العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ

زين «الهاربين»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هناك نوع من البشر لا يستطيع هضم ثورة تونس ولا فهم واقعنا العربي، وخاصة إن كان من فئة العبد المأجور أو من تعشش فيه العقلية الأمنية، وبالتالي فإن الترويج لكلام ينتقص من قيمة وفحوى ثورة الياسمين التونسية عبر القول إن الفوضى عمّت في تونس من بعد سقوط زين العابدين بن علي بحثاً عن ما يبرر لهذه الفئة (التي تعيش على الفساد) تصرفاتها وممارستها داخل مجتمعاتها التي لا تنتهك الإنسان وحسب، بل وتسرق قوت يومه وتحط من كرامته كمواطن.

باستثناء هذه الفئة والقلة القليلة، فإن الشعوب العربية كلها تغبط النجاح الذي حققته ثورة التونسيين في إزالة الكبت وإجبار مستبد على الخروج من السلطة في أقل من شهر واحد، وهذه الغبطة لأن العرب أصابهم اليأس وهم يرون الديمقراطية تنتشر في أنحاء عديدة من العالم ووصلت إلى كل مكان تقريباً، من الشمال والجنوب والشرق والغرب، ماعدا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا... هذه المنطقة العربية «المنحوسة». غير ان التونسيين قالوا لنا إننا لسنا منحوسين ولسنا ملعونين، وإن إرادتنا تعادل باقي الأمم وإن هذه الإرادة قادرة على صنع التغيير.

إن تحقير قيمة المواطن بشتى الوسائل تعززت خلال العقود المنصرمة حتى أصبحت تقدم وكأنها طبق يومي؛ ما أفرغ قيمة أن تكون مواطناً أو إنساناً، لذا يقولون للانسان العادي انه يجب عليه أن يخفض صوته عند الإشارة وان ويتغاضى عن الفساد وان يتنازل عن الكرامة والحرية، وإلا سحبوا منه رزقه وانتقموا منه.

الآن تتحدث بعض الأوساط عن الفوضى والخسائر التي نتجت عن انتفاضة شعب تونس، وإنهم قد لا يحصلون ما سعوا إليه، ولكن الذين يقولون هذا الكلام لم يعانوا من القمع ولا يفهمون معنى الكرامة ولا يدرون بمعاناة الناس الذين يعيشون التحقير والإذلال، ولا يعرفون المعاناة التي يخلقونها بسبب الفساد المستشري في أوساطهم وهم يغرفون من ثروات الشعوب ويتركون الناس تلهث وراء لقمة العيش.

لقد أرعب بن علي التونسيين عبر أجهزة الأمن والقمع، وظل عشرة ملايين نسمة تحت رحمة السلب والنهب الذي لازم قمع الحريات على مدى 23 عاماً، وخسائر الشعب التونسي أكثر بكثير من خسائرهم المؤقتة التي سيتعافون منها ويعيشون بكرامة مرفوعي الرأس بعد أن رفعوا رأس العرب في كل مكان، ومثلما كتب أحد القراء معلقاً: «عندما يصل الصبر لنهايته يتحول زين العابدين الى زين الهاربين».

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 3:03 م

      ماشي

      االظلم لايبقى كم شفنا من ظالم سقط واختبئ في جحر الفئران كا حامي البوابه وشاه ايران شرطي المنطقه وشر الفاسقين والدور جاء على الباقين من سارق الشعوب المقهوره
      قبل يقال له فخامة الرئيس ومن هذه الالقاب واليوم المخلوع فحذاري يا حكام من سوء العاقبه
      التاريخ لا يرحم !

    • زائر 23 | 2:53 م

      اي جديه

      تعجبني الرد العفوي وصريح لانه الناس متعودهعلى انفاق والمجاملات والي عايش على جيب النوخده اخاف ينكسر ويمت جوع لانه مايقدر اعيش مع الشرفاء والرجال

    • زائر 22 | 11:18 ص

      مليون شهيد افضل من نظام ديكتاتوري مثل صدام

      هذا ليس كلامي وانما اكثر العراقيين

    • زائر 21 | 11:14 ص

      لا بد لكل كرامة ثمن

      الناس يتصور ان انتقال السلطة مثل الحالةالتونسية تكون سهلة دون اية مشاكل اوعقبات لذالك البعض يضخم كل ثغرة ليجعل منها موضوعا للتهويل والتخويف فى رسالة بان الزعيم المخلوع هو الواحد الاحد الذى يستطيع ان يدير شئون البلاد والاخرين مجرد جرذان .

    • مازن البحراني | 11:05 ص

      وزينة الهاربات ؟

      لا تنسين زينة الهاربات ان تتحفينا عنها ايضا
      فلابد للزين ان تكون له زينة
      والسنخ يقابل بسنخه

    • زائر 19 | 8:02 ص

      تونس الخضراء ... الى اين.؟

      مبروك للشعب التونسي التغيير الإداري ... و الله الستار من إللي جاي وخصوصآ الصراع بين الأسلاميين و اليساريين على السلطة واكيد رجال النظام السابق سيسكبون الزيت على النار.

    • زائر 18 | 7:24 ص

      مرزوق

      شكراً على مقالك و أنا من المتابعين لكتاباتك ولكن تسمية "زين الهاربين" وردت ضمن تعليقات إثنين من المعلقين يوم أول أمس في الوسط الإليكترونية

    • زائر 17 | 6:53 ص

      زين «الهاربين»

      لقد أجاد سيادة الرئيس الهروب فهو أشطر من سابقه حامي البوابة الشرقية الذي لم يجعل له صديق حتى خارج بلده ولم يجيد الفرار وتصرف بالضبط كما فرعون حتى أدا أغرقنا به البحر قال أني تبت الان .........

    • زائر 16 | 5:43 ص

      هرب زين الهاربين

      عفوا ، هو لم يتحول لأنه لم يكن يوما زين العابدين.
      شكرا لمقالك

    • زائر 15 | 4:30 ص

      لب الكلام

      إن تحقير قيمة المواطن بشتى الوسائل تعززت خلال العقود المنصرمة حتى أصبحت تقدم وكأنها طبق يومي؛ ما أفرغ قيمة أن تكون مواطناً أو إنساناً، لذا يقولون للانسان العادي انه يجب عليه أن يخفض صوته عند الإشارة وان ويتغاضى عن الفساد وان يتنازل عن الكرامة والحرية، وإلا سحبوا منه رزقه وانتقموا منه.
      هل هذا واقعنا نحن هنا في البحرين؟ مجرد سؤال.

    • زائر 14 | 3:10 ص

      حلووووووووووووووة "زين الهاربين!!"

      عنوان جميل ورائع أخت ريم .. ويعطيك ألف عافية وعافية .. بالتوفيق دائماً.

    • زائر 13 | 2:28 ص

      العالم العربي=مغارة علي بابا للحكام العرب

      تمثل الدول العربية مغارة علي بابا بالنسبة للحكام العرب وما إن تستيقظ الشعوب إلا وقد طارت الطيور
      بسرقاتها ويشطب على خزائن تلك الدول بالكامل
      فلا يكاد يهرب الفأر إلا وهو يحمل معه من الأموال ما يكفي لتأسيس دول بأكملها
      واكبر السارقين فرّ ومعه طن ونصف من الذهب
      هذا غير الأمور الأخرى والأرصدة في البنوك الأجنبية

    • زائر 12 | 2:19 ص

      المهتم

      كم هي كبييره ياريم لأنك تظهرين بمظهر الرد على المجرمين وهذه الاشيآء الكبيره تساعدك على المسير عليه والتألق بدون ان تحسي به نعم فلتمضي وليمضي لكي نتطور

    • مواطن مستضعف | 2:16 ص

      طاح الجمل ..

      و ذاك "جمل عربي" انتهى أمره, فيجدر بكِ الكتابة عن باقي "الجمال العربية" التي آن لها بأن تطيح و لم تسقط بعد.
      مع خالص التحية

    • زائر 10 | 1:57 ص

      لا بل أكثر السارقين-الدول العربية ومغارة علي بابا

      بسبب كثرة الأموال التي سرقها معه ما يعرف وما لا يعرف وحسب المعلومات عن كمية الذهب فقط
      طن ونصف صدق أولا تصدق عدى عن النقد الكاش وغيره - مغارة على بابا
      يحكمون البلد لسنوات ويسرقو قوته لقرون
      لقد رأينا الأموال التي هربها صدام والآن أخوه في السرقة أكثر السارقين ولا ندري من يطلع علينا غدا من مغارة علي بابا

    • زائر 9 | 12:10 ص

      العقلية الأمنية هي من تعشي على الفساد

      فالعقلية الأمنية تنتهك القيم المبادئ والإنسان, وتحط من كرامته كمواطن, وكل ذلك لم نجد لم أجد من الجيش التونسي إلا التعانق لأنه من الشعب وليس ضد الشعب.

    • زائر 8 | 11:25 م

      ثورة الياسمين للياسمين

      رحمك الله يالبوعزيزي, فقد أرهبت حكاماً وأيقضت شعوباً.
      يجب على الشعوب أن تتعلم بأن الحياة ليس أكل وشرب ونوم, فهذه حياة الحيوانات. الحياة هي العيش بعزة وكرامة والتعبير عن الرأي دون خوف.

    • زائر 7 | 11:24 م

      ان هرب من الناس

      الله له بالمرصاد يمهل ولكن حاشا الله ان يهمل

    • زائر 6 | 11:14 م

      انتي يااستاذه ريم ...........مع هذا الشبل من ذاك الاسد تاج على كلمة الحق .يعجز تعبيري

    • زائر 5 | 10:48 م

      المهتم

      ريم عنوان رائع بنعته بالهاربين فواقعنا هو هروب حكامنا من شعوبهم وهم في بلادهم كما هو الحال ، بوركت ياريم مقاله كبيره رائعه

    • زائر 4 | 10:33 م

      وقفوهم انهم مسؤولون

      يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه صدق الله العلي العظيم
      يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم

    • زائر 3 | 10:13 م

      سيدتي العزيزة و الهاربين كثر انشاء الله ابحثي عن الشركات الامنية في اوربا التي ترتب اجراءات الهروب للحكام و كذلك ترتيبات اللجوء و نقل و حماية اموالهم المهربه

    • زائر 2 | 9:50 م

      أحسنت أيتها الكاتبة

      أحتمال الفوضى والبلبلة والمشاكل التي نجمت عن أسقاط النظام التونسي الجائر أهون بآلاف المرات من العيش مع ظلم وفساد وجوور هذا النظام الفاسد الذي نكل بالشعب التونسي وأذله بالفقر والفاقه والجوع وسلب حقوقه وعذبه في السجون
      أن الحــــرية لاتقدر بثـــــمن ولكن الكثيرون لايعون هذا الكلام
      الحرررررررررررررية للشعب التونسي والشعووووب العربية
      نريد الحـــــــــــــــــــــــريه لانريد التضيق والتميز والذل والهوان والجوع والفقر

    • زائر 1 | 8:22 م

      المهتم

      رغم تكرر موضوعاتك حول قضية تونس تبقين الأمثل بأدائك ايتها المبدعه تسلم دياتك الجميله التي تطرحينهم على ارض الواقع فتجعلينا ننتظرهم يوما بعد يوم

اقرأ ايضاً