العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ

بين الرضا والطموح في الوظائف!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد لا يفرّق الناس أحياناً بين الرضا والطموح، وقد تلتبس عليهم بعض الأمور في هذه المسألة الشائكة، وعليه فإنّنا استطلعنا رأي مجموعة من الموظّفين، الذين تكلّموا عن الرضا وعن الطموح.

فأحدهم وصل الى مرتبة مدير إدارة وهو راضٍ عما وصل إليه، ولا يريد أن يزيد، ويذكر لنا كيف جاهد في تلك المؤسّسة الحكومية من وظيفة بسيطة جدا، الى هذا المركز الوظيفي، ولا يطمح الى زيادة المكانة، بل يريد أن يثبت على ما هو عليه، وإن قدّر الله له شيئاً أفضل فانّه ينتظره دون السعي اليه.

وهناك ذلك الموظّف المبدع الحريص على عمله، المؤدّي واجبه على أتم وجه، والذي يحاول أن يسابق الريح من أجل وظيفته، ويطمح الى الأفضل، فهو يسعى لنجاح مؤسّسته - سواء الحكومية وغير الحكومية -، وينظر الى النجاح الهائل الذي حقّقه على انّه عمل ضئيل، كما يطمح الى الحصول على تلك الدرجة التي تقدّر عمله. وقد لا يحظى بها، ولكن طموحه يفوق درجته الوظيفية.

للأسف الشديد، الطموح والرضا لا يكفيان في بعض الدوائر الحكومية، وإنّما رصيد مكانتك هو من تعرف، فبعض النّاس يحصلون على الدرجات كسيل الماء، وآخرون يشقون شهوراً وسنين طويلة حتى يحصلوا على تلك الدرجة التي لا تقدّر عملهم، فتخسرهم الدولة -أي دولة-، ويصابوا بالاحباط، لأنّ من لم يعمل أصبح مديراً، ومن «يحك ظهره» لم يتحرّك أنملة واحدة في رتبته أو درجته الوظيفية!

لن يتم الرضا الوظيفي ما لم يقدّر الموظف الشغول خير تقدير، وما لم نجده في صفوف المتميّزين والمكرّمين من قبل مؤسّساتهم، فنحن نريد إنتاجية في العمل، وليس عزوفاً، أو عدم اكتراث بالأعمال.

وقد يعترض البعض على هذه التعليقات، ولكن الفساد هو عندّما نُعلي ونرفع شخصاً لا يستحق في ظرف أيّام، ونؤخّر ترقية آخر إلى شهور! فالعدالة الوظيفية هي التي تجعلنا نعمل بكد واجتهاد ومثابرة، وهي حق من حقوق أي موظّف يحب عمله ويتميّز فيه. فهناك بعض الفئات من المجتمع تُظلم بسبب توجّه أو طائفية أو عدم وجود واسطة تحرّك ملفّاتها في هذه الدائرة أو تلك، وبالتالي يقل العطاء، ويتراجع عمل الموظّف بشكل تلقائي.

إنّ الرقابة على مسألة تقدير الموظّف لابد أن تكون أكثر عمقاً في أي مجتمع يطمح إلى التقدّم، وللأخذ لابد لنا من العطاء والتقدير، ففي النهاية سيُصَب العمل في نجاح المؤسّسة وتقدّم الدولة.

فعلى سبيل المثال، وضعت الولايات المتّحدة الأميركية موازنة كبيرة على الدورات التدريبية، وعلى الدرجات التقديرية، سواء من قبل الدوائر الحكومية أو من قبل القطاع الخاص، وعليه رصد مركز الدراسات الاستراتيجية تقدّماً ملحوظاً في كلّ سنة، بسبب نظرية «العطاء والأخذ»!

يجب على الدول التي تريد التقدّم في الشأن الاقتصادي والتكنولوجي والاجتماعي، أن تسعى سعياً حثيثاً لتطوير الموظّفين، ومن بعد ذلك تقديرهم خير تقدير، ويكون ذلك التقدير وفق معايير وشروط، حتى يحظى الجميع بالعدالة التي تكلّمنا عنها، وسنفاجأ بما سترصده لنا مراكز الدراسات والبحوث. فهل يتحقّق الحلم عندنا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 1:24 م

      تكملة في وزارة الصحة مثال

      مثال بسيط في دائرتنا موظفة موهوبة تعمل جاهدة لتطوير العمل وفي المقابل لها جامعية تنذب حظها ولم تطور شي طبعا" فالأولة ليست بجامعية ولكنها منتجة عكس الأخرى تتغنى ليل نهار بشهادتها وتقول أنا مكاني المفروض مديرة على ماذا هؤلاء المدراء بعد خبرة وتعب 20 30 سنة وصلوا للمنصب عليكي بالطموح وليس الجحد وظلم باقي الموظفين معك فأين العدالة هنا ؟؟؟

    • زائر 13 | 1:20 م

      في وزارة الصحة مثال

      هناك نعمة الموهبة وهناك أيضا" موهبة المحسوبية نعم فهي الأساس في كل شي لاأحد يكترث في هذا الموظف موهوب يقدر ينتج أو لا؟؟؟هناك في كل وزارة أو مؤسسة هذة النوعية من الناس منهم من يسكت وينجز عمله إرضاء" لله ومنهم يظل يتحلطم وينذب حظه طول حياته ويتكاسل في االعمل هذا النمودج لامسته في حياتي العملية ومازال !!

    • زائر 12 | 8:55 ص

      العقلية العربية فى العمل

      مايفيد فيها ولا 100 عهد اصلاحى لان العرب ومن قديم تعودوا على الظلم والتحطيم .....واهل الولاء قبل الاداء وعمرهم مايتغيرون ونورث ذى العقلية لابناءنا واحفادنا ..... اى والله الاحباط الوظيفى وظلم الكفاءات اذا احنا ماعندنا هالبلاوى عيل من عنده اتصير عند الانجليز ولا الامريكان ولا اليابانيين

    • زائر 11 | 3:59 ص

      ينطبق مقالك على وزارة التربية والتعليم

      دكاترة استقالوا واخرون في طريقهم لذلك بعد الظلم والتمييز والقهر والغبن الذي افقدهم طموحهم الوظيفي ، ومن غير مسائلة من النواب للوزير واتباعه.

    • زائر 10 | 3:19 ص

      هموم مشرفي الشئون الادارية والمالية بالمدارس 3

      تابع ..... وقد قمت يا اخت مريم مشكورة بطرح ما نعانيه في احدى مواضيعك قبل اكثر من عام تقريبا وكتبت عن همومنا مما توفر لديك واستبشرنا فيك خيرا وطلبنا منك في تعليقاتنا الاستمرار وتبني ما نعانيه وعرضنا بعض همومنا ولكن مع الاسف يا خت مريم لم تكتب غير ذلك الموضوع .. نأمل ان يكتب قلمك الحر عنا وكل هذا مسجل في ميزان حسناتك وفقك الله في خدمة الوطن

    • زائر 9 | 3:18 ص

      هموم مشرفي الشئون الادارية والمالية بالمدارس 2

      تابع ..... ومدراء المدارس لايتوانون في اسناد اي عمل لنا اذا تحير لمن يسنده ... يتبع ، لا ابالغ اذا قلت ان معظم المدارس يوجد بها مشرف وليس معه فنيين ، ومع كل هذا نحن مظلومون فنحن ليس محسوبين على الكادر التعليمي ولا على الكادر التخصصي اسوة بمن هم الوزارة ويعملون في وظائف اقل منا وشهادات اكثرهم لاتتعدى الثانوية العامة وكلهم اخصائي واختصاصي ورئيس وهم على الكادر التخصصي بينما نحن على الكادر الاعتيادي في الدرجة التاسعة فقط .. حتى العاشرة استكثرتها علينا الوزارة ...يتبع

    • زائر 8 | 3:17 ص

      هموم مشرفي الشئون الادارية والمالية بالمدارس 1

      ياخت مريم الشروقي الكل يطمح للافضل ولكن احيانا تصطدم بمعوقات تشل من طموحك ، هانحن مشرفي الشئون الادارية والمالية بالمدارس اوما يطلق علينا ( طحين جميع الاستعمالات) نعمل ليل نهار فعملنا في المدرسة وخارجها بشكل يومي وفي الاجازات الرسمية وهذا كله بدون مقابل مادي ولا معنوي من الوزارة وحتى الحوافز المدراء يستكثرونها علينا ويعطونها للمدرسين ، عملنا يفوق ماهو محدد في الوصف الوظيفي , والوزارة في كل عام تسند اعمال اضافية لنا دون مقابل ودون توفير كادر مهني يساعدنا على تلك الاعمال ،.... بتبع

    • زائر 7 | 3:13 ص

      الواقع شيء والطموح شيء مغاير

      اختي الكاتبة الفاضلة تذكرينني ايضا بدورة اقيمت للمرشدين الاجتماعيين بعنوان " الرضا الوظيفي " وتناقش كيفية الوصول لهذا المستوى , بيد أن ما تم في الورشة لم ينصب على هذا العنوان , فهذه الفئة كادحة ومهمشة , كان الكل ينتظر فعلا ولوكلمات تصل بهم لقناعة تؤدي بهم لهذه الجملة المسماة بالرضا الوظيفي فلم يجدوها فباتوا كالظمآن يجد السراب بدل الماء , وأما الطموح فيكفي انهم محرومون من التقدم حتى لوظيفة مدير مساعد وهم الأولى لكونهم على قمة الإدارة ورأسها , كل مايمكنهم الوصول هو مرشد اول كترضية فقط

    • زائر 6 | 2:37 ص

      فساد و محسوبيات يقتل الرضى و الطموح

      أنا وصلت لمرحلة من عدم الرضا في وظيفتي و لدي طموح بالدراسات العليا و لكن التمويل المادي هو العائق للأسف لا توجد جهات حكومية أو أهلية تساعد
      ومثل ما قال الأخوة هناك محسوبيات طائفية و عائلية و قومية و اجتماعية و هدايا تساعد من ليس له أي طموح للوصول الى مركز لم يكن يحلم به في يوم من الأيام

    • زائر 5 | 12:56 ص

      المحسوبية مهمة جداً

      عندنا في دائرة نقل الكهرباء ( في وزارة الكهرباء والماء)، كان موظف على الدرجة الخامسة رقية الى الدرجة التاسعة ، مع العلم هو لا يملك اي مؤهلات،والمسؤلين
      لا راعوا اي اعتبار لاصحاب الؤهلات او اصحاب الخبرة
      (القدامة)


      0






      -

    • زائر 4 | 12:15 ص

      هيهات ففاقد الشىء لا يعطيه

      هيهات ففاقد الشىء لا يعطيه ، لانه ليس هناك توجه لما تقولين وتكتبن وتنادين ، يا وطنية يابنت الاصول والاجاويد .

    • زائر 3 | 12:13 ص

      نظام اللوبيات

      نظام الترقية يعتمد على نظام اللوبيات , اذا كنت من ضمن مجموعة المدير او من يحسب عليه , فهنيئا لك ,
      الترقيات و الاعفاءات حتى لو تغيب محد يحاسبك ,
      اما ان كنت خارج الدائرة فعلى الدنيا السلام , حتى لو تجي الشغل بدري او تتأخر في العمل لانجاز بعض الاعمال يحسب عليك , و تسأل ::((وش قاعد تسوي خارج وقت الدوام)) ؟؟؟!!!!.

    • زائر 2 | 11:32 م

      مسألة الإقصاء المذهبي

      هناك إقصاء لأمة بعينها تمارس ضدها قوانين غير مكتوبة لكنها بالتفعيل أقوى من المكتوبة ويلمسها الكثير من الناس ويتذمرون منها وقد عايشت ذلك على مدى اكثر من 30 سنة ولمسته بنفسي والكثير من الموظفين يشاطرني الرأي فلا قيمة للإبداع والمواهب التي فضل الله بعض عباده على بعض إنما القيمة هي لأن تكون تنتمي إلى العائلة الفلانية والعلانية حتى يتبين للناظر إلى هذه الديرة أنها خلت من الكفاءات إلا من تلك العائلة
      مواهب أحبطت وقبرت بدون اكتراث فكيف يرتفع وطن يدفن تلك العقول

    • زائر 1 | 8:29 م

      كانك تتحدثين عن تجربتي

      كلامك صحيح وكانك تتحدثين عن تجربتي الشخصية. حيث اني كنت اعمل في مؤسسة تعليم عالي مشهورة في البحرين، ولكن التغييرات الوزارية بداية العهد الاصلاحي اتت بطبقة اكثر فسادا لقد تركت تلك المؤسسة التعيسة، وانا الآن في وضع فوق الممتاز. وادعوا جميع الموظفين الطموحين لتطوير انفسهم والبحث عن فرص افضل، فالدنيا اوسع من افق البحرين الضيق والمعتم

اقرأ ايضاً