العدد 3027 - الأحد 19 ديسمبر 2010م الموافق 13 محرم 1432هـ

عاشوراء... كلكم راعٍ وكلكم مسئول

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع اختتام موسم عاشوراء، لابد من تسجيل واحدة من أهم الظواهر التي لوحظت هذا العام، وهو الارتقاء بمستوى الوضع العام.

قبل خمسة أعوام، لم يكن وضع النظافة يبعث على الارتياح، فحالة الفوضى وعدم الاكتراث كان شائعةً. وكان مفهوماً ارتباط ذلك بتدفق ما لا يقل عن مئة وخمسين ألفاً من مختلف المناطق إلى قلب العاصمة القديمة، التي لا تزيد مساحتها عن كيلومترين مربعين. هؤلاء يسهرون حتى أوقات متأخرة من الليل في الليالي الأخيرة من عشرة محرم، وتُقدّم مآتم العاصمة لضيوفها ما يحتاجونه من مأكولات ومشروبات.

كان هناك خللٌ كبيرٌ في الوضع، يحتاج إلى رصد ومتابعة وعلاج، واقترح بعضنا في الصحافة البدء بخطوات أولى، بتوفير حاويات أكثر وأصغر وتوزيعها على المناطق المكتظة بالحركة، لئلا يضطر المشاركون إلى التخلص من علب العصير أو الماء في الشارع، لعدم وجود حاوية إلا بعد مئات الأمتار. وكانت هذه القضية موضع اهتمام مؤسسات المنامة الدينية والاجتماعية، وتبلور مشروعٌ لتفعيل التعاون مع الجهات الرسمية بتشكيل لجنة مشتركة، بمشاركة المجلس البلدي. وتمّ تخصيص مركز خدمة للنظافة مع فتح خط ساخن للاتصالات، ونشر المزيد من الإعلانات التي تخاطب الجمهور بلغة ومفردات دينية. وهو درسٌ يوضح أهمية الحافز الديني في مخاطبة جمهور غالبيته الساحقة من الشباب، وهي الفئة المتهمة دائماً بالإهمال والتقصير.

في هذا العام، كانت هناك قفزةٌ كبيرةٌ في مستوى وضع النظافة لاحظها الجميع، فقد ضاعفت وزارة البلديات عدد العاملين بنسبة 200 في المئة، حسب الاتفاق مع شركة النظافة الخاصة، وتمت زيادة الحاويات والآليات في الخدمة. وقد ألمح الوزير في كلمته لدور الجمهور في إنجاح المشروع، بقوله: «إننا نلمس ثمرات الجهود المشتركة بين الأهالي والبلديات».

إشارة الوزير توضّح ما قامت به المآتم والجمعيات من دور كبير في هذا النجاح، فبعضها خصّص أفراداً ممّن يعملون بدافع «خدمة الحسين»، وهو حافز ديني أيضاً، وبعضها استفاد من خدمات الكشافة. حتى المضايف التي تكاثرت حتى بلغت المئة، وأصبحت متهمةً بالمشاركة في هذه الفوضى، تحرّك كثيرٌ منها في طريق تصحيح الوضع، فخصصت أفراداً للعناية بالنظافة في محيطها. وهكذا تضافرت الجهود الرسمية والأهلية في كتابة إحدى قصص النجاح.

الصورة نفسها لوحظت في مناطق أخرى، تشهد حشوداً ضخمةً خارج العاصمة مثل سترة وعالي ومدينة عيسى وغيرها، وكذلك في قرية الديه التي تستقبل يوم الحادي عشر من المحرم، أكثر من خمسة وعشرين موكباً، بما لا يقل عن ثمانين ألفاً. فعملية استنهاض الهمم واستثمار طاقات الشباب في مثل هذه المواسم يمكنها أن تحلّ الكثير من المشاكل التي كانت تبدو مستعصيةً على الحل.

أهمية هذه القصة، أنها تتحقّق في ظرفٍ عامٍّ يسجّل تراجعاً في الإقبال على الخدمة التطوعية، وزهداً في الالتحاق بالمؤسسات الخيرية. فأنت أمام جمهور لديه قابليةٌ كبيرةٌ للتجاوب مع أي مشروع هادف، ولا نعتبر ذلك اكتشافاً أو معجزةً، إنما عودة إلى الذات والجذور الطيبة. فنساء وشابات السبعينيات كنّ يتولين عمليات الطبخ الجماعي، ويقوم الشباب بتنظيف المآتم وكنس ما جاورها، وغسل القدور والصحون. ومن شأن شباب اليوم أن يقوموا بأعمال كبيرة متى ما أحسنّا استثارة هممهم، وإيصال الرسالة الهادفة للجمهور، في هذا الموسم الديني الكبير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3027 - الأحد 19 ديسمبر 2010م الموافق 13 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • فجر الحرية | 9:38 ص

      جهود قوية

      لاحظنا هذا العام في المنامة الحاويات وعمال النظافة في كل شوارعها وهنا نشكر البلدية على
      جهدهم , واحب أن ابعث برسالة لكل من ساهم
      بنظافة الطرقات هذا العام من صغار وكبار ونساء
      نحن بيدنا نصنع الخير والعكس .

    • زائر 17 | 9:15 ص

      الكل مسؤول في اخراج الموسم باحسن صورة رعاية لمقام صاحب الذكرى

      مطلوب همة الجميع، فهذا الموسم فيه سمعة الجميع، فلا تقصروا في اخراجه بالصورة التيتليق بمقام اهل البيت وصاحب الذكرى. واتمنى ان هذه الرسالة تصل لكل المآتم وتقوم بواجبها في تخصيص متطوعين من ابناء كل منطقة للقيام بالواجب. فالشعوب التي تعرف قيمة حضارتها ومذهبها، يتنافسون أصحاب الشهادات على العمل في الكاشوانية (محل حفظ الاحذية للزائرين).

    • زائر 16 | 8:49 ص

      شكرا للجميع..

      بالفعل يا سيدنا العزيز لاحظنا مستوى النظافة هذا العام حتى داخل القرى، حتى أنه مريت على موكب العزاء فلاحظت أناس يلبسون الأخضر فاعتقدت أنهم من ضمن الشبيهات! حققت النظر الا هم عمال نظافة يلطقطون الأوساخ من الطرقات،فشكرا جزيلا للجميع......

    • زائر 15 | 8:38 ص

      إلى غريب ال...... زائر 13

      فعلا ً بعد متابعتي لتعليقاتك على كل موضوع فانك تحتاج إلى غسيل قلب وعقل.


      بو عبد الله - العكر الغربي

    • زائر 14 | 8:16 ص

      غريب الرياض

      قبل لا تنظفوا الشوارع, نظفوا القلوب من الحقد و الحسد و كراهية الخير للناس و التعصب الاعمى. كم منكم من قارئ للقران و القران يلعنه. يتسمعون و لا يطبقون اي شئ

    • زائر 13 | 7:12 ص

      نعم ياسيد ولكن!

      الحمدلله على الإرتقاء الذي وصلنا له بالنسبة لنظافة الطرق في هذا الموسم.
      ولكن ماذا عن نظافة الطرق من العادات السيئه؟ وأهمها الحشد الكبير من النساء بوقوفهن اللافت!
      أقترح بتخصيص لجنة مكونة من النساء والرجال الذين يتحملون المسؤوليه، ويتم تنظيم هذه الحركات وحكرها في مكان مخصص لهم
      فـهذه عادات غير لائقه بمجتمع مسلم محافظ.

    • زائر 12 | 6:36 ص

      نحن نخدم الحسين عليه الصلاة و السلام من قلبنا .

      مهما عملنا لخدمة أبي عبدالله الحسين عليه الصلاة والسلام , و خدمة المعزين في جميع الأوقات , نحس إننا مقصرين و لم نوفي و لو بالقليل .

    • زائر 11 | 6:24 ص

      هذا من فيض عاشوراء

      أولا يسلم قلمك الحر وأفكارك يا أستاذ قاسم ، ثانيا كل هذه المظاهر التي عايشناها فيما يخص العمل التطوعي العاشورائي فيض من أهداف عاشوراء التي تلامس مشاعر الصغار والكبار رجالا ونساء فتدفعهم لبذل المزيد لإقامة هذه الشعائر المقدسة في أفضل صورة و مادامت هناك أيادي خيرة ترسم لهؤلاء الطريق فسنردد دائما عاشوراء نرتقي للأبد .

    • زائر 10 | 4:45 ص

      تمام التمام وبداية الألف ميل خطوة

      كم نحن بحاجة إلى مثل هذا الوعي والمسؤلية في كل شيء وهذه بداية جيدة يجب أن تتبعها خطوات اخرى مثل توفير كم من دورات المياه حسب الإجتياج والتركيز على جعلها دائمة النظافة وحث كل من يدخل محاولة تنظيف المكان قدر الإمكان
      الى الأمام مع خطوات واقتراحات مفيدة جديدة

    • زائر 9 | 4:19 ص

      شيرازية

      شكرا للكاتب العزيز إحنا بعد في دمستان لاحظنا إن الشوارع وبالخصوص أمام المضيفات والماتم تشهد بالنظافة . وكما خصصت لجنة الشباب الرسالي في برامجها الليلية للأطفال مواضيع توعوية وتدريبية لطفل الحسيني يوم عاشوراء.

    • زائر 8 | 3:46 ص

      هذه ثمرة تعاون الجميع

      اعتقد انه لولا تعاون الزوار وتفاعلهم والتزامهم بالنظافة كجزء من الالتزام والايامن، لما حدث ذلك. شكرا لتعاون الجميع من الجهات الرسمية والاهلية، وموفقين .

    • زائر 7 | 3:44 ص

      الى المنامية العزيزة

      انا معك بالفعل اول عشرة في محرم نشوف المنامة تلق من النظافه الله يعطيهم العافيه، ولكن ليس فقط بسبب زوار المنامة وحدهم، فهم في مناطقهم يحافظون على النظافة وتنظيم الامور. في سترة قبل سنوات وحتى قبل ان تبدأ المنامة بحملتها، جرى تكريمها من قبل وزير البلديات السابق لتعاونها وارتقائها بالوضع النظافة.

    • زائر 6 | 3:40 ص

      منامية

      بالفعل اول عشرة في محرم اشوف المنامة تلق من النظافه الله يعطيهم العافيه وياليت بعد من زوار المنامة في هذي المناسبات يرتقون اشوي ويرحمون الي ينظفون

    • زائر 5 | 2:47 ص

      أبن المصلي

      صفحتكم بيضاء ياسيد كفيتم ووفيتم فنعم الموالين أنتم حشركم الله مع الأمام الحسين ع وأهل بيته وأصحابه الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ع نعم ياسيدي ستبقى مناراً وشعلة تنير طريق الأحرار رغم انوف المحبطين المشككين ضعفاء العقيدة الذين يتصيدون في الماء العكر فمرة ينتقدون اللطم ومرة ينتقدون مسيرة العزاء برمته ماذا تريدون من العزاء والمعزين اتريدون أن ننسى الأمام الحسين وما جرى عليه وعلى أهل بيته وصحابته من قتل وهتك حرم وتنكيل بالعترة الطاهرة لاوالله لن ننساك ياسيدي وسنجدد لك العزاء جيل بعد جيل لبيك ياحسين

    • زائر 4 | 1:47 ص

      ابومريم

      يا سيد لو كان المعزون يقتصرون في طعام عاشوراء على ما يقتات به أهل المصائب لكان من السهل السيطرة على هذه الفوضى والقمامة ، اما مع وجود هذه البوفيات وإزديادها عاما بعد عام وثقافة الاعتماد على الاخر أعتقد ان هذه المسألة لن تحل.....

    • زائر 2 | 12:57 ص

      ياسيد ياريــت بس لو !!!

      سيد أنته كتبت واجد عن عاشوراء وكفيت ووفيت
      بس ياسيد في موضوع لو تتطرق إليه..جان يكفي هالمقالات الا كتبتها كلها..وهو الحضور النسائي في مواكب العزاء..ألا يجب أن يكون أكثر أحتشاماً وأكثر ألتزاماً.وألأ ما الفائدة من هذا كله ؟ والله أنها طعنات أقسى على الحسين من طعنات الشمر عندما تذهب نسائنا بهذه الحالة المأساوية الى مراسم العزاء.ألا يجب أن يقف المسؤولون وقفة حديدية تجاه هذه الظاهرة؟ أين الحزم والصرامة في هذه المواقف ؟ الحسين يقتل مرتين يسيــد أكتب في هذا لعل القوم يفقهون !! واذلاه ياللعار

    • زائر 1 | 10:44 م

      الشباب البحريني

      لقد اثبت الشباب البحريني من الفطره بانه مطيع لولي الامر، وما رأيناه في موسم عاشوراء بالاتزام بالنظام و النظافه ينعكس على مدى الحس الوطني و الديني لدى جميع المشاركين في موسوم العزاء، ونتمنى الاستمرار في المحافظه على النظافه و النظام و طاعة ولي الامر بعد عاشوراء لان قضية الحسين ليست وقتيه بل هي مستمره، كما نتمنى من ان يكون عاشوراء القادم افضل من خلال التخلص عن بعض العادات الدخيله مثل نزع الملابس من اجل لطم الصدور و التطبير لما فيه اذاء للنفس. احمد الحواج

اقرأ ايضاً