العدد 3042 - الإثنين 03 يناير 2011م الموافق 28 محرم 1432هـ

التمييز والرشوة آفتان تنخران في الجيش الأفغاني

جنود من الجيش الأفغاني
جنود من الجيش الأفغاني

يبيع جنود أفغان مستاؤون أطباق البطاطس والأرز إلى الجنود الأميركيين في معسكر على خط الجبهة في الحرب ضد حركة «طالبان»، على أمل جمع بعض المال لرشوة قادتهم ليسمحوا لهم بقضاء عطلة مع عائلاتهم.

ويقول هؤلاء الجنود إن بعضهم يحصل على هذه العطلة ولا يعود أبداً.

وأسر بعض الجنود لوكالة «فرانس برس» أنه نظراً لوجود أقليات أفغانية في الجيش، الذي يشكل الباشتون غالبية أفراده، تبقى الرشوة الطريقة الوحيدة التي تضمن لهم الحصول على إجازات من قائدهم.

وقال أحدهم وهو شاب في العشرين من العمر ينتمي إلى إتنية الهزارة إن «القائد يقول لنا (ابحثوا في جيوبكم). إذا أعطاه أحدهم المال يمكنه أن يحصل على إجازة. أنا لا أملك المال لذلك لا أستطيع الذهاب».

وأكد جندي طاجيكي الإتنية من جهته طالباً عدم كشف هويته خوفاً من أي إجراء انتقامي «بما أنني لست باشتونياً، فأنا رخيص. ليست لي نفس قيمة الجندي الباشتوني».

ويؤدي هذا الوضع إلى تقويض معنويات المجندين الشباب في قاعدة موسى قلعة الصغيرة في ولاية هلمند المضطربة التي تعد منطقة خطيرة جداً وأحد معاقل «طالبان».

وهذه ليست سوى واحدة من المشاكل التي يعاني منها الجيش الوطني الأفغاني الذي يضم 150 ألف رجل، وتعد قوته عنصراً أساسياً في خطة القوات الدولية للانسحاب تدريجياً ونقل مسئولية الأمن إلى القوات الأفغانية بحلول 2014.

وكان تقرير لمنظمة مجموعات الأزمة الدولية غير الحكومية قال في مايو/ أيار إن الجيش الأفغاني الحالي «عاجز عن مقاتلة المتمردين بمفرده»، مشيراً إلى الانقسامات الإتنية والأمية والإدمان على المخدرات والفرار.

وكشفت أبحاثها أن معظم الضباط من الباشتون والطاجيك الذين يشكلون على التوالي 42 و27 في المئة من كل الأفغان، بينما يبقى تمثيل الهزارة والأوزبك غير كاف.

ورداً على هذه الاتهامات قال الجنرال محمد ظاهر عظيمي الذي يعمل في وزارة الدفاع إن الجيش الوطني الأفغاني متوازن إتنياً ولا يقبل بأي تمييز في صفوفه.

وصرح لوكالة «فرانس برس»، «لم نبلغ بأي إساءة معاملة جنود ينتمون إلى مجموعة إتنية من قبل مجموعة ضباط من إتنية أخرى أو ضباط يحصلون على رشاً لإعطاء إجازات لجنود».

وأضاف «سنحقق في هذه المعلومات، وإذا وجدنا أنها صحيحة سنتخذ الإجراءات اللازمة. لن نسمح بأي نوع من التمييز في الجيش الوطني».

وهذا الإقصاء لا يساعد في إثارة حماس المجندين في عملهم الجديد الذين اعترف كثيرون منهم بأنهم باقون في الجيش من أجل الأجر الضئيل الذي يبلغ 280 دولاراً شهرياً.

وهم يشعرون بالخوف من هجمات «طالبان» أيضاً على الجيش في المدن والبلدات الأفغانية. وقد قتل تسعة جنود في يوم واحد الشهر الماضي في كابول وقندوز.

وقال الجندي الطاجيكي الذي يتوجب عليه أن يبقى في الجيش ثلاث سنوات أخرى «أشعر بالخوف. من لا يخاف من هجمات طالبان؟ إذا غادر الأجانب فلن يبقى لنا شيء».

وأضاف الجندي الهزارة «معظمنا نخاف لأننا جئنا للحصول على المال فقط. نخشى أن نصبح على خط الجبهة».

وتابع أن «معظم الجنود يحصلون على عطل ولا يعودون وبدون مساعدة المارينز لا يمكننا السهر على أمن موسى قلعة»، مؤكداً أنه «بسبب المشاكل الإتنية سيبقى الجيش ضعيفاً».

ويقول قادة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إنهم راضون عن التقدم الذي تحقق في تدريب الجنود في الدروس اليومية والدوريات المشتركة.

وعندما تغادر دورية القاعدة يتقدم جنود المارينز على الطريق بينما يقوم الجنود الأفغان بعمليات بحث عن الأشخاص والمجمعات.

لكن عندما تخوض القوات الدولية معركة مع «طالبان» يقف الجنود الأفغان في الصفوف الخلفية.

وفي واحدة من الدوريات، عبر جندي أوزبكي عن اليأس الذي يشعر به كثيرون في الجيش.

وقال «لا قيمة لغير الباشتون هنا. ماذا يمكنني أن أفعل؟ كيف يمكن لبلدنا أن يبنى إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل».

العدد 3042 - الإثنين 03 يناير 2011م الموافق 28 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:35 م

      الجحيش الأفغاني

      الجيش الأفغاني أو بالأحرى المليشيات الأمريكية، ما دامت أمريكا هي من عملته وعينت رئيسا له فلا يمثل الأفغان الشجعان بل يمثل الطابور الخامس لحلف الأطلسي عامة وأمريكا خاصة.

    • زائر 1 | 11:03 م

      خوش ديمقراطية

      يا امريكا نحتاج هذه الديمقراطية في الجزيرة العربية لو سمحتوا و مصر وارجوا الاكثار من القصف الجوي واي واحد يقف في وجهكم اقتلوه او اسجنوه فانه ارهابي يكره الحرية

اقرأ ايضاً