العدد 3048 - الأحد 09 يناير 2011م الموافق 04 صفر 1432هـ

نصائح مخلصة إلى الجمهوريات!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عجيبة والله... ماذا تنتظرون؟ ولماذا أنتم جامدون؟ هل تنتظرون خراب البصرة؟ أم تنتظرون النار لتمتد لتلتهم بقية الهشيم؟

مظاهرات عند بعضكم منذ ثلاثة أسابيع، وعند بعضكم الآخر منذ أسبوع، ما كل هذا الضعف في استعمال الحزم والقوة؟ ولماذا كل هذا الصبر والتمييع؟

المفروض ألا تتركوا أربعةً يجتمعون في شارعٍ أو مكانٍ عام، فإذا اكتملوا خمسةً فلتبدأ الهراوات. إنكم بحاجةٍ إلى تطبيقٍ حرفيٍّ صارمٍ لقانون التجمعات، فالشعوب بهائم وقطعان، والقطيع لا يمشي إلا بالعصا، ولا عليكم ممّا يقولونه عن حقوق الإنسان. هل تؤمنون فعلاً بحقوق الإنسان وخرابيط المجتمع المدني؟ إنها من بدع منظمات حقوق الإنسان، ونحن لا نتبع أهل الكتاب ولا الكفار!

ثم إذا كان ولابد، فلتؤسسوا لكم منظمات حقوق إنسان، لتردوا بها على أبواقهم، فلا يفلّ البوق إلا بوقٌ مثله! كل ما تحتاجونه استئجار مقر، وكم جهاز كومبيوتر، ومجموعة صغيرة محترفة، تجيد كتابة النشرات الإعلامية وتوزيع البيانات على إيميلات المنظمات الدولية لتفنيد كل ما تقوله المنظمات المشبوهة! ونفضّل أن يتم اختيارهم من بين أصحاب الخبرة والتجارب السابقة، لأنهم أفضل من يقدّم هذه الخدمات المدفوعة الثمن، فهم يجيدون أصول اللعبة، وما تحتاجه من عمليات رصد وتمويه وتكتيكات!

إنكم بحاجة أيضاً إلى إعلام، فالإعلام هو المشكلة الأكبر في هذا العصر. إنه أساس البلاء. صحف ومواقع إلكترونية وشبكات عنكبوتية، اللعنة عليها جميعاً! من قبل لم يكن أحدٌ يسمع عن سجين سياسي ولا حالات تعذيب، ولا تتسرّب قصص الانتهاكات إلا بعد أشهر أو أعوام حتى لو كسرت أضلاع السجناء في مراكز الشرطة. أما الآن فتنتشر قصصهم وصورهم ومبالغاتهم وأكاذيبهم على الإنترنت، مَن الذي اخترع هذا الإنترنت اللعين؟ ولم يكفهم التشهير حتى أخذوا يبثون مقاطع الفيديو على اليوتيوب. وانتبِهوا أيضاً إلى البدع الجديدة، «فيسبوك» و «تويتر» يرحمكم الله، كل شيء يمكن منعه، حتى «الآي باد»!

هذا عن الإعلام الإلكتروني، العنكبوتي، الافتراضي، لكنكم أيضاً ستحتاجون إلى الإعلام الورقي، لأن هناك طبقات مازالت لا تعرف طريق الإنترنت. وهناك قراء مازالوا يفضلون الجريدة على تصفح المواقع على شاشة بلاستيكية جامدة، وهؤلاء يحتاجون إلى توجيهات وتحليلات ومقالات يتولاها الأقربون المقرّبون.

ثم إنكم بحاجة إلى إعلام خارجي، يمكنكم استضافة وفود صحافية أجنبية، لتنقل الحقائق الناصعة للعالم الخارجي. فإذا كانت المنظمات الحقوقية المسيّسة تأخذهم في جولات إلى المناطق الفقيرة ليخرجوا بانطباعات غير صحيحة عما يدعونه من حالات الفقر والتمييز والتهميش، فيمكنكم أن تأخذوهم للمنتجعات الفاخرة، وتسكنوهم في فنادق الخمس نجوم، ليروا الوجه الباسم للمدينة التي لا تنام إلا بعدما يطلع الفجر.

إننا على أبواب معركة قومية خالدة، من المحيط إلى الخليج، ونحن في أمسّ الحاجة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا المعاصر، إلى التضامن والتكاتف والتعاون، وتضافر كلّ الجهود، وتوحيد الإمكانيات كافة، لمواجهة هذه الأخطار المحدقة بأمتنا المجيدة، وعدم ترك المجال للقوى الاستعمارية الحاقدة للتغلغل إلى وطننا العربي الكبير، من أجل السيطرة على مقدراته, ونهب ثرواته. وما غُلب قومٌ وضعوا أيديهم بأيدي بعض. سيروا على بركة الله!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3048 - الأحد 09 يناير 2011م الموافق 04 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:13 م

      شهادة

      انت من اوائل الكتاب والصحافيين الذين انتبهوا لما يجري في تونس واهتممت بالكتابة عنها قبل أن يحدث الانقلاب الكبير. لا ادري اين انت الآن؟ لماذا هذا الانقطاع؟

    • زائر 9 | 7:24 ص

      صدقت ياسيد قاسم في النبوءة

      عجيبة والله... ماذا تنتظرون؟ ولماذا أنتم جامدون؟ هل تنتظرون خراب البصرة؟ أم تنتظرون النار لتمتد لتلتهم بقية الهشيم؟
      مظاهرات عند بعضكم منذ ثلاثة أسابيع، وعند بعضكم الآخر منذ أسبوع، ما كل هذا الضعف في استعمال الحزم والقوة؟ ولماذا كل هذا الصبر والتمييع؟
      ------
      لقد صدقت ياسيد قاسم فلقد خربت البصرة على رئيسها ، و تنفس الشعب اخيراً و ها هو اليوم الشعب يعيد إصلاح ما افسده هذه الطاغية في تونس الخضره تونس الحره ..

    • زائر 8 | 4:42 ص

      ما خلوا لنا شيء

      مو بس اغلقوا المواقع، ريدون بعد منع الفيسبوك والتويتر. ما راح يخلون لنا شيء علشان نتنفس، وبعدين هم اللي راح يصيحون.

    • زائر 7 | 2:36 ص

      تجربة وااااايد مفيدة

      يا صالحي النصائح من الدول العريبية الديمقراطية العريقة في الخليج والمشرق العربي إلى الدول الاقل ديقمراطية في المغرب العربي. يريدونهم يستفيدون من تجاربهم الديمقراطية جداً والاعلام الحر النزيه والتويتر والفيسبوك. ومنظمات حقوق الغونغو الفولادية المرتشية. صج تجربة روعة راح يستفيدون منها واااااايد.

    • زائر 5 | 2:27 ص

      على نفقة الدولة

      اعتقد ان النصائح موجهة من الدول العربية ذات الديمقراطيات العريقة وذات الخبرة في اكتشاف الانقلابات قبل أن يفكر بها أصحابها، والتي تكتشف اجهزتها انقلاباً كل 3 سنوات،

    • زائر 4 | 12:42 ص

      الصالحي

      هل النصائح الي الجمهوريات فقط والا الكلام اليك يا جاره

    • زائر 2 | 10:22 م

      كأني اشوف...طوفان جايه...

      وفي ناس امخلكّنه واقفه اتسوى شعوذه اتحاول اتوقف الطوفان اليي جايه ... بس السوءال هل سيستطع السحره والمشعوذين ايقاف الطوفان اليي جايه ... ايضحكون مساكين ...

    • زائر 1 | 9:46 م

      • بهلول •

      كل ما تحتاجونه استئجار مقر، وكم جهاز كومبيوتر، ومجموعة صغيرة محترفة،
      محترفة ... أم محترقة ؟ ( إجتماعياً و أخلاقياً )

اقرأ ايضاً