قالها فنان العرب الأوّل محمّد عبده وغنّاها معه بلبل الخليج عبدالمجيد عبدالله «مرّت سنة»، ولكنّهما تكلّما عن الحب، ونحن آثرنا تغيير الأغنية لتتكلّم عن الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البحرين.

مرّت سنة، والحالة السياسية في البحرين تشوبها بعض الأحداث غير المريحة، ومرّت سنة والحالة الاقتصادية تتدهوّر، ومرّت سنة والحالة الاجتماعية تتأثّر بالحالتين السابقتين.

مرّت سنة ونحن مازلنا نعاني من تزعزع الأمن وتراجع الحرّيات، في ظل الاتفاقيات التي وقّعناها من أجل الحرية والديمقراطية، ومازلنا نحاول تغيير وتعديل قانون «47» من سنة 2002م.

مرّت سنة والظروف هي نفسها لم تتغير، والمواطن يسمع «طراطيش» كلام حول تعديل سن التقاعد الى 65 عاما، ويضحك ويبكي من هذه «الطراطيش»، فهو لن يستطيع التقاعد في ظل وجود مثل هذا القانون!

مرّت سنة ونحن نجد ديوان الرقابة المالية يملأ الأفق بالورق، ولكننا لم نجده يحاول تعديل بعض أوجه الفساد الموجودة على الورق، فها هي بعض القضايا التي نعلمها ولا نعلمها تلوح في كل مكان ولم تتعدّل إلى الآن.

مرّت سنة والانتخابات كانت حامية الوطيس بين الجمعيات السياسية المتأسلمة، وبين الليبراليين الذين حاولوا جهدهم مع الشارع البحريني لتعديل الأوضاع، ولا ندري ان كانت كتلة المستقلّين ستتبع المذهب الليبرالي أم مذهب الجمعيات السياسية المتأسلمة في ارجاع الحقوق الى نصابها.

مرّت سنة ولم نجد الاّ الوعود من وزارة الاسكان بدوائرها، ولم نجد اسكان المنطقة الشمالية أو أرض اسكان الحد الشرقية، وقد أكلت الأسماك الكبيرة أرض الحد الغربية وغيرها من الأراضي!

مرت سنة والشارع البحريني يسمع عن اشاعة رفع الدعم، وهي اشاعة «قويّة»، فالشارع الى الآن يحاول ترقيع الديون التي عليه، حتى سمع بهذه الاشاعة التي لن تجعله يتخلّص من ديونه بل ستزيدها.

مرّت سنة والجميع يترقّب قانون أحكام الأسرة، التي ناشدت به والدتنا الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، ولم نجده فعلا واضحا أمام مرأى الجميع.

وبعد هذا كلّه هل ستمر سنة أخرى على الشعب البحريني ليجاهد ويشقى؟

أم ستتغيّر الظروف، وما سمعناه من اشاعات و»طراطيش» كلام سيبقى على ما هو عليه؟

نشك في ذلك في ظل الظروف التي تعيشها البحرين هذه الأيام، ولا نقول الاّ مرّت سنة والحال تعبان، وستمر سنة نتمنى من خلالها تعديل هذا الحال