تمثل دولة قطر قصة نجاح باهرة في عالم الرياضة، فدخلت في عدة امتحانات صعبة واستطاعت أن تتجاوزها وبدرجة امتياز، فالدعم الذي تلقاه الرياضة القطرية من أمير قطر له أثر إيجابي بدخولها التاريخ من أوسع أبوابه وسجلت اسمها على أحجار ذهبية لن تمحى من سجلات العمالقة الرياضية.

قطر كانت أمام تحد كبير قبل استضافتها كأس الأمم الآسيوية بعد أن أبهرت الجميع وحصلت على حقوق استضافة أقوى البطولات العالمية وهي كأس العالم 2022 من خلال ملف أدمع أعين الجميع ولم تتردد الجمعية العمومية للفيفا بترشيح الدوحة لاستضافة هذا الحدث، فشعاع الظلم سيخرج لو أعطت الفيفا حق الاستضافة لبلد غير قطر.

انتهت حكاية استضافة كأس العالم واتجهت أعين الملايين لقطر لرؤية كيف ستخرج افتتاح كأس آسيا التي انطلق في السابع من الشهر الجاري، وعلى رغم أن حفل الافتتاح لم يتعد 20 دقيقة إلا أنه أبهر الجميع وخصوصاً أنه لم يكن في الحسبان، فجميع افتتاحات البطولات السابقة في جميع المحافل نرى فيها أمور أخرى مثل الأغاني والرقص والتحدث عن ملامح البلد لكن قطر غيرت أشكال الافتتاح وجعلت الكل يتحدث عن الافتتاح وخصوصاً عندما جاء «الشيبة» وتحدث مع أمير قطر الذي اندهش ولم يكن يتوقع أن يتحدث مع «الشيبة» وجهاً لوجه.

نجاح قطر لم يكن فقط على مستوى كرة القدم، فسبق لها أن استضافت عددا كبيرا خارجة عن نطاق الكرة «المجنونة» أبرزها بطولات التنس وغيرها، ووضعت نفسها على خارطة العالم كأفضل الدول استضافة للأحداث الرياضية وجعلتنا – كمواطنين في دول مجلس التعاون – نعشق هذه البقعة حتى النخاع، فنحن نحترم هذا البلد وجعلتنا نعشقها بجنون من خلال تحقيقها حلما لم يكن بالحسبان وهو متابعة بطولة كأس العالم على أرض إحدى الدول الخليجية.

ولو توجهنا نحو النجاح الكبير باستقطاب الجماهير إلى الدوحة من خلال الفعاليات المتنوعة التي تستضيفها قطر على هامش البطولة، فإن هذا العامل من أهم نجاح البطولة، ففي الأسبوعين الماضيين كنت متواجدا في الدوحة ورأيت تلك الكرنفالات الجميلة التي تتنوع يومياً، وأعتقد أنها سر من أسرار النجاح القطري باستضافة الحدث الآسيوي.

نعم... دخلت قطر التاريخ من أوسع أبوابه في المجال الرياضي، وأصبحت أسطورة من أساطير الرياضة التي يعجز اللسان عن التعبير عنها، وأمامها تحد كبير بإخراجها الحدث العالمي بالصورة الأفضل، ونحن على ثقة كبيرة بأن تكون قطر قادرة وبكل قوة على تشريف العرب وكل الدعوات للدوحة بالمزيد من النجاحات.