العدد 3083 - الأحد 13 فبراير 2011م الموافق 10 ربيع الاول 1432هـ

«فالنتاين»... لون أحمر للعشاق... وللرافضين

يحلو للكثير من الناس، مواطنون ومقيمون، مسلمون وغير مسلمين، تبادل الهدايا والورود التي تصطبغ باللون الأحمر في يوم الرابع عشر من فبراير/ شباط من كل عام، باعتباره يوماً للحب، وهي المناسبة التي تستعد لها محلات بيع الهدايا والورود لاستقبال زبائنها، فيما يضع آخرون لوناً أحمر آخر على هذه المناسبة باعتبارها بدعة دخيلة، ومنشؤها غربي لا يعترف بالقيم الأخلاقية.

فأمام لونين، أحمر للعشاق وآخر للرافضين، يأتي يوم الـ «فالنتاين»، فلا يمكن أن تخلو محلات بيع الهدايا والورود والمراكز التجارية بل وحتى محلات بيع ألعاب الأطفال من الهدايا التي يطغى عليها اللون الأحمر، ولهذا توجز «جوي، وهي بائعة آسيوية في مجمع تجاري يقع على شارع البديع كلامها بالقول: «نحن نعمل في بيع الهدايا والزهور... هذا عملنا... وفي هذه المناسبة نعرض بضائعنا، فمن شاء يشتري ومن لم يشأ فذلك له لأن المسألة حرية شخصية... نحن لا نجبر الناس على شراء وتبادل الهدايا»، ومجمل الكلام أن المجتمع البحريني مجتمع منفتح متعدد لا يحجر على الحريات الشخصية كما يحدث في بعض الدول من هجوم على محلات بيع الهدايا في هذا اليوم.

ويحتفل الكثير من الناس، وخصوصاً فئة الشباب من الجنسين، بهذه المناسبة من دون أدنى علم بأصلها. فالشاب يونس قرر شراء باقة ورود حمراء لمن؟ لوالدته؟ لكنه لا يعرف ما أصل هذا اليوم، إنما يعرف فقط بمسماه «فالنتاين» كما يقول، وليس يونس وحده الذي لا يعرف أصل المناسبة، فالكثير من الشباب مثله تماماً، لكنه حين يعلمون بالقصة، يكتفي بعضهم بالقول إن الأهم بالنسبة لهم هو مبادلة مشاعر الحب والوداد مع الأهل والأصدقاء والمعارف، وأن هذه الفكرة، حتى لو كانت غربية دخيلة، فإنه لا ضير من أن يقدم زوج هدية لزوجته بهذه المناسبة، فيما يرى الفريق الآخر أن كل الأفكار الدخيلة، حتى لو كانت ذات بعد إنساني، فإنها مدعاة لاعتناق كل ما يأتي من الغرب من دون تمحيص.

ووفقاً لروايات مختلفة، فهناك من يعتقد أن كاهناً اسمه «فالنتاين» يستحق التقدير لأنه كان يدعو إلى المحبة بين أبناء البشر ولهذا السبب أعدمه الإمبراطور كلوديوس الثاني في 14 فبراير/ شباط في العام 268 أو 269 ميلادية بحسب اختلاف الروايات... أما اللون الأحمر الذي غدا علامة العيد المميزة، فيقال إنه دليل على الورود التي نبتت مكان مصرع إله الحب والخصب والجمال «أدونيس» بعد أن روته دموع حبيبته «عشتروت» فنبتت شقائق النعمان، وسواء كنا نؤيد أم نرفض فكرة الاحتفال بعيد الحب، إلا أن هناك الكثير من البشر، وفي مجتمعات متعددة، تحتفل بهذا اليوم من كل عام باعتباره يوم العشاق العالمي الذي يدين به العشاق للكاهن الطبيب الروماني «فالنتينو» الذي عاش في روما في القرن الثالث إبان حكم الإمبراطور كلوديوس الثاني العنيف الذي أمر بقطع رأس الكاهن الذي يدعو إلى الحب والتسامح كما يقولون، لهذا، يتم تبادل الهدايا في هذا اليوم، وخصوصاً الورود الحمر التي تعبر عن المشاعر الفياضة، كما أن الوردة الحمر هي الزهرة المفضلة لدي «فينوس» إله الحب عند الإغريق.

ولا يقتصر الاحتفال في المجتمع البحريني على شراء الهدايا والورود الحمر فحسب، بل إن الكثير من المطاعم والمقاهي الشهيرة تعد العدة لاستقبال المحتفلين، وبعضهم قد أعد مسبقاً برنامجاً احتفالياً خاصاً، وكل شيء بحسابه طبعاً. والمؤيدون يصرون على أن الفكرة ليست مرفوضة، فما المانع من أن تحول هذه الفكرة الغربية فعلاً إلى فكرة ذات تأثير ولو ليوم واحد في حياتك حينما تهدي زوجتك هدية ما للتعبير عن حبك لها... أو حين يقدم الأولاد والبنات الهدايا لأمهاتهم، وهكذا... قد نرفض كلمة «العشاق» وما يمكن أن يمارسوه من أمور ليست لها علاقة بالمجتمع المحافظ، أما المعارضون فيصرون على أنها فكرة مرفوضة ولا تناسب المجتمع البحريني إطلاقاً.

العدد 3083 - الأحد 13 فبراير 2011م الموافق 10 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:42 ص

      Happy valentine s Day

      love is like a war > easy to start , difficult to end , imposible to forget >>Happy valentine s Day

    • زائر 1 | 3:18 ص

      كل وأنتوا الحب ...

      كلام سليم وجميل جيدا ياريت لو الوسط تنشره بالصفحة الأولى وأحلى باقة ورد و تحية حب ومودة لصحيفة الوسط و جميع العاملين فيها .

اقرأ ايضاً