العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ

تسونامي تونس... إلى أين؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إلى أين سيصل تسونامي تونس؟ بعد أن طاف الجمهورية اليمنية وجمهورية مصر العربية، وهل سيتوقّف هذا المد العالي القادم من تونس الخضراء بعد ثورة الياسمين؟ أم أنّه سيتوقّف بشعارات ومظاهرات وهتافات فقط!

نعتقد بأن اليوم هو يوم خطير جداً جداً بالنسبة إلى جمهورية مصر العربية، ومتأزّم بالنسبة إلى الحزب الحاكم، إذ إنّ يوم الجمعة هو يوم يجتمع فيه المسلمون في المساجد، وهم يغلون في الشارع لما أصابهم من ضعف حال وفقر وبطالة.

ناهيك عن الأزمات الأخرى التي تضرب مصر يوماً بعد يوم، وهي بالطبع متراكمة على مدى سنين عديدة، حتى قامت هذه المظاهرات في الشارع المصري، ليتحرّك الشعب ويطالب بحرّيته وحقوقه أخيراً.

وما وجود البرادعي في أكبر مظاهرة سيشهدها تاريخ العرب، بعد فترة طويلة من الإذلال والقبول بالمهانة، إلاّ دليل على أنّ الوضع الذي تعيشه مصر سيزيد بضغط قوي على هذا الحزب الحاكم.

نتائج وجود البرادعي والمطالب التي وجّهها إلى الرئيس حسني مبارك وعلى رأسها «التقاعد والتنحّي عن الحكم»، ستظهر اليوم من خلال الاحتجاجات والمظاهرات والمطالبات التي يطمح لها شعب «أمّ الدنيا».

أمّا في جمهورية اليمن، فإنّ المطّلع على المشهد السياسي يقول بأنّ الاحتجاجات والمطالب تعدّت ما كانت تريده في بداية المظاهرات، فلقد كانت المطالب بالحرّيات الديمقراطية وتعديل أوضاع الشعب اليمني.

أمّا بالأمس وإلى اليوم فإنّ المطالب تستعرض أهمّية تنحّي الرئيس علي صالح عن الحكم، ولا ندري كفّة من ستفوز، ونحن على أمل بأن تفوز كفّة من يطالب بالحقوق ويدعو إلى الحرّية الديمقراطية.

تسونامي تونس ضرب مصر واليمن وجزءاً من الأردن، ولا نعرف صداه أو مداه إلى أن تستقر الأوضاع، ولكنّه دليل على أنّ المواطن العربي عاش في ألم مدّة كافية، حتى أصبح لا يحس بهذا الألم، وقد شرب كأس المهانة لسنوات عديدة، وهو اليوم لا يكترث بالحياة لأنّها ليست مهمّة بقدر القضية التي يحملها على عاتقه.

قالها عنتر بن شدّاد في أبياته، على أمل أن يتذكّرها البعض:

«لا تسقني ماء الحياة بذلة

بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

ماء الحياة بذلة كجهنّم

وجهنّم بالعزّ أطيب منزل»

وجمعة مباركة بإذن الله.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 1:19 م

      تسونامى تونس

      يا رب يمر تسونامى تونس بلطف على الشباب العربى الذى يسقط برصاص القناصين ويعصف ان شاء الله بكل ديكتاتور جائر.

    • زائر 11 | 4:54 ص

      عين عبدان

      ثورت الجماهير انطلقت من تونس وسوف تمتد للعالم العربي نتيجة السياسات المتخلفة من عسكر وبوليس وفساد مالي وبطالة

    • زائر 10 | 4:29 ص

      ويقولون للمواطن اعانة ....

      ياناس هذا حق حق حق حق للمواكن ومو محصل عليه وين حقوقنا حقوق عطني حقي بكامله راح احبك واحطك فوق راسي انزع شي من حقي بطالبك بيه وهذا حقي حقييييييييي

    • زائر 9 | 12:46 ص

      "يا دار عبلة في ألجواء تكلمي؟

      اعتقد بن جواب سؤالك سنجده في جواب تسألك الذي ضمنته مقالتك المنشورة بتاريخ: 19-01-2011م حيث اوردتي "ولا ندري كيف سينتهي هذا التسونامي، فتحرير الشعوب في أوروبا الشرقية بدأ بفتيل شرارة من قرية صغيرة، وانتهى بنيل الحرّيات" .. لذلك فبمجرد معرفتنا لأسم تلك القرية الصغيرة التي انطلقت منها الشرارة سيكون الجواب "بازغ" في الوجوه.
      فلا يخفى عليك ان الأسد الرهيص الأعمى قد قتل عنترة في التسعين بسهم طائش!

    • زائر 8 | 11:42 م

      عاشق نور

      جمعه مباركة أختي الفاضله ، نعم بدأت الشعوب العربية تستفيق من الغيبوبة الإختيارية التي كانت تعيشها بإرادتها و بدأت تتخلص من الخوف و شرعت في كسر القيود التي قيدتها سنين طويله ، بداية تبشر بخير للامة العربية و إن شاء الله نسمع أخبار تسر خاطرنا اليوم عن أم الدنيا حيث أي تقدم فيها سينعكس بدوره على جميع الدول العربية . و دمتِ بخير و صحة و عافيه يا أخت مريم .

    • زائر 2 | 10:21 م

      أضيف لو سمحت هذا الشعر لأبو الطيب المتنبي..

      إلى أي حين أنت في زي محرم
      و حتى متى في شقوة و إلى كم
      و إن لا تمت تحت السيوف مكرما"
      تمت و تقاسي الذل غير مكرم
      و السلام ..

    • زائر 1 | 10:16 م

      أحسنتين مرات كثيرة ...

      أحسنتين لقولك شعر عنترة بن شداد الفارس العربي..

اقرأ ايضاً