العدد 3042 - الإثنين 03 يناير 2011م الموافق 28 محرم 1432هـ

انتفاضة وزارة «التجارة»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تبدأ شعوب الدول الأخرى بأخبارٍ مفرحةٍ مع مطلع العام الجديد، وتبدأ الشعوب المنكوبة بأخبار التلويح بوقف الدعم الحكومي للمحروقات والسلع الأساسية... أو رفع أسعار الأسمنت وبقية مواد البناء!

وبينما بدأت الشعوب الأخرى السبت الماضي بقراءة أخبارٍ عن الألعاب النارية في نيوزيلندا وأستراليا، يصبح شعب البحرين على مانشيت «الوسط» حول اجتماع ثلةٍ من تجار السوق، واتخاذهم قراراً برفع سعر كيس الأسمنت بدءاً من الأول من يناير/ كانون الثاني! وبينما يرفع تجار الدول الأخرى أسعار بضائعهم بنسبة 5 في المئة لكي لا يصدموا الجمهور ويثيروا حفيظته، يقرّر تجار الأسمنت عندنا رفع الأسعار بنسبة 30 في المئة دفعةً واحدة!

المجموعة سكبت الكثير من دموع التماسيح، دون أن يكسبوا تعاطف مواطنٍ واحد! فهم اجتمعوا ليقرّروا وضع حدٍّ للنزيف المستمر في رأس المال والخسائر التي مُنيوا بها. وقرّ قرارهم على وضع حدٍّ لحرب الأسعار التي خاضوها ضد بعضهم خلال المرحلة السابقة، ليدشّنوا مرحلةً جديدةً من الصداقة والزمالة والتعاون على البر والتقوى، تضمن لهم تحقيق درجةٍ عاليةٍ من الازدهار الاقتصادي، وبُلُهنيةٍ وبحبوبةٍ من العيش الأسمنتي المشترك!

حرب الأسعار بينهم، من بين العوامل الرئيسية التي أتاحت العام الماضي لمئاتٍ ومئاتٍ من المواطنين من بدء مشاريعهم السكنية الصغيرة، بعد ركودٍ استمر لأكثر من عامين. واليوم اجتمع هؤلاء وقرّروا رفع الأسعار وإعادة العجلة إلى الوراء، دون أن يفكّر أحدهم بتداعيات مثل هذا القرار الميركانتيلي الخطير على فئات الشعب الأخرى. وهي سابقةٌ لو مرّت، يمكن أن يحتذيها تجّار البضائع والسلع والخدمات الأخرى، والمواطن هو من يدفع فارق الأسعار وجشع الاحتكارات دائماً.

يُسجّل لوزارة الصناعة والتجارة هذه المرّة استجابتها السريعة وردها الحاسم على هذا التلاعب في السوق، إذ اعتبرته احتكاراً وتواطؤاً بين تجار الأسمنت، ودعت إلى وقف الزيادة فوراً، وأعلنت في بيانها المنشور الأحد، عن تفاجئها بهذا الاتفاق غير المقبول. وفي المقابل أعلنت الشركات المعنية عن تمسّكها بموقفها، مهدّدةً باتخاذ طرق أخرى لتركيع الوزارة.

وأنا أتابع الموضوع طوال أمس، تبيّن أن الاجتماع الذي دعت إليه وزارة «التجارة»، لم يُعقد فيها، وإنّما تمّ في موقع حكومي آخر قد نقرأ عنه هذا الصباح، حيث يبدي البعض تخوّفه من حدوث مساومات أو رضوخٍ للابتزازات. إلا أن المعوّل الآن على ثبات وزارة «التجارة» على موقفها وتمسّكها بالقيام بدورها الرقابي في السوق، وألا تقبل أن تكون شاهدة زورٍ على ما يجري من احتكاراتٍ وتلاعب بالأسواق، وتفريطٍ بمصلحة المستهلك.

الوزارة ليست وحدها في هذا الموقف، فكلّ الشعب المتضرّر من مثل هذه السياسات الاحتكارية سيؤازرها في ذلك. ويؤكد ذلك موقف غرفة التجارة (بيت التجار) التي أعلنت صراحةً، رفضها التام لهذه الزيادة المفاجئة والكبيرة في السعر، ودعت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون ذلك، مؤكدةً مساندتها لأية خطوة تتخذها الوزارة.

تجار الأسمنت أعلنوا تأجيل زيادة سعر الأسمنت مؤقتاً بانتظار ما ستسفر عنه اجتماعات الأمس مع الجهات الرسمية، حيث من المنتظر أن يسكبوا مزيداً من دموع التماسيح، ويقدّموا مرافعةً غير قانونيةٍ لتبرير تمسّكهم بسياسة الاحتكار البالية.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3042 - الإثنين 03 يناير 2011م الموافق 28 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:34 ص

      قاريء متابع

      انا عمري خمس وخمسين سنة وأتابع الأخبار المحلية يومياً، وهذه أول مرة أشوف فيها الوزارة تتخذ موقف تدافع فيه عن المواطنين. الله يثبتهم على موقفهم وما يخضعون للابتزاز. والله يثبت الوزير الفاضل فخرو على موقفه المشرف.

    • زائر 14 | 10:56 ص

      الاجتماع تمثيلية

      ما عليك يا سيد من انتفاضة الوزارة او فرقعة الغرفه وهم على علم قبلى وقبلك بقرار رفع الاسعار بس راقب المشهد واللى فى الجدر يطلعه الملاس

    • زائر 13 | 10:40 ص

      سكر و سمنت

      غدا اجتماع ثاني و انشاء الله تثبت وزارة التجارة على موقفها و أنا أشك في ذلك و التبريرات جاهزه مقدما أن السعودية سوف ترفع الدعم عن الاسمنت وهذا مبرر لهم لرفع السعر وبعد عدة ايام سوف يرتفع سعر السكر و السبب فيضانات استرالية وبعدين سوف تخرج النائبة الفاضلة و تقول هل معقول سعر كيس الاسمنت 50 كيلو ينباع بسعر 1.6 دينار بينما سعر كيس السكر بو 10 كيلو 3.7 دينار.

    • زائر 12 | 8:43 ص

      شكراً لوزير التجارة

      شكرا لوزير التجارة والصناعة ما ما قام به، وكل الشعب البحريني يشد على يديك ويدعمك في هذه الاجراءات التي تحقق الصالح العام.

    • زائر 11 | 7:28 ص

      خطوة جيدة ولكن

      الخطوة الأخيرة تحسب لوزارة التجارة ولوزيرها النشيط وياريت تكمل جميلها وتلتفت الى مراقبة الشركات التي تسجل بالعشرات كل اسبوع فهذه الشركات تصول وتجول ولا رقيب ولا حسيب والدليل الشركات اللي شفطت اموال الناس وما درت عنها الوزارة الا لما طارت الطيور بأرزاقها فإذا كان يحسب للتجارة تسهيلها لإجراءات وسرعة التسجيل بس أقسام الرقابة والتفتيش والتحليل نايمة نايمة في العسل يا وزارة . وكما نتمنى إدوار اكثر لحماية المستهلك وارجو من الوزير النشيط تطوير هذه الأقسام ومدها بالكفاءات

    • زائر 10 | 7:23 ص

      شكرا سيد قاسم و وزير التجارة

      اتقد بالشكر وعظيم الإمتنان لك سيد قاسم على طرح هذا الموضوع الذي يهم كافة قطاعات الشعب وأهمها الشريحة المسحوقة.
      نقول لوزير التجارة : الشعب بأسره يدعمك في مقارعة المحتكرين الذين كونوا ثرواتهم من كد وأقوات الشعب البحريني وأعتقد بأن لديك ترسانة من القوانين تستطيع كبح جماح المحتكرين ورد كيدهم في نحورهم وذلك بتطبيق القانون عليهم.

    • مواطن مستضعف | 6:30 ص

      خشخشة ما منها خسارة

      هي محاولة يائسة لإبتلاع المزيد من الأرباح الفاحشة!! فلو أنها عدّت .. كان بها, و إن لا .. فليس لدى التجّار ما يخسرونه "جرّاء مجرد محاولة".

    • زائر 9 | 4:43 ص

      أبن المصلي

      حسبنا الله هو نعم المولى ونعم النصير والمشتكى لغير الله مذلة لقد أعجزنا الصبر نحن شعب البحرين حتى قال قائلنا سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري أين نحن من شعوب دول الحليج الشقيقه كيف هم متنعمون بما حباهم الله من نعمه وبلدنا مثل عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب المجنسون والغرباء نراهم ينعمون بخيرات بلدنا وايدينا خالية نصفق راح على راح اولادنا متخرجون من الجامعات بتفوق وجالسين في المنازل يندبون حظهم العاثر ويتحسرون على واقعهم المرير والتوظيف في الدوائر الحكومية لطائفة س ومحرومة منها طائفة ش فهل هذا عدل

    • زائر 8 | 3:54 ص

      موفق للوزير

      الله يوفق الوزير لمحاربة الفساد والتلاعب والاحتكارات في البلد.

    • زائر 7 | 3:11 ص

      التفتوا للبقية

      خلهم يلتفتون لبقية انواع الاحتكارات ومجموعات المصالح التجارية المختلفة، من اغذية والكترونيات وسيارات وملابس وغيرها، ترى الكل لاعب بحسبتنا، وما فيه واحد منهم يرحم. لذلك الناس تروح السعودية تشتري اغراضها.

    • زائر 6 | 3:09 ص

      اول مرة تفعلها الوزارة

      هذه اول مرة الوزارة تقوم بعمل يصب في مصلحة المستهلكين، كانت في السابق تقوم بتدليل التجار .يمكن لهذا السبب اخترت سيد هذا العنوان؟ ما ندري تقصد جد لو لا؟

    • زائر 5 | 3:07 ص

      فعلا كبيره يالبحرين

      كبيره يالبحرين وكبير يالشعب البحريني.. هل في شعوب الدنيا شعب مثل شعبنا؟؟ كل يوم مصائب جديده تصب على راسه من كل اتجاه سياسيه, اقتصاديه, امنيه, صحيه, سكنيه, و غيرها, ولكن ما تراه الا محتسبا صابرا لا حول ولا قوه له الا بالله العلي العظيم... فعلا كبير يا شعب البحرين الاصيل..

    • زائر 3 | 1:52 ص

      آى .... شيطانة وزارة التجارة

      الصراحة اجتماع اركان وزارة التجارة مؤشر يخوف وخطير ويخوف الله يعين التجار ياهم اللى مايلاعب

    • زائر 2 | 12:49 ص

      13 اغسطس 2010

      تراجعات وتراجعات ياسيد وماجت على الاسمنت او غيرة الانسان البحريني صار عزيز لفترة > او جذبنا على روحنا مادري < بس الحين صاير ذليل اكثر من قبل والله العظيم كل يوم انحس بغصة من هالاخبار مافي شي عدل يفرح القلب وايريحه كل قرارات الحكومه ضدنا افتعال ضرايب على الناس وقطع من رواتبنا ها 1% ونوابنا هم السبب ماعطين هالقرارت شرعيه وباعو الشعب بحفنة دنانير واقصد كل الكتل كلهم والجاي اكثر ياسيد ابشرو ياشعب البحرين بكثر الصفعات وحسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 1 | 10:39 م

      انتفاضة

      بس على الاسمنت عبال الانتفاضه على الباقي

اقرأ ايضاً