العدد 3014 - الإثنين 06 ديسمبر 2010م الموافق 30 ذي الحجة 1431هـ

«ويكيليكس» كنزٌ لا يفنى!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تظهر بعض البرامج الجماهيرية في الفضائيات الناطقة بالعربية أن هناك قطاعاً كبيراً من الشارع العربي يؤمن بأن وثائق «ويكيليكس» مجرد مؤامرة أميركية خبيثة لتنفيذ أهداف أخرى.

كشف الوثائق استنفر الخارجية الأميركية، فأجرت الوزيرة هيلاري كلينتون اتصالات استباقية مع العواصم المعنية عبر العالم لمحاصرة تداعيات الفضيحة، فهي المعنية الأولى بهذه التسريبات الصادرة عن البعثات الدبلوماسية الأميركية.

مدير «ويكيليكس» جوليان آسانج ينام على كنز ضخم من الوثائق، والعالم لم يطلع حتى الآن إلا على عشرة في المئة منها، وقد هدّد محاميه بكشف أسرار أخرى في حال تعرّض موكّله إلى الخطر. وقد دعا آسانج مؤخراً مستخدمي شبكة الانترنت إلى إنشاء مواقع مطابقة لموقعه لكي يجعل من إزالته عملية مستحيلة. ومع ذلك مازال الكثيرون في العالم العربي والإسلامي يضعون ما جرى ضمن نظرية المؤامرة. وهذا الموقف يعود إلى إرث تاريخي متراكم تجاه الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مواقف عدد من الأطراف المحلية التي تتمتع باحترام لدى الشارع بسبب مواقفها السياسية المستقلة.

رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان اعتبر الوثائق غير جادة، و «افتراءات» و «ثرثرة» دبلوماسيين، في ردٍّ على اتهام حكومته بالفساد، متحدياً الموقع بإثبات امتلاكه ثمانية حسابات سرية في البنوك السويسرية. ولم يختلف موقف إيران كثيراً عن تركيا، فقد اعتبرتها محاولة مخابراتية خبيثة لزرع الشقاق مع جيرانها. ورغم تكرار هذا الموقف على ألسنة العديد من المسئولين الإيرانيين، إلا أن كلمةً ربما أفلتت من الوزير منوشهر متقي في مؤتمره الصحافي في «حوار المنامة» السبت الماضي، حيث قال: «يجب التعامل مع هذه الوثائق بجدية».

الضرر الذي تسبب فيه النشر على الولايات المتحدة وسياستها، لهو ضررٌ بالغٌ لا ريب فيه، أقله تعرية نظام العمل الدبلوماسي الأميركي، والتعامل الحذر مستقبلاً مع الدبلوماسيين. فهذه الدولة العظمى التي تمتلك ناصية التكنولوجيا المتقدمة، وقفت عاجزةً عن حماية أدق أسرارها وأنظمة معلوماتها... فكيف تؤمّن الأمن للآخرين؟

آخر ما نشره الموقع، قائمة أصدرتها وزارة الخارجية عن أهم المواقع الاقتصادية والاستراتيجية في العالم، بما فيها من مواقع عسكرية ومصانع أدوية وكيماويات، وأهم الثروات والبنى التحتية في دول العالم الصديقة والعدوة.

في أوج الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، كان الروس يتحدّون الأميركان بقدرتهم على زرع «طبّاخ» للرئيس في البيت الأبيض، وكان الأميركيون يردون عليهم بقدرتهم على زرع أجهزة تنصت دقيقة في فم زعيم الكرملين. وقد دار الزمان ووضعت الحرب الباردة أوزارها، وتقدّمت أجهزة التنصت وأساليب التجسس على الدول والأفراد، وكان النصيب الأوفر لدى الولايات المتحدة.

لم يكن يدور بخلد رئيسٍ أميركي أو وزير خارجيته، أن يقف يوماً حائراً، عاجزاً، قليل الحيلة، أمام تسريب هذه الأطنان من الوثائق وأسرار الدولة، ما جعل الإدارة الأميركية تشعر كمن يمشي عارياً في الشارع العام.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3014 - الإثنين 06 ديسمبر 2010م الموافق 30 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:40 ص

      لحظة تاريخية

      انك تكتب مقتنصاً لحظة تاريخية مهمة. فمثل هذه الفضيحة قلت عنها في مقال سابق انها فضيحة القرن، و من يتابع السياسة يؤكد على كلامك.
      اما زائر 7 الكاتب لعلمك عرفناه كاتب مستقل، ليس تابعا لأحد وهذا ما لا تفهمه انت ولا امثالك من اصحاب الافكار المسبقة. ما دخلنا في ايران وما دخل ايران بنا، عندكم عقدة لازم تدخلونها في كل شيء مثل ما تفعل اسرائيل. بس فيه ناس عقولها مبرمجة اما معي او ضدي، وعمرهم ما راح يفهمون ان هناك اشخاص مستقلين واحرار وتفكيرهم لا يتبع احد.

    • زائر 9 | 6:23 ص

      ما ارادة توهمنا امريكااليوم

      ان اكثر خطوره في هذه الوثائق هوا ماكشف عن الانظمة العربية ووقفها خلف التحريظ علي أيران وهذا يكفي ان أمريكا كيف وصلت رسالتها حتى تخطط لأمرا قادم 2:باقي الامور لأقيمه لها من الناحيه الامنية فمجرد انها تذكير للمختصين والأ هل تعتقد بأن رجل صاحب قرار سوى كان سياسي اوعسكري يرفع سماعة تلفون او اى جهاز أتصال ويتكلم دون أن لأيتوقع بثالث يسمعه أويستعمل واسطة مراسلة دون ان يطلع عليها احد ام تتوقع ان هناك رجل مهم أودبلوماسي في دوله أخرى غير مراقب فالرقابه موجودة في جميع الدول وخاصتأ المقربين من اصحاب القرار

    • زائر 8 | 5:53 ص

      أبن المصلي

      وثائق ويكليكس حقيقة هي كنز لايفنى وماكو نار الآوورائها رماد اما مرة عليكم هذه الآيات المباركة من القرآن الكريم ( ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين ) ويقول جلى وعلى ( ولايحيك المكر السىء الا بأهله ) ( وينصر الله من ينصره ) اعلموا أن الله في الوجود وثقوا بأنه يكون الى المظلوم عونا والى الظالم خصما ومن هذه الوثائق التي تحاك ضد الشعوب المستضعفة وثائق تقرير .... والتي فاح خبرها ومافيها من فضائح وكيديات على مواطنين من هذا الوطن ويا غافلين ليكم الله

    • زائر 7 | 5:46 ص

      يا سيدنا لا تقعد تمدح الموقع

      تراهم بعد سربوا عن جرائم إيران في العراق و تسليحها لميليشيات فرق الموت و مقتدى الصدر لقتل ما لا يأتمر بأوامر طهران ... سيدنا لا تسوي دعاية للموقع.

    • زائر 6 | 4:50 ص

      تسريبات ذات وجهين

      وليد بيك يعترف بما جاء في الوثائق عنه ويستدرك بأنه عاد الآن إلى أصله ووطنيته. ولا يجب أن نستغرب عن تشجيع بعض الأنظمة العربية للولايات المتحدة الامريكية لضرب المفاعل النووي الإيراني، أصلا لماذا نستغرب ؟!
      عموما هذا لا يمنع من أن الوثائق تحمل أكثر من وجه.

    • زائر 5 | 1:58 ص

      قد تتأتى وقد لا تتأتلى

      ربما يكون التسريب مقصودا وربما لا ولكن هناك الكثير من الحقائق التي ظهرت للناس لتوثق لهم
      أمور كانت من المسلمات ولكنها غير موثقة سابقا أما الآن فقد وثقت وظهرت للناس
      ربما هناك أمر مخفي لتسريب هذه المعلومات ولكن في النهاية هناك أمور لا يمكن إدراك عواقبها
      لا أحد يمكن أن يدرسك مدى تأثير الحدث على الناس وانعكاسه عليهم

    • زائر 4 | 12:30 ص

      حماس

      نتظر بمزيد من الاشتياق الوثائق التي تخصنا. ترى إذا جاء الدور على العرب راح نقرا فيها فضايح تتلوها فضايح. من حرب تموز وحرب غزة وتجويع الفلسطينيين. ........

    • زائر 3 | 11:47 م

      العاقل من اتعض بغيره

      لم يكن يدور بخلد رئيسٍ أميركي أو وزير خارجيته، أن يقف يوماً حائراً، عاجزاً، قليل الحيلة، أمام تسريب هذه الأطنان من الوثائق وأسرار الدولة، ما جعل الإدارة الأميركية تشعر كمن يمشي عارياً في الشارع العام.
      سوى كانت صحيحة او خاطئة العقل يقول يجب اخذ الحيطة والحذر والعبرة ، لان العاقل من جمع عقول الناس الى عقله( تجارب الآخرين ــ الى ما اكتسب من تجارب ) ـ كما قال امير البلغاء والفصحاء علي (ع) .

    • زائر 2 | 11:06 م

      صح لسانك يهلول

      والله ان كلامك عين العقل

      (عرادي)

    • زائر 1 | 10:36 م

      • بهلول •

      «ويكيليكس» • جوليان آسانج ... أميل إلى أنه رجل نظيف حي الضمير ولولا ذلك لما تعاونت و تآزرت معه كبريات الصحف الخمس العالمية إلا إذا كانت هي الأخرى كلها جزء من المؤامرة !
      «قبل» جوليان آسانج الرجل النظيف صاحب الضمير الحي كان هناك الأسطورة محمد علي كلاي الذي رفض حرب فييتنام و فضل دخول السجن ... و كان هناك أيضاً د. صلاح البندر الذي ربما تتلمذ على يديه و درس عنده و تأثر به جوليان أسانج.

اقرأ ايضاً