العدد 3074 - الجمعة 04 فبراير 2011م الموافق 01 ربيع الاول 1432هـ

ضغط الشارع على مبارك يتعزز واوباما يدعوه إلى الإصغاء لمطالب الشعب

تعزز ضغط الشارع الجمعة على الرئيس المصري حسني مبارك الذي دعاه نظيره الاميركي باراك اوباما الى الاصغاء لمطالب الشعب. وقال اوباما ان مبارك "يجب ان يتنبه لما يطالب به الناس ويتخذ قرارا منظما وبناء وجديا"، مؤكدا ان "المشاورات" بدأت حول الانتقال السياسي. واضاف "اعتقد ان الرئيس مبارك يهتم ببلده. انه يشعر بالفخر ووطني ايضا"، بدون ان يطلب رحيله بشكل واضح.

من جهة اخرى، اكد البيت الابيض ان الانتفاضة الشعبية التي بدأت في 25 كانون الثاني/يناير لن تتوقف "بدون اصلاحات ملموسة". وقبيل ذلك استبعد رئيس الوزراء المصري احمد شفيق "قبول" اقتراح نقل السلطة بين الرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان كما تريد الولايات المتحدة، حسب صحيفة نيويورك تايمز. وبينما نزل مئات الآلاف من المصريين الى الشوارع في "جمعة الرحيل" طلب قادة لاتحاد الاوروبي ان تبدأ عملية الانتقال الديموقراطي "الآن". من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "نريد عملية ديموقراطية بدون تأخير لكننا نترك للمصريين تحديد من سيقودها وكيف".

اما المعارض المصري محمد البرادعي، فقال لقناة الجزيرة الفضائية ان "لا مانع" لديه من الترشح للرئاسة "اذا طلب الشعب مني ذلك" لكنه اكد ان "اولويتي الاولى في الوقت الراهن هي الانتقال الى نظام ديموقراطي" في مصر. ومع تضاعف النداءات الى احترام حرية الصحافة، اعلنت صحيفة حكومية وفاة الصحافي المصري احمد محمد محمود (36 عاما) الذي اصيب برصاص قناص الاسبوع الماضي.

وقالت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها انه اول صحافي يفقد حياته في مصر منذ 25 كانون الثاني/يناير. وبينما طلبت الجمعية الاميركية للصحافة من السلطات المصرية احترام المعاهدات الدولية حول حماية العمل الاعلامي، عبر وزير المالية المصري الجديد سمير رضوان في مقابلة مع شبكة سي ان ان الاميركية عن اعتذاراته عن كل حالات "سوء المعاملة" التي تعرض لها صحافيون ومتظاهرون من قبل قوات النظام المصرية.

وفي الوقت نفسه، اعلنت محطة التلفزيون الفرنسية الخاصة "كانال بلوس" اطلاق سراح صحافيين فرنسيين اعتقلتهما الخميس في القاهرة قوات الامن المصرية اثناء اجرائهما تحقيقا وثائقيا لوكالة انباء فرنسية خاصة. وقد تظاهر ناشطون من منظمة مراسلون بلا حدود الجمعة امام السفارة المصرية في باريس وهم يرددون "هنا يقتلون الخبر!"، احتجاجا على اعمال العنف التي تعرض لها المراسلون الاجانب في مصر.

كما اعلنت منظمة العفو الدولية غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الانسان، اطلاق سراح اثنين من موظفيها كانا اعتقلا في القاهرة. وكان اكثر من عشرة آلاف شخص متجمعين في ساحة التحرير مساء الجمعة ليموضا ليلتهم هناك متحدين منع التجول الذي خفضت ساعاته لتصبح من الساعة 19,00 الى الساعة السادسة.

وسمع اطلاق نار كثيف ليل الجمعة السبت لبضع دقائق في ميدان التحرير، كما افاد مراسل فرانس برس. وعلى لافتة كبيرة، كتب المتظاهرون مطالبهم: رحيل الرئيس المصري وحل مجلس الشعب واقامة حكومة انتقالية بينما كان بعضهم يهتف "ارحل ارحل" وآخرون ينشدون اغاني. واكد شفيق انه لن يتم طرد المتظاهرين بالقوة. وجرت التظاهرة بهدوء الجمعة خلافا للاربعاء والخميس عندما ادت مواجهات بين موالين لمبارك ومعارضين له الى سقوط ثمانية قتلى على الاقل وجرح 915 آخرين، حسي وزارة الصحة المصرية.
ولتجنب صدامات مماثلة نشر الجيش الجمعة العشرات من آلياته التي شكلت منطقة فاصلة.

وشهدت المحافظات الاخرى تعبئة مماثلة ايضا خصوصا في الاسكندرية والمنوفية (شمال) والمحلة والمنصورة (دلتا النيل) والسويس (شرق) واسيوط (وسط) والاقصر (جنوب).
وقد قالت الامم المتحدة ان 300 شخص على الاقل قتلوا خلال الحركة الاحتجاجية الشعبية، حسب حصيلة لم تؤكدها مصادر اخرى. وتحدثت وزارة الصحة المصرية عن سقوط خمسة آلاف جريح منذ 28 كانون الثاني/يناير.

وشهد يوم امس نزول عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية الى ميدان التحرير حيث اعلن للمرة الاولى انه قد يكون من الوارد ان يخوض سباق الرئاسة. ورغم حرص الامين العام للجامعة على وضع الامور في سياق مساعي انهاء الازمة، يشكل نزوله الى الميدان الذي اصبح رمز الانتفاضة رسالة واضحة تؤكد وجوده على الساحة واستعداده لمنافسة الطامحين الى الرئاسة.

كما قام وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي بزيارة قصيرة الى ميدان التحرير لتفقد الاوضاع في الساحة حيث هتف المتظاهرون مرحبين به "يا مشير يا مشير احنا ولادك في التحرير". وتبادل طنطاوي حديثا قصيرا مع المتظاهرين ساعيا الى تهدئتهم. وخاطب بعضهم قائلا "يا جماعة الرجل قال لكم انه لن يرشح نفسه مرة ثانية" بعدما اعلن مبارك الثلاثاء انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة. من جهة اخرى، دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الى اقامة "نظام شعبي على اساس الديانة" الاسلامية، متهما الرئيس المصري بانه "خادم الصهاينة والولايات المتحدة". واخيرا، تظاهر ناشطون يساريون واعضاء في الجالية العربية الكبيرة في ساو باولو وهم يهتفون "تعيش الثورة العربية" و"ليسقط الفرعون" مطالبين باستقالة الرئيس المصري.

وفي بوينوس ايرس، تظاهر عشرات الناشطين في الحزب العمالي وحزب العمال من اجل الاشتراكية مطالبين بنهاية "الفرعون ونظامه الذي جلب الجوع بدعم من بلطجيته".
كما تجمع مئات المتظاهرين الجمعة في ساحة تايمز سكواير في نيويورك مطالبين برحيل مبارك فورا. وردد المتظاهرون "فليرحل مبارك" ورفعوا الاعلام المصرية ولافتات تدعو الى وقف المساعدة الاميركية لنظام مبارك. وقد كتب على اللافتات "كل الحكم للشعب المصري" و"المصريون الموحدون لن يهزموا ابدا".


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:27 م

      أرى انّ خطوة المظاهرات الخارج مصر ، للتنديد بجرائم نظام مبارك شيء جيّد . وادعوهم الى ان ينددوا بنظام امريكا الاجرامي ايضا . وتكفي كلمة : نظام مصر فيه اجرام . ونظام امريكا فيه اجرام . لكي يبان الرفض المطلوب على اعمال : الظلم ، والاحتكار ، والترف ، والسرقة ، والقبول برجال القسوة دون معاقبتهم وهو اجانب . وعلى حساب اقرب الاقربين في بعض الاحيان ، نتيجة لسكر المال وقبله الطغيان والاستكبار ..

اقرأ ايضاً