العدد 3069 - الأحد 30 يناير 2011م الموافق 25 صفر 1432هـ

مصر ... «جدار برلين»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

شبّهت إحدى الصحف الأجنبية ما يحدث في مصر بما حدث لـ «جدار برلين»؛ إذ إن ذلك الجدار كان يفصل ألمانيا الشرقية عن ألمانيا الغربية منذ العام 1961 حتى 1989، وكان يمثل معلماً ثابتاً للسياسة في أوروبا، بل إن الاعتقاد السائد حينذاك لدى كثيرين بأن إزالة الجدار «ليست قضية مطروحة للنقاش»، وأن إزالة الجدار تعتبر من رابع المستحيلات، ولربما اشتعلت حرب عالمية ثالثة دون أن يزول الجدار.

الجدار «المنيع» شيّدته ألمانيا الشرقية لترمز بذلك إلى الستارالحديدي الذي حجب أوروبا الشرقية عن المؤثرات السياسية التي كانت تدور في الجانب الغربي من أوروبا. ولكن في العام 1989 حدثت سلسلة من الثورات الشعبية، وذلك بعد أن تآكلت السلطة السياسية في الحكومات (الحليفة للاتحاد السوفياتي آنذاك) في بلدان مثل بولندا وهنغاريا، وخرجت جماهير الشعب لإحداث التغيير الذي طال انتظاره.

وحين امتدت الاحتجاجات إلى ألمانيا الشرقية اضطرت الحكومة هناك (في نهاية 1989) إلى السماح لجميع مواطنيها بالعبور إلى ألمانيا الغربية من دون العراقيل التي كانت توضع أمامهم... ومباشرة تحولت الاحتجاجات إلى سيل من الحشود البشرية التي تسلقت الجدار وهدمته، وزال الجدار من دون أن تحدث حرب عالمية ثالثة، وأصبح المستحيل ممكناً، وتوحدت الألمانيتان لاحقاً، وأدى انهيار الجدار إلى انتشار النظم الديمقراطية في معظم دول أوروبا الشرقية.

سقوط «جدار برلين» كان أكبر إشارة آنذاك إلى أن «اللعبة قد انتهت»، وأن عصراً جديداً بدأ يشرق على أوروبا الشرقية، وأن شعوب تلك الدول لم تعد تقبل بأقل من حكومات وبرلمانات منتخبة بصورة حرة ونزيهة، وأن تحترم الحكومات حقوق الإنسان، وأن ينتهي عهد الفساد والمحسوبية والقمع والظلم.

نعم، إن مصر تشبه «جدار برلين»؛ لأن الجميع كان يقول بأن إصلاح الأوضاع في مصر بصورة جذرية يعتبر من «المستحيلات» التي لا يمكن أن تتحقق، وكانت تُطرح أسباب عديدة ومعقدة مماثلة لما كان يُطرح عند مناقشة جدار برلين قبل انهياره.

سرعة التغيير الجارية في مصر أذهلت المراقبين، وأصبح المحللون يقرأون الوضع المصري بشكل مختلف، بل إن هناك الآن قناعة راسخة أن الوضع قد انتقل إلى «نقطة اللارجوع» بعد أن تآكلت السلطة السياسية (الحليفة لأميركا حالياً)... ومصر «قلب الأمة العربية» أمسكت بزمام أمورها، وشبابها انطلق في موكب استوعب خطورة الموقف، وأظهر كيف يتحلى شعب مصر بالمسئولية والتحضر، وأن هذا الشعب العظيم قادر - بالاعتماد على الله وعلى قدراته الذاتية - على إدارة عملية التغيير بما يصب في صالح مصر والوطن العربي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3069 - الأحد 30 يناير 2011م الموافق 25 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 11:46 ص

      عاشقة القدس

      تحية طيبة للدكتور وللقراء.. عجبني شعرك زائر 9 الظاهر ان حتى الدول الغربية تمللت من التعامل مع نفس الوجوه..

    • زائر 22 | 11:11 ص

      ستعود مصر الى ريادتهاقبل اكثر من 30 سنه مرفوعة الراس

      لا خوف على مصر التى انجبت احمد عرابى وسعد زغلول وعبدالناصر وام كلثوم وطه حسين ونجيب محفوظ وفاروق الباز واحمد زويل وغيرهم وستبقى بعد هذه العتمة انشاء الله تنجب لنا العمالقة الذين يرفعون راس مصر والامة العربية .

    • زائر 21 | 10:08 ص

      منصورة يا مصر

      منصورة أرض الكنانة - مصر الغالية على كل الشعوب العربية ، والله ينصر الشعب المصري.
      وانشاء الله محاكمة جميع من قتل الشعب المصري في التضاهرات.

    • زائر 19 | 9:11 ص

      :

      هل سيكون محمد حسني مبارك عثمان هذا العصر؟!! .. فرحيل مبارك بأية طريقة هي بداية خراب مصر ونهاية الأستقرار فى الشرق الأوسط!!.

    • زائر 18 | 8:33 ص

      يعطيك العافية دكتور ..

      خل ولو البعض منهم يتعض !!
      والمشكلة انهم حزة الحزة بس ،، مثل الشخص اللي يشوف حادث مميت وبس يتعداه يبدء بالسرعة مرة ثانية وهذه مشكله مزمنة والحكام اكثر مما نتوقعة احنا الناس العاديين تعنت وتزمت والعزة بالاثم وكأنهم فرعون والرب الاعظم !!
      فكل الدكتاتورييون ولو الى غير رجعة والدور جاي على كل الدول العربية والشعوب شبعت من الظلم خلاص وساعة الصفر بدأت ..

    • زائر 17 | 8:24 ص

      للأسف الشديد يادكتور ما من متعض ..

      خل البعض منهم يتعض !! والمشكلة انهم حزة الحزة بس ،، مثل الشخص اللي يشوف حادث مميت وبس يتعداه يبدء بالسرعة مرة ثانية وهذه مشكله مزمنة والحكام اكثر مما نتوقعة احنا الناس العاديين تعنت وتزمت والعزة بالاثم وكأنهم فرعون والرب الاعظم !!
      فكل الكتاتوريين ولو الى غير رجعة والدور جاي على كل الدول العربية والشعوب شبعت من الظلم خلاص وساعة الصفر بدأت ..

    • زائر 16 | 7:52 ص

      العدل

      رباح التغير قادمة وعلى الجميع الاستعداد لهدا الحدث لان زمن الضلام رحل والعالم اصبح كعالم الواحد يرى ويسمع وهو بيدة التغير ادا لم تتغير الحكومات من خلال التغير الى الافضل واحترام الشعوب وتوزيع الثروة بعدالة. هل يتعض الاخرون؟

    • زائر 15 | 4:33 ص

      يعطيك العافية دكتور ..

      خل الكل يتعض !!
      والمشكلة انهم حزة الحزة وبس ،، مثل الشخص اللي يشوف حادث مميت وبس يتعداه يبدء بالسرعة مرة ثانية وهذه مشكله مزمنة والحكام اكثر مما نتوقعة احنا الناس العاديين تعنت وتزمت والعزة بالاثم وكأنهم فرعون والرب الاعظم !!
      فكل الكتاتوريين ولو الى غير رجعة والدور جاي على كل الدول العربية والشعوب شبعت من الظلم خلاص وساعة الصفر بدأت ..

    • زائر 14 | 3:24 ص

      فرعون سيذهب "إن موعدكم الصبح اليس الصبح بقريب"

    • زائر 13 | 2:41 ص

      أدت الهبة فى شرقي الشطر الاوربي الي

      نزعات عنصرية إذ ان مواطني المانيا الشرقية لا يملكون قدرة العيش كما الالمان الغربيين ويعاملون فى درجات الدونية اي الثانية ان لم نقل الثالثة وان الغربيين ينظرون باشمئزاز لمواطنيهم الالمان الشرقيين وادت بالاوربيين الملبوسين بلباس الديمقراطية والحرية بتعين ميركل كونها شرقية المانيا الى رئاسة الوزراء ولكنها لم تفعل للان لمواساة شعبيها بالحقوق وخاصة العمل منها وكذا حال اليمنين الجنوبيين ليسوا الان كما كان الحال بهم فى دولتهم المستقلة وبذلك هم يطالبون بالانفصال فلا مكان للتوحيد جبرا عن انوف الشعوب

    • زائر 12 | 2:36 ص

      أهم شي الاستمرار

      أتمنى أن يستمر شباب مصر في حركتهم نحو التغيير وأن لا ييأسوا حتى تحقق كل مطالبهم

    • زائر 11 | 2:22 ص

      ما أغربك من وطن

      غريب عجيب يا وطن سنين تستقي كاس المحن ولما جاءت الشمس تطل عليك وطن تشبث الرئيس بكرسيه القديم يا شعب مصر يا قاهرا كل المحن لقد دفعت للحرية الثمن وعانيت البلاوي والمحن فلا تتراجع ولا تهن ولا تقبل بأقل من ذلك ثمن إنها الحرية لها وقت ولها زمن

    • زائر 10 | 1:23 ص

      شعار فخامة الرئيس

      ان شعار دعهم يكرهون طالما يخافون شعار يتناقض مع روح الديقراطية وعفى عليه الزمن، ياريت السيد فخامة الرئيس قد فهم ذلك قبل فوات الاوان

    • زائر 9 | 1:17 ص

      صباحك عسل يا دكتور

      أمس اتصلت بالأمل ....
      قلت له هل ممكن ان يخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل ؟..... قال : أجل
      قلت : وهل يمكن أن تشعَل النار بالبلل ؟...قال أجل
      قلت : وهل من الحنظل يمكن تقطير العسل؟..قال : نعم..
      قلت : وهل يمكن وضع الأرض في جيب زحل؟
      قال : نعم , بلى , أجل... فكل شيء محتمل
      قلت إذن حكامنا سيشعرون بالخجل ؟
      قال : تعال ابصق على وجهي إذا هذا حصل !!!

    • زائر 8 | 12:48 ص

      أنها السياسة يا دكتور

      من كان يصدق أن نيلسون مانديلا يخرج من السجن ويصبح رئيساً لجنوب إفريقيا؟.. من يكان صدق أن عرفات يسلم على رابين؟، ومن كان يصدق أن الاتحاد السوفيتي ينهار؟ ومن كان يصدق هدم الجدار؟ ومن كان ...... إنها السياسة يا دكتور!! الله يطوّل عمرك وأعمارنا لنشاهد بأم أعيننا التغييرات ورياحها التي تهب على العالم.

    • زائر 7 | 12:48 ص

      مصر ... «جدار برلين»

      ونزيد بان ماحدث في مصر هو تسونامي الحرية في الشرق الاوسط كله فهل يعقل بوجود اكثر من 2مليون رجل امن وشرطة ومباحث ومباحث امن دولة ومخبرين ورجال مكافحة الشغب قساة القلب و الكثير من التسميات لم يستطيعوا الوقوف امام الجماهير الغاضبة.في نشرة للبي بي سي المذيعة تسئل رئيس مجلس الشعب الشعبي(المعارض)كيف ستناقشون القوانين وكيفية التطبيق فقال بخصوص التطبيق سننشر مانخرج به من قوانين لترى الناس بين مجلسنا والمجلس المزور؟؟فقالت له بان حسني مبارك يقول ذي لعب عيال خليهم يتسلوا؟؟فرد هذا حكمه الشخصي انظروا الان

    • زائر 6 | 11:58 م

      وجهة أمريكا الجديدة

      لا شك من خلال التصريحات التي يصرح بها المسئوليين الامريكان يتضح أن هناك نضرة أمريكية جديدة للامور وأننهم لايريدوا انظمة دكتاتورية بل يريدوا أنظمة متعاونة ولا يريدوا أن يظهروا للشعوب على أنهم داعموا الدكتاتورية في العالم

    • زائر 5 | 11:07 م

      المشكلة ليست في العبر ولكن في المعتبر

      ونحن نشاهد ما يحدث في مصر العروبة شاهدنا عدة عبارات ويافطات حملت من قبل الشعب الثائر ولكن اجمل عبارة اعجبتني هي game over كذلك يامبارك ارض السعودية بتستناك . ان مايحدث هو بمثابة درس قاس لبعض الساسة وكيف ان المستحيل يتحول الى سهل حتى وان لم تتوفر الامكانيات واذا كانوا المستشارين الامنين لم يفلحوا في دولتهم فهل سيفلحوا في دول اخرى فللنظر ولنشاهد تلك المسبحة التي فتلت واصبحت خرزاتها تتهاوى لعدم قدرتها على الصمود المزيف

    • زائر 4 | 10:51 م

      شعر/ أحمد فؤاد نجم

      دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين
      دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين
      ***
      دولا الورد الحر البلدي يصحى يفتح اصحى يا بلدي
      دولا خلاصة مصر يا ولدي دولا عيون المصريين
      دولا مين ودولا مين
      ***
      دولا اخواتنا ودولا بنينا دولا الأمل اللي مخلينا
      دولا المجد اللي مخلينا فوق الجرح نعود سالمين
      دولا مين ودولا مين
      ***
      دولا يا سينا ولاد الشهدا دولا التار لا ينام ولا يهدا
      خلي ترابك يسكن يهدا ويضم الشهدا الجايين
      دولا مين ودولا مين
      تحياتي...
      عبدعلي فريدون

    • زائر 3 | 10:36 م

      عودي با مصر

      عودي بسواعد شبابك حتعودي بدم شهدائك ستعودي كوني على يقين ومبارك المسكين فاكركم لسه مغمضين ......

    • زائر 2 | 10:11 م

      ثور ثور يا شباب مصر

      ثورة بمصر و ثورة بتونس ...... ثورة ثورة حتى النصر
      يا جمال قول لأبوك ...... كل الشعب بيكرهوك
      يا سوزان قل للبيه ..... ربع قرن كفايه عليه

    • زائر 1 | 10:10 م

      الغرب ادرك

      ادرك الغرب ان دعم انظمة شمولية تتحكم بكل السلطات ستخلق حالة احتقان و غضب متراكم فاقترحت على بعض انظمتها ان تفتح منفسا مهمته تخفيف الضغط كلما وصل لمستوياته العليا و لكن" خدعة" ديمقراطية الاتظمة لم تجد سوقا رائجا فبقي الغضب يغلي في النفوس والات يبدو ان الاستراتيجية الغربية تبدلت ملامحها مرتكزة على مبدأ ديمقراطية اقرب للحقيقية في الداخل و ولاء في السياسة الخارجية للتوجه الغربي

اقرأ ايضاً