العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ

أركان برنامج «زين إي شباب» الخمسة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتضن مركز الأميرة الجوهرة في السلمانية أمس الأول الموافق 17 يناير/ كانون الأول احتفال توزيع الجوائز على الفائزين في البرنامج الختامي لـ «زين إي شباب 2010»، حيث تلقى الفريق الفائز بالمركز الأول جائزة قدرها خمسة آلاف دينار، وفريق المركز الثاني بأربعة آلاف، في حين حصل الثالث على ثلاثة آلاف.

وسط تصفيق الحاضرين، ومعظمهم من الشباب، تشجيعاً للفرق الفائزة، ألقى المشاركون في الحفل مجموعة من الكلمات، كان من بين أبرزها كلمة الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة للحفل «مستقبل أعمال الخليج» أحمد الحجيري، الذي حدد في رسائله الخمس أركان برنامج «زين إي شباب» وأعمدته.

وجه الحجيري رسالته الأولى للقطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، مناشداً إياهم تحمل «مسئولية تهيئة البيئة المناسبة للشباب للابتكار، (القادرة) على استيعاب مشاريع تسهم في دفع عجلة الابتكار مثل برنامج زين إي شباب».

أما الثانية فقد خاطبت أولياء الأمور، فدعتهم إلى «توجيه أبنائهم الشباب للاهتمام بالابتكار ومساندتهم في تنفيذ أفكارهم مهما كانت بسيطة، وتشجيعهم على تجاوز العقبات التي قد تعترض طريقهم». والتفتت الثالثة نحو المؤسسات التعليمية حاثة إياها على «الاهتمام بالابتكار ووضعه كجزء لا يتجزأ من النظام التعليمي وإيجاد برامج تنمي الابتكار بين الطلبة». وتتوجه الرابعة نحو الشباب ذاتهم مطالبة إياهم «بالعمل بجد وذكاء وعدم الاستسلام للفشل من المرة الأولى فجميع المبتكرين وصلوا للنجاح بعد سلسة من التجارب (غير الناجحة)». ويعود الحجيري في رسالته الخامسة إلى القطاع الخاص، فيناشده أن يعمل من أجل «الاستفادة من ابتكارات الشباب حيث إن العديد من المشاريع و المنتجات التي رأينها في ثورة تقنية المعلومات كانت عبارة عن ابتكارات شبابية تحولت إلى منتجات تجارية مربحة».

بعد ذلك تناولت الكلمة مديرة الاتصالات والعلاقات العامة في شركة «زين» سامية حسين، وألقت الضوء على السر الكامن وراء رعاية شركة «زين» للبرنامج برمته، وهي تلك العلاقة التكاملية بين «زين إي شباب» وبرنامج آخر تنفذه الشركة ذاتها وهو «حقق حلمك»، مؤكدة أن البرنامجان يصبان بشكل إيجابي في التزامات (زين) «الاجتماعية في المجتمعات التي نعمل بها ويعتبر هذا البرنامج نموذجاً مميزاً من سلسلة الالتزامات لدى زين البحرين تجاه الشباب، والتي جاءت ضمن مجموعة غنية ومتنوعة من المبادرات الداعمة للشباب. ومن ضمنها البرامج الرياضية والأكاديمية إلى برامج ملهمة ومختلفة تماماً كبرنامج زين أي- شباب». ثم أتبعت ذلك بالأهمية التي توليها «زين» للشباب بما يمتلكونه من وسائل، ويتمتعون به من قدرات تمكنهم من «فتح الكثير من الأبواب إلى الإبداع والابتكار المستقبلي والسبل الكفيلة باستغلال التقنية في تكريس طاقات وقدرات الشباب لصنع التقدم والمضي قدماً بالنمو في مملكتنا الحبيبة». وكان ذلك كما تقول سامية السبب وراء «حرص الشركة على متابعة التفاصيل الدقيقة في التخطيط للبرنامج، إلى جانب الخطوات التنفيذية التي تضمن اتساق التطبيق مع التخطيط.

بعيداً عن أجواء الاحتفالات ورسمياتها، يطرح برنامج «زين إي شباب» مجموعة من القضايا الغاية في الأهمية على الصعيد التنموي، يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:

1. تشجيع الابتكار، الذي لم يعد قضية معزولة عن الاقتصاد، ومن ثم التنمية، بمعناها الشمولي، ففي الاقتصاد المعرفي القائم على مخرجات ثورة الاتصالات والمعلومات، يتحول الابتكار إلى مادة من مواد المقررات التعليمية في الجامعات والمعاهد التدريبية، ثم يتطور ذلك كي يتحول إلى أحد أعمدة الاقتصاد الابتكاري «Innovative Economy»، القائم أساساً على التحول من مجرد الإنتاج، وإعادة الإنتاج، إلى «تخليق» القيمة المضافة عن طريق إخضاعها لعمليات الابتكار الضرورية التي تحول المنتج من مجرد إضافة كمية تضاعف الإنتاج، إلى إضافة نوعية تولد حركة جديدة تحتاجها تلك السلع كي ترفع من أقيامها، وتعزز مواقعها التنافسية في الأسواق العالمية.

2. زج الشباب في العملية التنموية، من خلال تشجيعهم على طرق أبواب الإبداع، وربط إنتاجهم، بعد إجراء التطويرات والتحسينات التي يحتاجها، إلى منتج قادر على المنافسة في السوق المحلية أولاً، والعالمية ثانياً. ويفسر هذا الزج، ذلك الاهتمام الذي تبديه شركة «زين» بين برنامج «زين إي شباب»، وبرنامج إستراتيجي آخر ترعاه هو «حقق حلمك». ومن يتابع أحداث «زين إي شباب» يلمس بوضوح عمليات التدرج التي نشير لها هنا. وأكبر دليل على ذلك، هو حرص «زين» على أن يخصص المبلغ الذي يناله الفريق الفائز، للإنفاق على الجائزة، بدلاً من توزيعه على أفراد الفريق.

3. الترويج لمفهوم «الالتزام الاجتماعي للمؤسسات»، وهو مفهوم جديد يطلق عليه في المجتمعات الصناعية المتقدمة (Corporate Social Responsibilities )، حيث تلزم المؤسسات نفسها، وبشكل طوعي، بعيداً عن الضرائب، تخصيص نسبة معينة من أرباحها، تنفقها لتغطية التزاماتها الاجتماعية، على الصعيد التنموي. ولقد تنامت هذه النسبة، وترسخت في أذهان القائمين على تلك المؤسسات، حتى باتت اليوم بنداً ثابتاً من بنود الإنفاق والتكاليف في تلك المؤسسات. مثل هذا البند لا يأتي على شكل هبات موسمية، أو مكرمات عفوية، بل هو التزام ضمن برنامج محدد تقيد تلك المؤسسات به نفسها طوعاً ودون أية ضغوطات «سلطوية».

لخص الحجيري أركان «إي زين شباب» الخمسة، وأفصحت سامية عن الخلفيات التي دفعت الشركة إلى دعم البرنامج. أما الشباب البحريني، فكل ما يقوله أن بحاجة إلى أكثر من برنامج يماثل «زين إي شباب»، بل وأكثر من شركة تمتلك مثل هذه الرؤية الريادية، وهذا الالتزام الاجتماعي.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:26 م

      المفهوم الإجتماعي نثمنه ونريد برامج واقية للشباب كذلك

      وخاصة من خلال عملي لاحظت العديد من مشاكل الشباب لا توجد لها مساحة واسعة للنشر والتكلم عنها بحرية بعيدا عن حجم الظاهره ولكن عندما يتم التكتم على تلك الظاهرة وبعد ذلك تظهر ريحتها .. تقبلوا تحياتي ... ((معالجة سلوكية ونفسية للـــ ( المثليين ) الشاذين عن الفطرة الطاهرة )).

اقرأ ايضاً