العدد 3077 - الإثنين 07 فبراير 2011م الموافق 04 ربيع الاول 1432هـ

في ميدان التحرير.. أسر مصرية تكسر حاجز الخوف وتحتج لأول مرة

لم يكن لأسرة أيمن عطية المكونة من خمسة أفراد أي نشاط سياسي لا من قريب أو بعيد لكنها قررت فجأة النزول لميدان التحرير بوسط القاهرة تعبيرا عن تضامنها مع من سمتهم "ثوار التحرير". وبدأت قبل أسبوعين احتجاجات حاشدة لم يسبق لها مثيل تطالب بإسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عاما فضلا عن المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية.

ودفعت هذه الاحتجاجات مبارك إلى إعلان عدم ترشحه لولاية سادسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر أيلول وجعلت من فكرة ترشح نجله الأصغر جمال لخلافته أمرا محالا. ورغم ذلك ما زال المحتجون الذين يتخذون من ميدان التحرير مركزا لهم يصرون على مواصلة اعتصامهم حتى يتنحى مبارك (82 عاما) عن السلطة.
ولا تقتصر احتجاجات الميدان على الشبان والرجال بل فيها نساء وأطفال ومن مختلف الأعمار والأطياف السياسية والاجتماعية.
وهناك أناس شجعتهم "ثورة النيل" على كسر حاجز الخوف والمشاركة في نشاط سياسي للمرة الأولى في حياتهم نظرا لما تحمله من "أهداف جماعية" بحسب ما يرى خبير في علم الاجتماع السياسي.

ويقول أيمن عطية الذي شارك وزوجته وأبناؤهما الثلاثة في اعتصام ميدان التحرير أمس الاثنين وهي المرة الأولى التي يقدمون فيها على فعل ذلك "لم يعد هناك أي خوف... لقد كسرنا حاجز الخوف الذي زرعته الحكومة في نفوسنا لعقود... عليهم الآن تغيير الدستور وتنفيذ مطالبنا لان هذا هو السبيل الوحيد."
وأضاف عطية وهو مهندس ميكانيكا (44 عاما) لرويترز "أردت أن يرى أطفالي هذه الوجوه الثائرة وأن يشاركوا ولو بشكل رمزي في التغيير الذي يحدث في بلدهم."
وعين مبارك بعد اندلاع الاحتجاجات نائبا له للمرة الأولى منذ توليه الحكم وهو عمر سليمان رئيس المخابرات كما أقال حكومة أحمد نظيف الملقبة بحكومة "رجال الأعمال" وعين حكومة جديدة برئاسة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني وقائد القوات الجوية السابق.
وتعهدت الحكومة الجديدة في أول اجتماع لها بعد الاحتجاجات بالإبقاء على مخصصات الدعم بصورة كاملة وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما أعلنت في بيان أمس الاثنين إنها سترفع بعض الرواتب الحكومية والمعاشات بنسبة 15 بالمئة.

لكن كل هذا لم يمنع عطية من اصطحاب زوجته دعاء وأطفاله الثلاثة للمشاركة في الاحتجاجات التي انطلقت يوم 25 يناير كانون الثاني الذي يوافق عيد الشرطة.
وقالت دعاء وهي أيضا مهندسة لكن في مجال الهندسة المدنية "نريد أن نشارك هؤلاء الشباب كي نشعر أن لنا دورا فيما يحدث... بدأت اشعر بالأمان لان ما حدث كان فضيحة للحكومة أمام العالم ولن تلجأ الحكومة لاستخدام العنف بعد ما حدث."

وأضافت دعاء "لم نعد نخشى شيئا ... مضى وقت الخوف وحان وقت التغيير."
ووصف سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة ما شهدته مصر مؤخرا بأنه "ثورة شعبية اشتركت فيها كل الطبقات وكل مكونات المجتمع المصري."
واعتبر صادق في تصريح لرويترز أن السبب الذي كسر حاجز الخوف لدى الكثير من الأفراد والأسر الذين لم يسبق لهم المشاركة في أي عمل سياسي والذي دفعهم للمشاركة في الاحتجاجات الأخيرة هو أن "هذه الثورة لها أهداف جماعية وليست مجرد احتجاجات فئوية تعبر من مطالب طبقة أو فئة محددة."
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن المواجهات التي اندلعت بين الشرطة والمحتجين في الأيام الأولى للاحتجاجات فضلا عن محاولات مؤيدي مبارك الاعتداء على المعتصمين في ميدان التحرير أسفرت عن سقوط 300 قتيل على الأقل حتى الآن.
وقال حسن الغول (42 عاما) والذي قضى الليل في ميدان التحرير لرويترز اليوم الثلاثاء "لم نشارك في اي نشاط سياسي او مظاهرات من قبل ولكن بعدما رأينا ما فعله هؤلاء الشباب زال عنا الخوف ... هدفنا من المشاركة التغيير والعدالة الاجتماعية وحرية المواطن."
واضاف الغول الذي يعمل محاسبا في القطاع الخاص "هذه ليست ثورة جياع... نريد الكرامة والحرية ... أكبر حسنة قدمها النظام دون ان يقصد انه خلق مدينة فاضلة في ميدان التحرير."

وقالت زوجته هويدا وهي ربة منزل من ميدان التحرير لرويترز "شاركت بعد أن كنت مغيبة من الاعلام الحكومي ولكن شاهدت الشباب واردت ان اشاركهم ... لقد انتهى الخوف فانا لم اعد اخشى بطش النظام لانه فقط الشرعية." وشجعت مشاركة عطية وزوجته في الاحتجاجات أطفاله على ابداء رأيهم فيما تشهده البلاد.
وقالت ابنته هاجر (12 عاما) "عايزة الريس يمشي والبلد تتصلح علشان كده جيت المظاهرات."

وحتى ابنته منة التي لم يتجاوز عمرها أربع سنوات كانت لها مطالب وقالت "عايزة أروح كارفور (سلسلة متاجر كبيرة) عشان اشتري لعب من هناك بس كارفور اتسرق.. عايزة حسني مبارك يمشي علشان أروح كارفور." وكانت العديد من المحال التجارية الكبرى تعرضت لأعمال سلب ونهب على يد "بلطجية" في أعقاب اختفاء أفراد الشرطة في رابع أيام الاحتجاجات والذي أطلق عليه "جمعة الغضب". وقال صادق إن الفضل يرجع كذلك في هذه المشاركة الواسعة في الاحتجاجات إلى "سياسات الحكومة وأخطاء الحكومة وبطئها وطريقة تعاملها المتكبرة" مع مظالم الشعب ومطالبه.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:50 ص

      يا احرار يا ثوار يا صوت الامة المنسية يا روح الحرية

      اراك يا مصري رافعا هامتك اراك اعلى من الاهرامات و من بناها سيذكركم التاريخ يا ثوار يا ابطال ابكي شهداءكم ابكيهم ولكن انتم شهداء ستكونون مع الانبياء و الصديقين ليتني كنت نعش فأحملك في احشائي يا ليتني كنت كفنا فأضمك في احضاني يا شهيد يا شهيد ابكيك حرقة ابكيك دما.

    • زائر 7 | 7:39 ص

      إذهب ياخوف

      لقد انكسر الخوف و تشّجعت كل الناس في مصر و في كل العالم الحر . فالحكومة المصرية تكون إنتخابية من قبل الشعب و ليس هم يضعون الحكم فزمن الدكتاتورية قد ولّى و ذهب . تحكمون الناس بالحديد و النار و ما تشتهي انفسكم فبأسا لكم و لما تصنعون ,,. الصفحة الجديدة لمصر العظيم هي الديمقراطية و الحرية الحقة للشعب و ليس الرؤساء المتحكمون في رقاب الناس .. : كل يوم هو في شأن

    • زائر 6 | 5:31 ص

      آآآآآه يا تونس

      تونس فيها حركة واضراب

    • زائر 5 | 5:29 ص

      الأمل بكم يا أهل مصر

      إن صمودكم و صبركم و بعزم قوتكم في ميدان التحرير هو أفضل الجهاد و كلما صبرتم و ثبتم على مطلبكم فإن السلطة تضعف يوما بعد يوم حتى يتم سقوطها بأيدكم القوية و عزمكم الثابت القوي لزما و حقا تحقق والعالم كله يدعوا لكم بالنصر يا أهل مصر الشرفاء إثبتوا و اصبروا حتى ينصركم الله إن الله قوي عزيز

    • زائر 2 | 3:32 ص

      مو بس هم

      ترى الكل يحس أن حاجز الخوف قد انكسر والقوة في يد الشعب.........يا سبحان الله وكأننا نايمين و اوتعينا

    • زائر 1 | 3:17 ص

      وهل ما يسمى بالحق الوطني او المطالبة الوطنية سياسة ؟

      بتنى ننزعج مما يسمونه يساسية
      فالمطالب الشعبية لا تنخرط بالسياسة
      نحن مجرد مواطنين عاديين لا دخل لنا في السياسة نريد مطالبنى ان تتحقق فقط لا غير
      لنعيش بهدوء وامان بعيدا عن العنصرية والتفريق و اللامبالاة من قبل بعض المتنفذين الذين باتوا يطمعون في خيرات البلد

اقرأ ايضاً