العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ

الإنترنت فائقة السرعة منصة العصر الاجتماعية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشف استطلاع جديد للرأي «أن الانترنت فائقة السرعة كان لها أكبر أثر تكنولوجي على المجتمع خلال العقد الماضي وأنها تمثل التكنولوجيا التي يقول معظم الناس انه لا يمكنهم العيش دونها». هذه إحدى نتائج تقرير نقلته وكالة رويترز للأنباء، واستقت بياناته من الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة زغبي انترناشونال من خلال الشبكة العنكبوتية، وشارك فيه 1950 أميركيا، وأكد فيه «24 % منهم بأن الانترنت فائقة السرعة كان لها أكبر الأثر على حياتهم، ويأتي موقع فيسبوك بنسبة 22 % من الأصوات ثم غوغل بنسبة 10 %».

وكان للانترنت فائقة السرعة موقعها المميز في طرق الاتصال وبناء العلاقات الاجتماعية التي يتحدث عنها ذلك التقرير، إذ «يرى 28 % من الأصوات أنهم لا يمكنهم العيش دونها، ثم البريد الالكتروني بنسبة 18 %». الملفت للنظر هو أن «24 % يعتقدون أن الترفيه الإلكتروني داخل المنازل سيمثل أكبر تقدم تكنولوجي خلال العام القادم، مقابل16 % يعتقدون أنه العمل على الكمبيوتر بوجه عام»، الأمر الذي أصبح يعكس البعد الاجتماعي الجديد الذي بدأت تكتسبه الإنترنت والمنتجات التي تقدمها، والخدمات التي توفرها.

ويبدو أن هذه ليست ظاهرة مقتصرة على الولايات المتحدة، فقد اظهرت نتائج دراسة حديثة أخرى، أجراها موقع « bayt.com « بالتعاون مع شركة « UouGov Siraj « المختصة بالابحاث، لتشخيص واقع الإنترنت في البلاد العربية، إذ ترى نسبة عالية (80 %) ممن استطلعت أراؤهم «بان اشكال التواصل على شبكة الانترنت حلت مكان الاشكال التقليدية، وان الرسائل الفورية والبريد الالكتروني، ضمن اساليب اخرى للتواصل، تستخدم الان عوضا عن الاشكال التقليدية من التواصل مثل البريد العادي والمكالمات الهاتفية». كما أقر «74 % بان الانترنت اصبح اداة رائعة للمشاركة الاجتماعية والتي لا يمكن باي حال من الاحوال حصولها على ارض الواقع». ونوه «87 % من الذين شملهم الاستطلاع في انحاء مختلفة من المنطقة العربية إلى أن الانترنت حل مكان الوسائط المطبوعة بالنسبة للاخبار السياسية الى حد ما».

يعكس هذا السلوك في مجتمعات ذات خلفيات حضارية وثقافية مختلفة، التحول النوعي/ الاجتماعي الذي بدأ يطرأ على استخدامات الإنترنت، التي بعد أن كانت مجرد قناة اتصال تخدم أغراضا تجارية، إلى منصة متطورة فنيا قادرة على بناء علاقات اجتماعية من نوع مختلف تمتلك مقومات الاستمرار والتطور من جانب، وتتمتع بمواصفات، وتوفر خدمات أمدتها بسرعة على الانتشار وتنامي عدد مستخدميها من جهة ثانية. فوفق إحصائية لشركة ComScore، «تجاوز عدد مستخدمي الانترنت في العالم عدد المليار مستخدم لأول مرة في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2008 حيث لا يتجاوز عمر شبكة الانترنت، حينها، أكثر من 15 سنة منذ توافرها بشكل مفتوح للعامة».

الجديد في الأمر هو أن هذا الانتشار، لم يعد كما كان عليه الحال في التكنولوجيات الأخرى، التي كانت تنعم بها المجتمعات المتقدمة وحدها، وتحرم منها المجتمعات النامية، إذ تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن حصة «القارة الآسيوية بلغت ما يربو على 41 % من الاستخدام العالمي للإنترنت». وتتبوأ الصين المرتبة الأولى حيث «بلغ عدد حصة مستخدمي الإنترنت فيها حوالي 179 مليون مستخدم مقارنة مع الولايات المتحدة التي لم يتجاوز عدد المستخدمين فيها 163 مليون مستخدم».

ولا يقتصر الأمر على عدد المستخدمين فحسب، وإنما أيضا معدلات النمو، وفي دول العالم النامي أيضا، فوفقا لتقرير نشره مؤخرا موقع هيئة الإذاعة البريطانية «تطور استخدام الإنترنت منذ العام 1998 وحتى العام 2008، فبينما كان عدد مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة في 1998 يربو على 84 مليونا مقارنة بـ 2 مليون مستخدم في الصين، وصل إلى 298 مليون مقارنة بحوالي 230 مليوناً في الولايات المتحدة في العام 2008». وعلى مستوى الشرق الأوسط، «تأتي تركيا في المركز الأول بحوالي 25 مليون مستخدم، تليها إيرن بـ 23 مليون مستخدم».

وكان للبلاد العربية حصتها أيضا من الخدمات التي توفرها الإنترنت، ولو تناولنا تجارة التجزئة، كأحد المؤشرات على السلوك الاجتماعي التقليدي، مقارنة بذلك القائم اليوم على الإنترنت، فسوف نجد أن تقريرا مثل ذلك الذي نشرته جريدة «الرياض» السعودية، «يقدر حجم قطاع التجزئة في السعودية، عبر الإنترنت بحوالي 3 مليارات ريال سعودي، أي ما يعادل 20 % من حجم التداول الإلكتروني في المملكة البالغ15 مليار ريال سعودي، ونسبة منفذي عمليات الشراء الإلكتروني في المملكة 20 % من إجمالي عدد منفذي عمليات التداول الالكتروني». يكشف ذلك التحول الطارئ على تجارة التجزئة، كسلوك اجتماعي، من ذلك التقليدي، نحو الإلكتروني، بكل ما سوف يحمله هذا التحول من تغيرات في انماط السلوك «الشرائي» بين الباعة والشراة.

كما تتحدث الأرقام، كما اوردتها جريدة الرياض، عن تنامي حصة خدمات الإنترنت التي تستخدم «النطاق العريض»، حيث بلغ «عدد المشتركين في المملكة حوالي 3.4 ملايين اشتراك بنهاية الربع الثالث من العام 2010، وبلغ متوسط النمو السنوي التراكمي حوالي 110 % سنوياً خلال الأعوام الأربعة الماضية. وقد وصلت نسبة انتشار خدمات النطاق العريض بالنسبة للسكان إلى حوالي 12.2 %، في حين بلغت نسبة انتشار النطاق العريض للمساكن في المملكة حوالي 35 % في نهاية الربع الثالث من العام 2010».

إذاً، فإن ازدياد عدد المستخدمين، وتنامي حصتها في سوق التكنولوجيا، مرتبط كما تقول الأرقام والمسوحات بسهولة الاستخدام، وسرعته، وهما أمران توفرهما وبكفاءة منصات الإنترنت فائقة السرعة. فهناك علاقات تناسب طردي مباشرة بين تطور تلك الخدمات وتحسنها وبين استخدام أفراد المجتمع لها، وكل ذلك يقود نحو تكامل تحسن تلك الخدمات مع تغير السلوك الاجتماعي، الذي لا يمكن إلا أن يكون نحو الأفضل.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:21 ص

      مقال يثلج الصدر

      كنت اتمنى من العنوان أن تنتقد الانترنت في البحرين والسرعات المخيبة للمستخدمين مقارنة بماتقدمه دول العالم من سرعات لن نصل اليها الا بعد سنين وبأسعار زهيدة . الانترنت في البحرين لايخدم العلم والتعليم الا بنسبة صغيرة لأنك تقضي أضعاف الوقت الذي يستغرقه الفرد في باقي الدول للحصول على المعلومات بسبب سرعة الانترنت . العالم وصل الى سرعات خيالية وغير محدودة وبأقل تكلفة ولازالت الشركات المزودة للانترنت تتاجر ب((الكيلوبايت والميجابايت))

    • زائر 6 | 2:13 ص

      مامنه فايدة الانترنت

      انترنت البحرين مامنه فايدة الا اقرا الوسط والجزيرة وادخل الفيسبوك والايميل وشغلات بسيطة الواحد مايقدر يتابع يوتيوب لأن الانترنت ((تدرون حاله)) ولانقدر نستفيد من خدمات بعض المواقع توفر مساحة تخزينية للملفات ومجانا بس مامنها فايدة لينا لأن الانترنت بطيء وماتقدر ترفع حتى صور كاميرا عالية الجودة فمابالك بملفات فيديو أو غيرها حتى الفيسبوك ماتقدر ترفع عليه صور عالية الجودة مو العيب في فيسبوك العيب في الانترنت اللي عندنا

    • زائر 5 | 2:07 ص

      الانترنت السريع

      اذا العالم استغنى عن الانترنت بتكنلوجيا افضل اهني في البحرين بنستخدم الانترنت فائق السرعة والغير محدود ههههههههههههه اضحك على حالنا المبكي ويا هالانترنت البطيء

    • زائر 4 | 2:04 ص

      انترنت يفشل

      انترنت البحرين بمميزات خيالية:
      1-غالي
      2-بطيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييء
      3-محدود
      4-مافي مثله في كل دول العالم
      فوائده:
      1-يجيب الهم والغم
      2-تلوع جبدك اذا تبغي تطالع أهداف في يوتيوب
      3-بسكت لاأنقهر زيادة أنا كلما اسمع عن عروض السعودية تنبط جبدي واقول ويش الفرق يعني هم متطورين واحنا متخلفين ؟؟؟

    • زائر 3 | 1:57 ص

      والله حرام

      الانترنت في كل العالم سريع الا في البحرين ... اذا تبغي تطالع مقطع من 3 دقايق في يوتيوب لازم تنتظر 10 الى 15 دقيقة علشان تطالعه بدون تقطيع ... أنا من محبي الأفلام الوثائقية ويوتيوب غني بالفيديوهات ومجاني ولكن مع الاسف مع هذا الانترنت السلحفاة والغالي مقارنة حتى بجيراننا الخليجيين واللى يبغي أبسط مثال انترنت السعودية والعروض الخيالية وبأسعار في متناول حتى أطفال المدارس بس اهني الله ليكم يالبحرينيين

    • زائر 2 | 1:53 ص

      الانترنت في البحرين

      عملت سابقا في احد المجمعات التجارية في أحد محلات بيع الاجهزة الالكترونية ... التقيت بأحد الزبائن وكان أندنوسيا فقال لي مستغربا : أنا أعمل مهندسا في شركة انشاء وأنا دائم التنقل من بلد الى أخر , زرت معظم دول الخليج وأخرها قطر , حتى في دول أقل تطورا من البحرين في مجالات عديدة لم أسمع عن انترنت ((محدود)) تقدمه الشركات العاملة في تلك الدول, الانترنت في البحرين هو الأسوأ , سألني ((لماذا))؟؟ أمام بعض الزبائن وكان من بينهم خليجيين مما سبب لي الاحراج لأنه كان يتكلم عن خدمات الانترنت ((في البحرين)) عامة.

اقرأ ايضاً