصفته كلينتون فيعطل العملية أو يعرقلها، أو ربما يشوهها أحياناً فيبعدها عن الجوهر الحقيقي وهو تمثيل الشعب وحكم الأغلبية.

قبل حضور كلينتون إلى قاعة اللقاء الشبابي التي جهزت في متحف البحرين الوطني، حدثني أحد المواطنين الأميركيين عندما سألته قتلاً لوقت انتظار حضورها إن كان جمهورياً أم ديمقراطياً - وهو السؤال التقليدي في الثقافة السياسية الأميركية - ليقول: «في الواقع لا أؤيد أياً من الحزبين، لقد سئمنا منهما معاً، نريد خيارات أخرى، أحياناً نشعر بأننا مكبلين».

ما قاله محدثي الأميركي هو بالضبط ما يشعر به الكثير من المواطنين الأميركيين الذين يحتك بهم يومياً الآلاف من الطلبة والمبتعثين ضمن برامج التبادل الثقافي الأميركي في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. فالانقلاب على النظام الديمقراطي بدأ بالفعل في الداخل الأميركي على اعتبار أنه ليس بالضرورة النظام الأمثل الملائم في جميع الأحوال الجوية السياسية. وبالتالي فإن خطاب دعم النموذج الأميركي للديمقراطية لا يعود مجدياً لدى من شاهد بعينه وسمع بأذنه مساوئ خلفتها الديمقراطية في الداخل الأميركي. وما يجب أن تعرفه وزارة الخارجية الأميركية وعلى رأسها وزيرتها كلينتون بأن برامج التبادل الثقافي إلى جانب أهميتها القصوى في تطوير قيادات شابة وتمكينها وإعطائها المهارات والأدوات اللازمة لتطوير مجتمعاتها حول العالم، هذه البرامج لن تأتي بأكلها المنشود ما دام تعاطي السياسية الأميركية الخارجية مع الدول التي تنتمي إليها هذه القيادات الشابة لم يتغير، وما دام الشباب المبتعثون يسمعون ويشاهدون شيئاً، ثم يرون بأن واقع السياسة الأميركية لا يحاكي أياً مما تعلموه، بل يرون بأم أعينهم بأن الأميركيين أنفسهم حانقون على هذا الواقع السياسي ويريدون له بديلاً، فسوف تبتعد البرامج التدريبية الأميركية تلك كثيراً عن جوهرها الذي أعدت من أجله.

كلينتون أجابت حين سئلت عن رؤيتها حول مستقبل البحرين في العشرين سنة المقبلة بقولها «هذا يتوقف على البحرينيين أنفسهم، القيادة والشباب والمجتمع المدني وكل الأفراد، هم بأنفسهم سيحددون مستقبل البحرين». وهي صادقة في قولها ذلك أبعد حدود الصدق، فمستقبل البحرين ومستقبل ديمقراطيتها أيضاً يتوقف على تلك الخيارات والخطوات التي يتخذها البحرينيون من أجل مستقبل هذا البلد الصغير المؤثر والمتأثر بكل ما يحيطه في المنطقة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وإيجاد النموذج «الوطني» المثالي للديمقراطية البحرينية وتطويرها هو بيد البحرينيين أنفسهم في كل موقع وبأي مسئولية، ولا يمكن لأحد أن يقوم به بدلاً عنهم

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 3012 - السبت 04 ديسمبر 2010م الموافق 28 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:38 ص

      و الغريب في الأمر

      و الغريب في الأمر أن الصحفيين يتسابقون في كتابة المقالات اللتي تخص كلينتون و كان كلماتها من الكلمات المأثورة اللتي سيظل التاريخ يتناوبها و يتناولها في مناهجنا التعليمية. عجيب و غريب و الله. أقترح عليك يا سيدتي ندى الوادي أن تتحدثي أن شخصيات أكثر أهمية و أكثر انتاجا لأجيالنا القادمة.
      تحياتي

    • زائر 2 | 1:12 ص

      ايجاد النموذج المثالي للديمقراطية

      هل كنا بحاجة لكلينتون لنعرف ان الديمقراطية عملية تطور مستمرة وان تطويرها يتوقف على البحرينيين انفسهم.... عجبي كيف ان الكلام العادي يتم تعظيمه عندما يأتي من فم "الامريكان"

    • زائر 1 | 1:06 ص

      عجبي

      عجبي .... لم تقل كلنتون قولاً جديداً
      هذا ما قاله الشعب البحريني الأبي منذ قديم الزمان
      ولكن عندما يهتف البحرينيون لا من يسمع و لا من يجيب و لا من يكتب
      و عندما تأتي أمريكا " الكبيره أمريكا" ألف مقاااااال و مقال يكتب
      و كأنها تنثر الذرر
      آآآآآآه يا أوال آآآآآآآه

اقرأ ايضاً