العدد 3016 - الأربعاء 08 ديسمبر 2010م الموافق 02 محرم 1432هـ

ما بعد وثائق «ويكيليكس»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الهزّة التي أحدثتها وثائق «ويكيليكس»، والحالة الهستيرية التي أصابت الحكومة الأميركية ودول العالم، مدعاة للتساؤل عمّا سيحدث بعد هذه الوثائق المثيرة، وما الذي سيتغيّر، سياسة الولايات المتحدة الأميركية في العالم، أم سياسة العالم اتّجاهها؟!

إنّ الذي حدث في نشر وثائق مثيرة كوثائق «ويكيليكس» أثبت للجميع بأن ّ العالم أصبح صغيراً، وأنّ ما من معلومات سرّية ستبقى كما هي، وإن أخذت سنين طويلة في الكتمان وفي طي النسيان! فلا جمهورية روسيا بقت على حالها في عصر الحرب الباردة بينها وبين الولايات المتّحدة الأميركية، ولا العروش استمرّت على ما كانت عليه، والتاريخ يثبت ذلك.

ومن الجلي بأنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تبقى على حالها بعد نشر وثائق خطيرة كهذه الوثائق، فالغضب الجماهيري العالمي اتّجاه وثائق «ويكيليكس» والفضائح الموجودة في داخلها، لن تجعلهم كالسابق، والتخوّف والقلق من المستقبل ومن بعض الغاضبين لن يذهب لمدّة طويلة!

وعليه وجدنا هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، تحاول الخروج من المأزق الذي وضعهم فيه مؤسّس ومدير «ويكيليكس» جوليان آسانج، عندما تواصلت مع بقاع العالم أجمع حتى تحضّرهم للطوفان الذي سيحدث بعد «ويكيليكس».

وبناء على موقف الولايات المتّحدة الأميركية، قامت العديد من الدول ومن بينها الدول العربية بإدانة هذا المدير، وتكذيب الأخبار التي سرّبها جوليان آسانج، ومواصلة جهودها في تخفيف حدّة الخبر على ما تمّ نشره من وثائق حول الإرهاب و «القاعدة» وغيرهما!

ولكن هل وجدنا الشعوب العربية تتحرّك مناهضة لما تمّ نشره؟ وهل هناك دلائل غير التي قدّمتها وثائق «ويكيليكس» تدحضها؟! أم إنّه بالفعل الولايات المتّحدة الأميركية تحاول السيطرة على العالم، وإنّ ملاحظاتها ووثائقها التي سرّبت كانت في الصميم ولغاية معيّنة!

للأسف الشديد هناك الكثير من المجتمعات من لا تهتم بأمور كهذه، فصاحب الموقع زُجَّ به في السجن بتهم الاعتداء الجنسي (وهي تهمة ينفيها ويقول المدافعون عنه أنها كيدية) وقد يُفرج عنه، أمّا الضغوطات عليه من قبل الحكومات، مع أنّها لن تستطيع إيقاف تدفّق المعلومات، لأن أصحاب آسانج مؤمنون بما قام به الرجل، وسيبثّون أكثر قدر من المعلومات. أو لأنّ آسانج لم يهتم بالكبار، وعليه فإنه سيتعرض إلى مضايقات أخرى من تحت الطاولة!

وفي ظل إصرار صاحب الموقع على زيادة عدد المواقع لبثّ هذه الوثائق، وعدم الاكتراث بالمخاطر التي سينتج عنها تسريب هذه المعلومات، نرى المجتمع العربي لا يهتم كثيراً بها، فيكفيهم اهتمامهم بقوت يومهم!

والآن نتساءل ماذا بعد «ويكيليكس»؟ وماذا سيحدث للعالم بعد نشر هذه الوثائق؟ إذ إنّه من الملاحظ قلق الولايات المتحدة الأميركية الواضح بسبب نشر هذه الوثائق! ولكن صفحات «ويكيليكس» ستبقى لفترة طويلة من الزمن، وهي بدأت تغير وجه السياسة... هذا والوطن العربي في سبات!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3016 - الأربعاء 08 ديسمبر 2010م الموافق 02 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:00 ص

      سؤال لك يامريم

      تعتقدين شعبولا بيسوى أغنية على ويكيليكس.
      بعدين العرب ليش يهتمون يدرون ان العالم يعرف نواياهم ودسائسهم بدون الحاجة للوثائق. يعني يشتغلون على المكشوف لاحياء ولاخجل.

    • زائر 5 | 4:31 ص

      اي عرب

      استاذة مريم اي عرب لقد صدق الشاعر العربي عندما قال اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
      وقد الف احد الكتاب العرب كتاب سماه العرب ظاهره صوتيه

    • زائر 3 | 1:54 ص

      نميمه مقصوده

      الملاحظ ان الترسيبات محرجه لجهات معينه, و الأحراج فيها من نوع النميمه و ليس من نوع اسرار تودي الي هزائم او قتل و سجن المفضوحين. الغريب ان اسرئيل علي الرغم من تزعمها لقتل اشخاص بالصواريخ و اغراق مدمره امريكيه و قتل اتراك سفينة الحريه (بالصور) سلمت و ليقنت بإن لا خوف عليها؟؟ التسريبات منتقاه بعنايه و بقصد يخدم مصالح اليهود.بالمناسبه, الم يلعن الله اليهود في كتابه المقدس؟

    • زائر 2 | 12:14 ص

      ويكيكليكس تمكين البحرين ارجوا نشرها وايصالها للاخت مريم الموقرة الحبوبة وشكرا للوسط

      الاخت مريم العزيزة حققي فى ملف مجموعة الجامعيين 1912 التى قررت رئاسة مجلس الوزراء توظيفنا وبراتب لا يقل عن 400 دينار بينما اجبرتنا تمكين لتوقيع عقود معها للعمل من خلالها ب270دينار فقط ونحن سنة كاملة لا حق لنا بالتظلم او الشكوي لاي جهة قضائية وغيرها والراتب ناخذه منهم بعد طلاع الروح فى 5 من كل شهر وبالتاخير ب 10 ايام وهذا راتب نوفمبر لليوم هذا لم نتسلمه دون اي عذر وسبب فهل نامل نحن المظلومين منكي اختى العزيزة باثارة موضوعنا فى مقالك وشكرا لك اختى العزيزة

    • نعمان محمد | 10:42 م

      لا تغير ولا تغيير

      قد تغير امريكا من سياستها مع اوروبا وكثير من دول العالم وقد يتغيرون هم مع امريكا لكن لن يمثل نشر هذه الوثائق عندنا في البلدان العربية اي تغير او تغيير في الداخل ولا بالخارج لسبب بسيط جدا انهم بامكانهم ان يتلاعبوا بمصلحة البلد ومقدراته لمصالحهم الشخصية دون ان يعبأ لاي سؤال او تسائل او يشرح لماذا فعل او لم يفعل ولماذا اخذنا امس شرقا ثم اتجه اليوم غربا هكذا كنا وسوف نظل

    • زائر 1 | 10:16 م

      • بهلول •

      خلي في بطنك بطيخة أو جحة صيفي ... وثائق ويكيليكس تكون وكسة هناك ... أما هنا فستتحد الشعوب المتخدرة لتقول لك سووو وات ؟

اقرأ ايضاً