أميركا اللاتينية تواجه معضلة الخيار بين الاستمرار في دعم نموها الاقتصادي مع المخاطرة بتنوعها الحيوي الغني الذي يشمل 70 في المئة من كنوز الطبيعية في العالم، وبين الحفاظ على موقعها كإقليم رائد عالمياً في مجال توريد الخدمات التي توفرها أنظمتها البيئية.
هذه هي الرسالة المستخلصة من دراسة «أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: القوة العظمى للتنوع البيولوجي» الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيره من المنظمات الإقليمية والدولية من 400 صفحة، من إعداد فريق من 500 خبير متخصص على مدى عامين.
وتهدف الدراسة إلى إطلاع السلطات والشركات في دول إقليم أميركا اللاتينية الكاريبي، على الفرص والمخاطر الاقتصادية التي تنطوي عليها الأنشطة الإنتاجية في مجالات الزراعة وصيد الأسماك والتعدين والتحريج والتي تضر بالتنوع البيولوجي والخدمات البيئية.
يذكر، أن الأمم المتحدة أعلنت العام 2010 «السنة الدولية للتنوع البيولوجي» لزيادة الوعي تجاه المشكلة الخطيرة المتمثلة في فقدان التنوع البيولوجي، وتشجيع المبادرات للحد من وتيرة هذا الانخفاض، وذلك من أجل الحفاظ على الحياة البشرية. والمعروف أن التنوع البيولوجي أو الحيوي يعني تنوع أشكال الحياة في كوكب الأرض.
هذا، وتعتبر استنتاجات الدراسة متفائلة، فهي تشير إلى الإعانات ذات الآثار البيئية السلبية ولكن أيضاً إلى الحوافز الإيجابية المفيدة للنظام الإيكولوجي والاقتصاد.
في هذا الشأن، صرحت مستشارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للبيئة والطاقة في أميركا اللاتينية، إيما توريس، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن «هذا الإقليم هو موطن لستة من أكثر البلدان تنوعاً حيوياً في العالم، وهي البرازيل وكولومبيا والإكوادور والمكسيك وبيرو وفنزويلا».
فعلى رغم أن هذه الدول تغطي مجرد 10 في المئة من مساحة الأرض؛ إلا أنها تحتضن 70 في المئة من كنوز الطبيعة من الثدييات والطيور والزواحف والنباتات والبرمائيات والحشرات، وفقاً للدراسة الأممية المتخصصة.
كما تمتد في أراضيها أكبر رقعة للتنوع البيولوجي في العالم وهي غابات الأمازون؛ إذ يتركز 40 في المئة من التنوع البيولوجي في كوكب الأرض؛ فضلاً عن ربع غاباته، في منطقة أميركا الجنوبية وحدها.
أما أميركا الوسطى، التي لا تغطي مساحتها سوى 0.5 في المئة من كتلة الأرض، فتأوي 10 في المئة من التنوع البيولوجي في العالم.
وفي الوقت نفسه، تحتضن منطقة بحر الكاريبي 50 في المئة من الحياة النباتية، وهي نسبة لم يتم العثور عليها في أي مكان آخر على هذا الكوكب.
العدد 3063 - الإثنين 24 يناير 2011م الموافق 19 صفر 1432هـ